IMLebanon

دوكلو: التدخّل التركي رسالة موجّهة إلى أميركا

كتبت إيزابيل لاسيرفي صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية ( ترجمة “الجمهورية”):

 

بحسب الدبلوماسي، لا يمكن استبعاد فكرة أنّ الغرب يخسر تركيا.

ميشال دوكلو، دبلوماسي ومستشار استراتيجي في معهد «Institut Montaigne»، كان سفيراً لدى دمشق بين عامي 2006 و2009. وكان ضيفاً في برنامج «Talk stratégique» يوم الجمعة.

 

  • «لو فيغارو» – ما أسباب التدخّل الذي بدأ منذ أسبوعين في سوريا مِن قبَل الجيش التركي؟

– ميشال دوكلو: إنّها رسالة للأميركيين، الذين كانوا ولا يزالون حلفاء الأكراد السوريين ضدّ داعش. تُعرب تركيا عن استيائها الشديد إزاء الشراكة التي قرّر الأميركيون الحفاظَ عليها معهم، وحتى بعد هزيمة داعش. وللأتراك أسبابٌ للهجوم على ما يعتبرونه ملحقاً للتحرّك الذي هو في حرب مع السلطات الوطنية. فبالنهاية، إنّ التدخّل يَسمح لأردوغان بإعادة قيام الاتّحاد السياسي حوله. وقد أعاد التدخّلُ خلقَ نوعٍ مِن التعصّب الوطني ضدّ الأكراد، ولا بدّ من أن نقول، ضدّ الأميركيين.

 

  • حصَل التدخّل في عفرين بضوءٍ أخضر من روسيا، فما هي لعبة الكرملين؟

– يمكننا نوعاً ما أن نتحدّث عن عملية روسيّة-تركية في شمال سوريا؛ يسيطر الروس في المنطقة على المجال الجوّي بالكامل، وقد حصَلت تركيا على الضوء الأخضر من موسكو، لذلك، يمكننا أن نعتقد أنّ الروس أرادوا أن يساهموا في هذه الرسالة الموجّهة من الأتراك إلى الأميركيين، كما نستطيع أن نعتقد أنّهم مسرورون بخلق بعضِ الخلافات بين حليفَين رئيسيَين من حِلف شمال الأطلسي.

 

  • إلى أيّ مدى يمكن أن يصل هذا التوتّر بين واشنطن وأنقرة؟

– أخشى أنّه يمكن أن يزداد حِدّةً. ولا يمكن استبعاد أنّ الغرب يخسر تركيا، حتى لو لم يكن من السهل جداً قطعُ حبلِ السرّة مع حلف شمال الأطلسي.

 

  • المؤتمر السوري-السوري الذي نُظّم الأسبوع الماضي في سوتشي من قبَل روسيا باءَ بالفشل، كيف تُحلّلون ذلك؟

– يعاني الروس من تحويل انتصارهم العسكري إلى نجاحٍ سياسي، ومِن الصعب عليهم أن يلوموا الآخرين، بما أنّ الغربيين، مِثل المعارضة، قدَّموا تنازلاتٍ وأعطوا الروسَ فرصةً لإعادة إطلاق العملية، والنظام السوري هو من رفضَ أيَّ حلّ وسط.

 

  • هل هذا يعني أنّ روسيا لا تملك أيَّ تأثير على حليفها السوري؟

– يمكن للروس أن يُلووا ذراع بشّار الأسد بذريعةِ أنّهم يغطّون المجالَ الجوّي في سوريا، ولكنّ هدفهم النهائي هو ضمانُ بقاء الرئيس السوري في الحكم. وما داموا غيرَ متأكّدين من أنّ العملية الدبلوماسية ستؤدّي إلى هذه النتيجة، فسيتردّدون في إجبار بشّار الأسد على دخول اللعبة.