أكد ريفي أنه سيخوض الانتخابات الى جانب حلفائه تحت عنوانين رئيسيين وهما مكافحة الفساد ومحاربة المشاريع الدولية على حساب الدولة.
واعتبر ريفي أن “معركته الأساسية هي بوجه المشروع الإيراني ومن خلفه حزب الله” مضيفا أن “رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فوت فرصة ذهبية لإسترجاع حريته السياسية بعد أن تراجع عن إستقالته التي كان قد تقدم بها من العاصمة السعودية الرياض.”
كذلك لم يتوان اللواء ريفي عن “وصف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بالفاسد الأول في الجمهورية اللبنانية، وأنه يتحضر للذهاب الى القضاء وفتح ملفات الفساد لوزير الخارجية.”
وجاء في المقابلة التي أجرتها وكالة سبوتنيك مع اللواء أشرف ريفي ما يلي:
سبوتنيك: بدأ العد العكسي لمعركة الانتخابات النيابية، هل اكتملت تحضيراتكم لخوض هذه الانتخابات وما هو عدد الدوائر التي تنوون خوض الانتخابات فيها؟
ريفي: نحن اقتربنا جدا من مرحلة الحملات الانتخابية، هناك فاصل زمني بأيام محدودة جدا قبل فتح باب الترشيحات وإذا سارت الأمور في هذا الإطار يعني أننا ذاهبون الى انتخابات محتمة، ونحن نأمل ذلك لأن هذا المجلس النيابي مدد لنفسه لثلاث مرات وهو مجلس غير شرعي.
نحن حكما قمنا بتجهيز العامود الفقري للماكينة الانتخابية ونتواصل مع المرشحين المحتملين، ربما لم نصل بعد إلى إتفاق نهائي إنما لدينا مرشحين محتملين نقوم بدرس فرص ترشحهم تحضيرا للإنتخابات.
سبوتنيك: ما هي العناوين العريضة لحملتكم الانتخابية؟
ريفي: عنوانان أساسيان حقيقة، بوجه هيمنة الدويلة وبوجه المشروع الإيراني في لبنان، وضد الفساد.
جميعنا يعرف أن مال الجريمة كان يغذي الإرهاب، بمعنى أن مال الجريمة يغذي جريمة أكبر، وكأن مال الجريمة ينخر في جسم الدولة حقيقة.
سبوتنيك: هل ارتسمت لديكم طبيعة التحالفات التي تنوون خوض الانتخابات إلى جانبها؟
ريفي: سابقا، بدأنا بخطوات لتشكيل إطار وطني لتركيز المبدأين الأساسيين التي تحدثت عنهما في السؤال السابق، مبدأ السيادة ومبدأ محاربة الفساد، والأمر يصب في عودة الدولة أو الدولة الراشدة والنظيفة التي يمكن أن نبني آمال وأحلام عليها.
هذا هو الإطار الوطني التي كنا نعمل عليه، وفي حينها ضم الى جانبنا حزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار وكان هناك تواصل مع بعض الشخصيات المستقلة سواء في الوسط الشيعي أو المسيحي أو السني لكي نشكل إطار وطني أعرض من هذا الإطار الثلاث، اليوم يوجد تواصل، لكنه لم يتبرمج بعد، لكنه ذاهب في هذا الإتجاه.
سبوتنيك: هل قمتم بإجراء أي استبيان أو إحصاءات لمعرفة مدى قوتكم أو ضعفكم في الدوائر الانتخابية التي تنوون خوض الانتخابات فيها؟ وما هي النتائج المتوقعة لكم لا سيما في مدينة طرابلس؟
ريفي: لا أحد يمكن أن يتوقع نتائج حتمية، أكيد نحن نقوم بإستطلاعات رأي أو إستبيانات والتواصل مباشرة مع الناس، نحن نرى أنه يوجد قبول لطرحنا السياسي ومررنا بإختبار سابق الذي هو الانتخابات البلدية والذي هو عنوان إنمائي وتحت هذا العنوان خضنا الانتخابات وأظهرت نتائج الانتخابات وقتها أنه يوجد قبول لطرحنا.
بالمقابل إستطلاعات الرأي تقول نعم هناك شريحة كبرى في مدينة طرابلس تقبل بطرحنا السياسي.
