Site icon IMLebanon

برّي فتح أبواب التهدئة؟

ذكرت صحيفة “اللواء” ان الأجواء السياسية في عين التينة لا توحي بأن هناك حلاً قريباً للخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية، وان الوضع ما زال على حاله مادام الوزير جبران باسيل لم يعتذر إلى اللبنانيين عن الإساءة التي ألحقها بهم نتيجة كلامه المسيء بحق رئيس المجلس.

الا ان التطور الجديد الذي برز هو ما نقله زوّار عين التينة من نواب الأربعاء بأن الرئيس برّي فتح أبواب التهدئة مع إبقاء الأزمة مستمرة، من خلال تأكيده ان لا استقالة للحكومة، وان مثل هذا الخيار غير مطروح، وإن كان رأى ان الحكومة قد يتأثر اداؤها نتيجة الوضع السياسي المأزوم.

وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان المشكلة المستجدة بين «التيار العوني الحر» وحركة «أمل» مرشحة للوصول إلى أفق مسدود نتيجة عدم تقبل الطرفين اي مخرج او موقف مما طُرح مؤخرا من مخارج، لا سيما دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون في بيانه امس الاول، الى التسامح والتعالي على الخلافات الشخصية، وهو الامر الذي اعتبرته مصادر حركة «امل» غير كافٍ، مع ان مصادر وزارية مقربة من رئيس الجمهورية اكدت ان الرئيس عون «أقر ولوضمنيا في بيانه بحصول اساءة الى الرئيس بري وخطأ بحقه، ولو انه قوبل بخطا اللجوء الى الشارع».

واستناداً إلى هذه التقديرات، يبدو أن الأزمة ستطول الى ما بعد الاسبوع المقبل برغم عودة رئيس الحكومة اليوم الخميس من زيارة تركيا، لكن المصادر الوزارية المقربة من بعبدا توقعت ألاّ يتمكن من تحقيق اي خرق طالما ان النفوس مشحونة والاطراف على مواقفها، ولن يصغي الطرفان وبخاصة «امل» الى ما يمكن ان يحمله من مقترحات، طالما أن الرئيس بري يحمّل الحريري جزءا من مسؤولية الخلاف بسبب توقيعه على مرسوم اقدمية الضباط من دون ان يشاوره مسبقاً.

كذلك الحال بالنسبة الى حزب الله»، الذي اكدت مصادره انه لن يقوم حاليا باية مبادرة، بل ينتظر خطوة ما من الفريقين، وبخاصة من «التيار الحر»، بعدما وقف في بيانه قبل يومين الى جانب الرئيس بري، ودعت الى التوقف عند العبارة المعبرة جدا عن استياء الحزب والواردة في بيان استنكار الاساءة الى بري وتضمنت: «إن هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح ، بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرق الصف وتمزق الشمل وتأخذ البلد إلى مخاطر هو بغنى عنها».

وإذ لاحظت المصادر السياسية، ان بيان التسامح لم يكن يحمل مبادرة، إلا انه كان في حدّ ذاته خطوة على طريق لملمة الشريط المسرب للوزير باسيل.

ونقل النائب علي بزي عن الرئيس بري حول ما يحصل في الفترة الاخيرة قوله انه دائماً لم يكن السبب مثل النتيجة وقال:بطبيعة الحال هو لم يطلب إعتذاراً بل المطلوب تقديم إعتذار الى اللبنانيين كل اللبنانيين للإهانات والإساءات التي حصلت. والرئيس بري يمتلك من القوة والشجاعة والوعي والوطنية والأمانة والحرص على كل اللبنانيين ما يدفعه ان يقدم إعتذاراً الى كل اللبنانيين الذين لحق بهم أذى على الأرض، على رغم ان الجميع يعرف ان لا الرئيس بري ولا حركة «أمل» لها علاقة من قريب او بعيد بما حصل على الأرض. وهو كان يعمل دائماً خلال الأيام القليلة الماضية من اجل منع التحركات والتظاهرات والسيارات وقد اتصل بالقيادات الأمنية عبر المسؤول الامني في حركة «أمل» وبالجيش من اجل الحفاظ على مصالح البلاد والعباد وعدم التعرض للمواطنين في اي منطقة من المناطق.

ورأت مصادر شيعية ان إعادة تطبيع الوضع على أساس «عفا الله عمّا سلف» غير وارد، والرد سيكون حقيقياً على التعرّض للرئيس نبيه برّي، ولكن بالسياسة.

وفي المعلومات ان المواقف مرهونة بأوقاتها.. وفي ضوء ما سيصدر من خطوات، سواء من  بعبدا أو غيرها فلكل حادث حديث.