كتبت ميسم رزق في “الأخبار”: بات من الواضح أن التحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر سينسحِب على الانتخابات النيابية المُقبلة. تؤكد أوساط «المُستقبل» أنه «في حكم الأمر الواقع، ولو لم يُعلَن ذلك رسمياً حتّى الساعة»، مشيرة إلى أنهما سيخوضان الاستحقاق «جنباً إلى جنب في معظم الدوائر». وبحسب المصادر المستقبلية، فإن أحد بنود هذا التحالف «استبعاد الرئيس سعد الحريري لكل النواب المستقبليين الذين صوّتوا ضد العماد ميشال عون في الانتخابات الرئاسية، وعدم ترشيحهم مجدداً على لوائح المُستقبل في أي دائرة»!
حين رشّح الحريري العماد عون للرئاسة، انقسم تيار المُستقبل. بعضٌ رأى في ما حصل خرقٌ للاصطفاف الذي كان حاصلاً، فيما رأى آخرون أنه ضرب من ضروب الخيال. لم يكتفِ المُعارضون المُستقبليون آنذاك بالرفض الكلامي، بل عبّروا عن ذلك بالفعل. في 20 تشرين الأول، يوم قرّر الحريري حشد تياره في منزله في وادي أبو جميل، لإعلان قرار «الضرورة»، تغيّبَ عدد من النواب، رفضاً لذلك، هم محمد قباني، عمار حوري، أحمد فتفت، نضال طعمة ومعين المرعبي، واثنان غابا بداعي السفر، هما غازي يوسف وعقاب صقر. حتى المُعارضون الذي أتوا فعلوا ذلك مُرغمين، من بينهم النواب رياض رحال وأمين وهبة وفريد مكاري ورئيس الكتلة فؤاد السنيورة الذي أعلن حينها أن «حضوره في بيت الوسط شيء، وموقفه من العماد عون شيء آخر». في تلك المرحلة، كان رئيس تيار المُستقبل في عزّ ضعفه، مجرَّداً من الغطاء المالي والسياسي، بعد إفلاس إمبراطورية «سعودي أوجيه»، وبدء تدهور علاقته مع المملكة العربية السعودية. وفيما أتى الحريري باحثاً عن منقذ لاستعادة دوره السياسي، واجداً في انتخاب عون سبيل النجاة الوحيد، لم يستسِغ تمرّد عدد من نواب كتلته عليه وتأليب الشارع السنّي ضدّه، معتبراً ذلك «انقلاباً» ضدّه، وملمّحاً إلى معاقبة كل الذين وقفوا في وجهه.
اليوم، بعد أكثر من عام، يبدو الحريري متجهاً إلى تنفيذه ما لمّح إليه، إذا ما صحّت معلومات المُستقبليين عن استبعاد هذه الأسماء عن لوائحه. غير أن عدداً منهم استبق رئيس الحكومة إلى ذلك، مُعلناً انسحابه من المعركة، كالنائب محمد قباني الذي أكد عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. فيما أكدت مصادر قريبة من «المُستقبل» أن النائب فريد مكاري جزم أمامها منذ يومين بأنه حسم أمره في عدم الترشّح. فيما بات من المؤكّد أن السنيورة وحوري وطعمة ووهبي لن يكون لهم نصيب من الترشيح، ليس فقط «بسبب بعض الحسابات الانتخابية» بحسب المصادر، بل «يعود ذلك إلى تراكمات في أدائهم السياسي منذ انتخاب عون». أما النائبان صقر ويوسف اللذان تغيبا يوم ترشيح عون «بداعي السفر»، فتقول المصادر إن «الأخير هو من بلّغ الرئيس الحريري عدم نيّته خوض الانتخابات، وأنه بات يعمل اليوم إلى جانب السيدة نازك الحريري في شؤون مالية وإدارية». أما صقر الذي «كان يعوّل على ترشيحه في بيروت بدلاً من زحلة، فقد بات خارج الحسابات، منذ أزمة استقالة» الحريري القسرية في السعودية، في الرابع من تشرين الثاني الماضي.