سبوتنيك: للمرة الأولى تجرى الانتخابات وفق القانون النسبي، برأيكم هل سيتغير المشهد السياسي في ظل القانون الجديد؟
ريفي: طبيعي، هذا القانون غيّر طبيعة المعركة لأنه كما سبق وأعلنا أننا نرى القانون النسبي أفضل من الأكثري، إنما كوننا في مرحلة خاصة جدا كون حزب الله يمسك ببيئته إمساك حديدي، نحن لا نمسك في بيئتنا إمساك حديدي ولكن هذا وضع طبيعي وصحي جدا أن يكون هناك مكان للرأي الآخر في بيئتنا، في بيئة حزب الله الرأي الآخر لا يوجد له مكان للأسف لأنه في النهاية جميعنا يعرف أنه يمتلك قدرة بسلاحه وماله وبالغطاء الشرعي، إذ أنه إستجلب غطاء دينيا للإمساك ببيئته.
لذا أتصور أن هذا القانون أقر وفصل لمصلحة حزب الله، نحن نرى أن كتلة حزب الله قد تكون الوحيدة التي ستحافظ على نوابها وتحدث خرق من عندنا أكثر مما نحدث خرق عندها.
سبوتنيك: هناك تقارير تشير إلى أن حزب الله هو المستفيد الأكبر من هذا القانون لأنه قد يزيد من عدد نوابه في المجلس المقبل…
ريفي: نحن معلوماتنا تشير الى أن المستفيد الأكبر من القانون الجديد هو حزب الله.
لقد تم الذهاب بداية الى خيارات الدويلة من خلال مرشح قريب من حزب الله لرئاسة الجمهورية، ومن ثم شكلت حكومة فيها 17 وزير من أصل 30 وزير لحزب الله وحلفائه وكأنه تم تسليمه قرار الحكومة، بالمقابل أقر قانون إنتخابي لمصلحة حزب الله وكأننا نقدم آخر معقل دستوري في الجمهورية اللبنانية على طبق من فضة لحزب الله من خلال إمكانية إستحواذه على أكبر عدد من النواب هو وحلفائه وقد يأخذ الأغلبية المطلقة، ومن ثم قد يقوم “بتشليحنا” الورقة الميثاقية بمعنى آخر، على سبيل المثال إذا كنا نملك 27 نائبا سني، وإذا تمكن حزب الله من أخذ ثمانية نواب منهم فيكون برأيي أفقدنا الورقة الميثاقية حقيقة.
في هذه الظروف ما هي الإستراتيجية التي يمكن أن نقوم بها؟ هي ان نشكل إطار وطني للإعتراض على هيمنة الدويلة على لبنان من خلال القوى السياسية التي تلتقي إعتراضا على هذا الواقع.
سبوتنيك: كيف تصفون علاقتكم اليوم بالمملكة العربية السعودية، وهل تتوقعون أن تدعم الرياض أطرافا محددة في الانتخابات المقبلة، أم ترون وجود انكفاء سياسي سعودي عن لبنان خصوصا بعد الأزمة الأخيرة ما بين الرياض ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري؟
ريفي: لطالما كانت علاقتنا بالمملكة العربية السعودية علاقة إحترام ومودة حقيقة.
فيما خص الانتخابات، فلا شك أن الأمر يتعلق بالمملكة العربية السعودية وحدها لكي تقرر طبيعة إستراتيجيتها تجاه لبنان، للآن نشعر أن موقف السعودية هو الى جانب طرحنا، اما كيف يترجم هذا الدعم فحقيقة لا أحد يعلم، نحن علينا أن نحضر إنتخاباتنا ونكون جاهزين وأن يكون لدينا خطة “باء” في حال دُعمنا، ونحن سبق وطرحنا على المملكة العربية السعودية أنه يوجد مشروع إيراني في المنطقة يجب أن يقابله مشروع عربي، نحن نتمنى على المملكة العربية السعودية كما نتمنى على كل الدول العربية والتي هي حريصة على إبعاد النفوذ الإيراني عن الساحات العربية أن تقيم مشروعا عربيا في لبنان. لبنان هو أحد الساحات الهامة في هذا الصراع حقيقة.
الأمر أكيد يعود للمملكة العربية السعودية حقيقة، في حال دعمتنا أكيد سيصبح عندنا إمكانيات أكبر وفي حال لم تدعمنا فنحن حكما نقوم بواجباتنا لمواجهة المشروع الإيراني ضمن قدراتنا وأمكنياتنا.
