كتبت صحيفة “العرب”:
تستشعر إسرائيل حجم التهديد الذي بات يمثله حزب الله على أمنها القومي، خاصة بعد ورود معطيات استخبارية عن محاولات إيران لنقل تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة إليه، ما سيعني تحقيق ما يسمى بـ”توازن الرعب” بين الجانبين.
وبالتوازي مع حملة إعلامية متصاعدة في الآونة الأخيرة ضد حزب الله، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية، أن وزارة الدفاع بقيادة إفيغدور ليبرمان قررت في اجتماع الشهر الماضي إنشاء وحدة صاروخية ضمن القوات البرية للجيش الإسرائيلي، تستهدف تركيز صواريخ متطورة قادرة على تغطية كامل مساحة سوريا ولبنان.
وقطع قرار وزارة الدفاع الإسرائيلية مع جدل دام لسنوات حول ضرورة إنشاء هذه الوحدة، ويرى خبراء أن الحسم في هذه المسألة، جاء نتيجة مخاوف جدية من سعي إيران لتمكين حزب الله من أسلحة نوعية، مثل الصواريخ الدقيقة، والذي سيكون لها تأثير قوي في أي معركة مستقبلية بين الجانبين.
وياتي هذا الكشف على وقع الاستعدادات لتمرينات عسكرية أميركية إسرائيلية ستقام الأسبوع المقبل، تحاكي السيطرة على قرى ومناطق في جنوب لبنان وقطاع غزة، وفق بيان أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وهناك قلق إسرائيلي متنام من تجدد العلاقات بين حماس وحزب الله، حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يوفر الحزب للحركة الفلسطينية وجودا عسكريا على الشريط الشمالي، خاصة أنه سبق وأن كشف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في آخر حوار تلفزيوني له (مع قناة الميادين) أن هناك عملا جاريا بين “فصائل المقاومة” للتحضير لأي مواجهة مع “العدو الإسرائيلي”.
ولفت تقريرللمحلّل العسكري أليكس فيشمان لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن المخاوف ثارت لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من قيام إيران بتحويل صواريخ بسيطة منصوبة في لبنان إلى صواريخ دقيقة، فبدلا من نقل صواريخ إلى لبنان عن طريق سوريا وما في ذلك من مخاطر لجهة تعرضها للقصف (وقد حصل ذلك مرارا خلال السنوات الأخيرة)، تستعد إيران لتركيب منظومات توجيه من إنتاجها على الصواريخ البسيطة الموجودة في لبنان، وهو الأمر الذي لا يتطلب إقامة مصانع ضخمة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان قد حذر هذا الاسبوع خلال مؤتمر للأمن عقد في تل أبيب من أن لبنان ككل سيدفع ثمن تمدد إيران، معتبرا أن حزب الله ضحى بالمصالح القومية للبنان بالخضوع كاملاً لطهران، لذا فإن البلاد كلها ستكون هدفا مشروعا في أي حرب مقبلة.
ويشير المراقبون إلى أن مشكلة إسرائيل الحقيقية اليوم هي في عدم السماح لحزب الله بامتلاك تكنولوجيا متقدمة، قادرة على أن تغير قواعد اللعبة، وأن الأوساط الإسرائيلية مشغولة اليوم بالبحث في جدوى القيام بعمل عسكري بلبنان. وقال وزير شؤون القدس الإسرائيلي زئيف إلكين: “لقد منعنا محاولات لا تحصى من جانب إيران لتسليح حزب الله من داخل سوريا، والآن يحاولون الإيرانيون فعل الشيء نفسه على الأراضي اللبنانية”. وأضاف “ولكن كما عرفنا كيف نخرجهم من سوريا، سنفعل الشيء نفسه في لبنان”، دون تقديم المزيد من التوضيح.
ويستبعد مراقبون أن تقدم تل أبيب على عملية عسكرية على المدى القريب في لبنان، وأنها ستعمد إلى تطوير قدراتها العسكرية، من قبيل بناء منظومة صاروخية دقيقة، مع إبقاء لبنان وحزب الله تحت الضغط المتواصل.