كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
تؤكد مصادر سياسية عليمة في “8 آذار” بأن صمت «حزب الله» على تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل الخاطئة والمتسرعة ابلغ تعبيرعن استيائه من اداء شخص من المفترض انه حليفه ومعه في الخط الاستراتيجي ذاته.
وتضيف المصادر، مخطئ باسيل اذا اعتقد بأن الحزب صدَّق تبريراته المتكررة، فكثرة التبرير هي مضبطة اتهام صريحة له بانه كان يتقصد كل كلمة قالها سواء بالتصريحات الاعلامية او التسريبات.
وعلى حد تعبيرها، فان باسيل يتذاكى على المكشوف، فهو يمرر تصريحاته ويوصل رسائل ايجابية ترضي الاميركي، ومن ثم يعمد الى استخدام لعبة التبرير معتقدا بأن الحزب لن يضرب الاستقرار الداخلي بفك تحالفه مع باسيل شخصيا كرمى تصريحات غير حقيقية بنظره او لزوم اللعبة السياسية الا انه مخطئ برهانه هذا .
وبصراحة نقول، والكلام للمصادر، لقد اصبح عند حزب الله قناعة بأن حليفه العوني يعتمد سياسة العصا والجزرة في علاقته مع الثنائي الشيعي تحديداً، وهو ما يرفضه الحزب رفضا تاما ويعتبره استفزازا مقصودا للتملص من تفاهم مار مخايل .
وبالصراحة ذاتها، تشير المصادر الى ان حزب الله منذ البداية وقبل هفوات باسيل المتكررة يفصل بين علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال عون والذي يعتبره من اوفى واشرف الحلفاء والمسؤول الاول عن التفاهم، وبين باسيل الحليف السياسي الذي لا يلتزم معه الا اخلاقيا، وبالتالي فان ايجاد عذر للرئيس مسموح في حال اخطأ كما ان صون التفاهم هو التزام ثابت معه اما مع باسيل فالقصة مختلفة.
وعليه، تجزم المصادر بأن جردة الحساب بين باسيل وحزب الله اصبحت طويلة ولا بد من اعادة ترتيب علاقتهما ولكن تحت السقف الاتي:
اولا: ان تأزم العلاقة مع باسيل لن يؤدي ابدا الى نسف تفاهم مار مخايل الذي وقع اساسا مع الرئيس ميشال عون، وطالما ان عون ما زال حيا يرزق فان علاقة الحزب هي معه شخصيا وبت اي ملف سياسي يعود اليه، وبالتالي فان هامش باسيل ضيق جدا مع الحزب بوجود رئيس الجمهورية.
ثانيا: لا يمكن لباسيل ان يتذرع دوما بالخطأ غير المقصود لتبرير كلامه الذي لم يعد خافيا بانه مقصود، وعليه الالتفات الى ان الخلافات السياسية مع الحلفاء تحديدا لا تحل بهذه الطريقة المستفزة.
ثالثا: على باسيل ترتيب اولوياته حتى لا يقع بالمزيد من الاخطاء، وعليه الانتباه الى ان تقديم اوراق اعتماده للخارج لن يفيده في الانتخابات النيابية او للترشح لرئاسة الجمهورية، وللتذكير فقط فان الحزب ملتزم بترشيح وايصال رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة الاولى خلفا لعون وليس باسيل او غيره.
رابعا: ان اعتماد باسيل سياسة المشاكل بالجملة مع قوى ٨ آذار سيحصد نتائجها السلبية في الانتخابات النيابية وفي التشكيلات الحكومية… لا احد يرفض بالطبع انفتاح باسيل على القوى الاخرى لا سيما تيار المستقبل ولكن ليس على حساب تعميق خلافاته مع حلفائه وباقي مكونات فريقه السياسي، ختمت المصادر…