Site icon IMLebanon

لبنان “يدوْزن” تحالفاته الانتخابية على إيقاع “الخطوط الحمر” الخارجية

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:

بدأتْ مقدّمات المَشهد الانتخابي في لبنان تطلّ عبر «غبارٍ» سياسي يَحْمل في خلفياته أبعاداً ذات صلة بما ستكون عليه التموْضعات في الطريق الى صناديق الاقتراع في 6 مايو المقبل، وسط مَلامح «خطوط فصْل» متعمّدة ترتسم بين أكثر من طرف وتبدو «خيوطها» مربوطةً بدواعي استنهاض «الشوارع» كما باعتبارات تتصل بوضع الخارج، العربي والغربي، هذا الاستحقاق «على الرادار» رصْداً لتحالفاته ونتائجه.

وترى أوساط مطلعة أن تَزامُن «صفارة» انطلاق العدّ العكسي للانتخابات مع معارك مبكّرة ولا سيما «الحرب» بين رئاستيْ الجمهورية والبرلمان، إضافة الى رسْم «لاءات» حاسمة على خط التحالفات خصوصاً بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» (الرئيس سعد الحريري)، لا يمكن فصْله عن قرار ضمني بخوض الانتخابات على قاعدة أخْذ مسافة عن «حزب الله» رغم أن الأطراف الثلاثة يشكّلون ركائز «الخيمة» السياسية التي يستظلّها الواقع اللبناني منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وتَعتبر هذه الأوساط ان «المواجهة» المفتوحة بين حركة «أمل» (يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري) و«التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس عون) تمنح الأخير فرصة «الابتعاد خطوة» عن الثنائي الشيعي «أمل» و«حزب الله» اللذين كانا أعلنا عن تشكيل لوائح موحّدة وأكدت قيادتيهما أنهما «جسديْن في قلب واحد»، في حين أن تأكيد «المستقبل» استحالة التحالف مع الحزب تتيح له أيضاً تكريس «حال الفصل» الانتخابي عنه.

وبهذا المعنى تلفت هذه الأوساط إلى أن «التيار الحر» و «المستقبل» ذاهبان الى الانتخابات عبر تحالُف «ينأى» عن «حزب الله»، في إشارةٍ تبدو برسْم الخارج بالدرجة الأولى في ظلّ المعاينة الأميركية اللصيقة لـ «دفتر تحالفات» الحزب الذي تطارده واشنطن بإجراءات عقابية متدحْرجة ستتبلور تباعاً هذه السنة، ناهيك عن «العين الحمراء» السعودية على «حزب الله» وأدواره في ساحات المنطقة.

وحسب الأوساط عيْنها، فإن هذه الترسيمات الانتخابية يستفيد منها «التيار الحر» في تشكيل «عَصَب» انتخابي عبر معركته المفتوحة مع بري، في حين أن رفْع «المستقبل» لا كبيرة للتحالف مع «حزب الله» يوفّر له عنوان تجييشٍ لقواعده إضافة إلى أنّ «المنازلة» على هذين الخطيْن تسمح بقيام الأرضية المشتركة لتحالف «المستقبل» وحزب الرئيس عون.

وتؤكد هذه الأوساط، أن ما تشهده الساحة السياسية حالياً هو أقرب الى «ديكور انتخابي» لن يغيّر في واقع ان التسوية التي أوصلتْ العماد عون الى الرئاسة هي التي تحكم الانتخابات ومرحلة ما بعدها، بقواها الأساسية كما بتفاهماتها، كما لن يبدّل في النتائج التي سيسفر عنها استحقاق 6 مايو وخصوصاً لجهة ضمان «حزب الله» الثلث المعطّل «الصافي» في البرلمان (مع حلفائه الخُلّص) كحدّ أدنى، والأكثرية المطلقة كحدّ أقصى مع «التيار الحر»، الذي لا ينفكّ يؤكد أن «لا شيء سيقوى» على تفاهمه الاستراتيجي مع الحزب.

وشهدت الساعات الماضية تثبيتاً لـ «خطوط التماس» الانتخابية وفق الآتي:

في المقابل، مضى نواب «أمل» في هجومهم على «التيار الحر»، اذ أكد النائب علي بزي «ان الفوضى الدستورية تعمق اﻻزمة وﻻتخدم منطق الدولة ومنطق القانون»، معتبراً «انه في لبنان لسنا بحاجة الى مفتين جدد في الدستور وﻻ الى محافظين جدد، ونحن لسنا من انصار اختلاق المشاكل نحن من دعاة الحوار والتلاقي على كلمة سواء».