كتب فادي عيد في صحيفة “الديار”:
علم ان الساعات المقبلة من شأنها أن تبلور مسار التحالفات لدى معظم القوى السياسية، حيث ثمة توقّعات بأن تصاغ هذه التحالفات في غضون الأسبوعين المقبلين باستثناء ما يجري في الجبل من أخذ ورد على صعيد التحالف بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط والأحزاب والتيارات المسيحية، وتحديداً «القوات اللبنانية» والكتائب و«التيار الوطني الحر»، بمعنى، كما تقول مصادر متابعة للملف، أن اهتزاز «تفاهم معراب» وصولاً إلى الخلاف بين الكتائب و«القوات» والترشيحات التي حصلت بشكل منفرد، ومن قبل هذه الأحزاب كل على حدة، شكّلت عوامل أدّت إلى إرباك حركة جنبلاط الإنتخابية، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه أن يصل إلى ائتلاف إنتخابي مع كل هذه المكوّنات.
وأضافت المصادر أن «القوات» مستمرة في رفض ترشيح المحامي ناجي البستاني لجملة اعتبارات سياسية وانتخابية واستحقاقية لاحقاً، وهذا الأمر يفرمل حتى الساعة الوصول إلى حسم الخيارات الإنتخابية، لا سيما على صعيد التحالفات، مع الإشارة إلى أن البستاني مقرّب من «التيار الوطني»، وتحديداً من رئيس الجمهورية ميشال عون.
في المقابل، فإن الإتصالات التي يقوم بها جنبلاط عبر موفديه على خط معراب، لم تتوقف حيث هناك أمل كبير بالوصول إلى نتائج إيجابية، في ظل العلاقة المتينة التي تربط الحزب التقدمي الإشتراكي بـ«القوات اللبنانية»، وهذا ما ظهر أخيراً عبر التنسيق بينهما في مناطق الجبل، بينما وعلى خط موازٍ، إذ تكشف المصادر المتابعة للملف، عن اتصالات بعيدة عن الأضواء تجري بين «التيار الوطني» و«التقدمي»، وقد تتوّج قريباً بلقاء يجمع جنبلاط والوزير جبران باسيل، في حين بات التحالف بين «التقدمي» وتيار «المستقبل»، محسوماً في الشوف وعاليه والبقاع الغربي وبيروت، ما يعني أن المسألة متوقّفة على نتائج اللقاءات التي ستسفر عن اجتماع موفدي جنبلاط والأحزاب المسيحية بغاية حسم الخيارات الانتخابية، خصوصاً في الشوف وعاليه.
لكن ثمة من يرى صعوبة في الوصول إلى النتائج التي يتوخّاها زعيم المختارة من خلال دخول بعض الجهات على الخط في الفترة الأخيرة، كما تقول المصادر نفسها، وذلك لعدم فرط التحالفات داخل فريق الثامن من آذار، وهذا ما برز في الأيام الماضية من خلال زيارات قامت بها قيادات سياسية ورؤساء أحزاب باتجاه «حزب الله»، خصوصاً بعدما بات المحامي البستاني على لائحة النائب جنبلاط، معتبرين ذلك بداية لقضم هذا المكوّن السياسي أي الثامن من آذار، وبالتالي خسارتهم المعركة، وأيضاً حصول الإنقلاب بين الحلفاء على بعضهم البعض.
ومن هنا، تجزم المصادر المتابعة بأن الساعات الـ48 المقبلة ستحمل تطوّرات إنتخابية هامة على مستوى الجبل، إذ من المرتقب أن تتوالى الترشيحات تباعاً، وأن يكون جزءاً كبيراً منها قد بانت معالمها أخيراً، لا سيما على صعيد دائرتي الشوف وعاليه، حيث أن المواجهة تبدو حتمية في ضوء التصعيد المكتوم الذي كاد يهدّد الوضع برمته، الأمر الذي استدعى التريّث الجنبلاطي إلى حين الوصول إلى صيغة ترضي كل الأطراف المسيحية والدرزية.