رأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي النائب عاصم قانصوه، ان ما جرى من تطورات امنية خطيرة على خلفية الأزمة بين الرئيس نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، دليل قاطع على هشاشة اتفاق الطائف الذي ثبت انه مجرد محطة توافق فيها اللبنانيون على وقف الحرب الأهلية، أكثر منه محطة لإصلاح النظام والصيغة، معتبرا بالتالي ان ما شهدته الساحة اللبنانية من شحن مذهبي بين الموارنة والشيعة، مستهجن ومرفوض بالمطلق، لكنه غير مستغرب بسبب وجود الخميرة الطائفية في المعجن اللبناني بشكل عام، وفي المعجن الباسيلي بشكل اخص.
ولفت قانصوه في لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى ان اساس المشكلة بين التيار الوطني الحر وحركة امل لم يأت من العدم، إنما من الخطاب الطائفي الذي اعتمده باسيل، ومن استوهامه بأنه يجسد شخصية بشير الجميل في الوسط المسيحي، وبأنه المرشد الماروني على قاعدة «أنا حاضركم ومستقبلكم» علما أن هذا التصرف ينسحب على نفوس جميع القادة اللبنانيين إنما بشكل غير قابل لإشعال النار الطائفية والمذهبية، بمعنى آخر يعتبر قانصوه ان الجميع يتمترس خلف مذاهبهم بما يؤسس دون ادنى شك لسقوط اتفاق الطائف والعودة الى منطق الحرب و«بيروت الشرقية والغربية».
وردا على سؤال اكد قانصوه انه لا الرئيس عون ولا حزب الله لهما اي مصلحة باندلاع حرب اهلية طائفية.
وعن كيفية حل المشكلة بين حركة امل والتيار الوطني الحر، اكد قانصوه أن الحل على قاعدة «تبويس اللحى» وعلى طريقة «أبوملحم»، لا يعالج اسباب المشكلة بل يبقي النار تحت الرماد، إنما الحل الصحيح والعادل يقتضي محاكمة جبران باسيل داخل مجلس النواب بدءا بإسقاط الثقة النيابية عنه كوزير للخارجية، وصولا الى إحالته امام محكمة الرؤساء والوزراء لمحاكمته بتهمة التحريض المذهبي وإشعال فتيل الفتنة والحرب بين اللبنانيين.
وعودا على بدء ختم قانصوه مؤكدا ان السلام في لبنان سيبقى «معدوم العافية» مادام اتفاق الطائف معنيا فقط بوقف الحرب الأهلية دون معالجة اسبابها، ومادام هناك قوانين انتخاب على مقاس صائغيها كالقانون الحالي الذي «لا يتجاوز ثمنه القرشين بأيام الغلاء» معتبرا بالتالي ان صيغة 1943 سقطت باندلاع الحرب الاهلية في العام 1976 وعلى الجميع ان يعوا مخاطر إبقائها ميتة دون بديل، خصوصا ان نار المذهبية تطل برأسها عند كل مفترق سياسي وعند كل ازمة بين الرئاسات الثلاث، بدليل ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من حرب كلامية بين المواطنين، «اللهم فاشهد أني بلغت».