سبوتنيك: ثمة من يقول إنكم تواجهون حزب الله في الظاهر، لكن المعركة الحقيقية هي بوجه رئيس الحكومة سعد الحريري؟
ريفي: أبدا، نحن نقول دائما أن يعود الى الثوابت فسيجدنا الى جانبه، وأكبر دليل وقت أعلن إستقالته من الرياض، وأقول حقيقة أنها كانت لحظة الحرية الأساسية لسعد الحريري وبرأيي خسر هذه الفرصة، عندما أعلن الإستقالة لم أتردد لحظة أن أقول له أنك ستجدني الى جانبك كتفا الى كتف، لأنه في النهاية إعتبرنا بأنه عاد الى الثوابت التي هي مشتركة بيننا، إنما أن يكون الى هذه الدرجة من حالة الإستضعاف أمام المشروع الإيراني فلا نستطيع أن “نبلعها” معه، نحن أبناء مدرسة أمنية عسكرية، ويوجد شيء إسمه قتال تراجعي، حتى لو حزب الله أقوى مني وأخذ خط الدفاع الأول، فهذا ليس معناه أن أسلمه كامل جبهتي بل أنتقل الى خط الدفاع الثاني وأقاتل وأنتقل الى الخط الثالث وأقاتل، يوجد شيء إسمه قتال تراجعي.
منطق الأمور يقول إنه ليس إذا خسرت جولة أرفع الراية البيضاء، أنا أقول إنني لم أضيع يوما البوصلة، حكما مواجهتي الأساسية مع حزب الله مع المشروع الإيراني، إنما في النهاية كنت أقول لسعد الحريري أن لا تبقى على هذه الوضعية التي أنت فيها، هذه الوضعية معناها أنك تسلم كل البلد لحزب الله وبكل الأسف ما قلناه له يتحقق، الأن يوجد آخر معقل وهو مجلس النواب، لذلك يوجد شخص اليوم يجب أن يتحمل مسؤولية قراراته وخياراته التي أفضت الى أن يقبض حزب الله أكثر واكثر على لبنان.
يوجد الآن آخر معقل وسنقاتل في لعبة غير متكافئة في الانتخابات النيابية، ولكن لا يوجد لنا خيار سوى تشكيل كتلة برلمانية تجمع القواسم المشتركة، وبقدر ما كان العدد أكبر كل ما كان أفضل لنرفع صوتنا على منبر مجلس النواب بوجه أية محاولة إمساك كلي لحزب الله بالدولة اللبنانية
لا شك من دخل بتسوية وشروط حزب الله بهذه السنة الأخيرة يجب أن يتحمل المسؤولية السياسية والمسؤولية التاريخية عما وصلت إليه البلاد.
سبوتنيك: ما تعليقك عما يحصل من سجال بين فريق رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل؟
ريفي: هذه نتيجة طبيعية بالنسبة للذهاب بخيار الدويلة حقيقة، الدولة وحدها فقط تقيم الأمن، لا يقولوا لنا أن هذه التسوية أنتجت أمن وإستقرار، أي أمن وإستقرار بشروط حزب الله والدويلة برأيي ليس أمن وإستقرار وأكبر دليل ما يحصل اليوم في الساحات اللبنانية.
اليوم من المفترض أن هؤلاء الأفرقاء أن يكونوا في حلف واحد، بكل أسف هناك شخص إعتبر أن هذه الجمهورية هي ملك له ويتصرف فيها، أنا أتصور أن أمن وإستقرار من قبل الدولة فقط هو الوحيد الذي يدوم ويعطي الأمان لكل اللبنانيين.
سبوتنيك: ما هو تعليقكم على الخلاف الحاصل ما بين الرئاستين الأولى والثانية على مرسوم الأقدمية؟ وإلى أين يمكن أن تصل هذه الأزمة السياسية؟
ريفي: اليوم تفاقمت أكثر هذه الأزمة، أنا إعتبرت وزير الخارجية جبران باسيل هو الفاسد الأول في الجمهورية اللبنانية وأصر على كلامي، إدعى عليّ قضائيا وأنا جاهز وملفاتي جاهزة سأقدمها أمام القضاء اللبناني، ملفات فساد جبران باسيل، وفساده سيسقط هذا العهد إذا لم يرتدع عن الفساد.