كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
تُعَدّ ظاهرة قطع الغيار المقلّدة مصدرَ قلق لكثير من سائقي السيارات، لما تسبّبه من مخاطر على سلامة السائق والركاب بسبب عدم مطابقتها للمواصفات ولمعايير السلامة والأمان التي تفرضها شركاتُ السيارات.
تنتشر ظاهرة قطع الغيار المقلّدة في جميع أنحاء العالم ويزداد استخدامها يوماً بعد يوم، بحيث يسعى البعض لشراء هذه النوعية للهروب من ارتفاع أسعار قطع الغيار الأصلية على الرغم من معرفتهم مدى خطورة استخدامها على السيارات.
فقد أكدت دراسات عدّة أنّ القطع غير الأصلية رغم الفائدة الموقتة منها، والمتمثلة في السعر الرخيص، تجلب للسيارة الكثير من المشكلات الأخرى والعواقب الخطيرة، وقد تعرّض حياة السائق ومَن معه من ركاب إلى مخاطر قد تصل إلى الوفاة.
والجدير ذكره أنّ دولاً كثيرة تسعى لمحاربة ظاهرة إنتشار قطع الغيار المقلّدة، عبر نشر معلومات لتوعية سائقي السيارات من مخاطرِ إستخدامها على سلامة السائقين والأضرار التي تسبّبها لأجزاء السيارة. فالقطع الأصلية صُمِّمت لتعمل بعضُها مع بعض بسلاسة ودقة هندسيّة وضمن مقاييس صارمة ومشدّدة.
نسخاتٌ مطابقة
نقصد بالقطع المقلّدة القطعَ التي لا تعتمدها الشركات المصنّعة للسيارات، والتي يتمّ فيها نسخ قطع الغيار الأصلية بالشكل فقط، ولو كانت في بعض الحالات تحمل علامات الشركات المصنِّعة.
وهذه القطع يتمّ تصنيعها من مواد رخيصة لا تراعي المعايير العالمية للأمان. وهنا نشير الى أنّ الحلّ الأفضل يبقى إستخدام القطع التي توفّرها الشركة المصنّعة للسيارات وإن كان سعرها أكبر من تلك التي توفّرها الشركات البديلة، لأنّ هذه القطع قبل أن يتمّ إعتمادها تجري الشركات المصنِّعة تجارب كثيرة عليها قبل أن تُدخلها على سياراتها، وهي في كل الحالات ستعمّر فترة أكبر، ما يمكن أن يبرّر ارتفاع سعرها.
فقد أوضحت الدراسات أنّ التوفير على المدى القصير عبر إختيار قطع مزيّفة رخيصة سيكون في نهاية المطاف أكثرَ كلفة على صاحب السيارة من إختيار القطع الأصلية وذلك بسبب تلفها بشكل سريع والحاجة الى تبديلها مجدداً.
كلفة منخفضة
يغري توافر القطع البديلة غير الأصلية والمقلّدة الكثير من أصحاب السيارات، وذلك بسبب كلفتها المنخفضة مقارنةً بالأصلية، حيث يُقبلون على شرائها من دون إدراك المخاطر التي قد تأتي بها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، إنّ أكثرَ مكوّنات السيارة التي يعمد الكثير إلى استخدام القطع المقلّدة وغير الأصلية عند تغيرها هي مكوّنات نظام الفرملة عموماً والكولييه خصوصاًٍ. وذلك يؤدّي إلى تقليل نسبة الأمان والسلامة للسائق.
كذلك إنّ كولييه الفرامل المقلَّد لا يشكّل فقط خطراً على سائقي السيارات والركاب، بل يؤدّي أيضاً إلى تآكل أسطوانات الفرامل بسبب إحتوائه على نسبة عالية من الرصاص التي تقلّل من قدرته على العمل بكفاءة توازي عملَ كولييه الفرامل الأصلي.