IMLebanon

عادات غذائية تُعزِّز الإصابة بالسكري

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

هناك عوامل عدة تجعل الخلايا المُنتِجة لهرمون الإنسولين، الذي يسيطر على مستويات السكر في الدم، مُرهقة وفاشلة، أبرزها عدم الحركة، والبدانة، والتدخين، والإفراط في احتساء الكحول، والاستهلاك المنتظم للمأكولات الغنيّة بالسكر التي ترفع مستويات السكر في الدم. لكن ماذا أيضاً عن بعض العادات الغذائية؟

يحدث السكري النوع الثاني نتيجة مقاومة الإنسولين، ما يعني أنّ الجسم يعجز عن استخدامه بشكل صحيح.

كشف الخبراء أخيراً مجموعة عادات تستطيع بدورها زيادة خطر الإصابة بهذه المشكلة الصحّية، ولكن لا يتمّ التطرّق إليها في هذا المجال والتحذير منها:

تناول الخضار النشوية فقط

من الجيّد إدخال الخضار إلى الغذاء، فهي مليئة بأهمّ المغذيات، وقد تبيّن أخيراً أنها تحتوي مضادات أكسدة قد تساعد على خفض احتمال السكري النوع الثاني. لكنّ الأفضل عدم مزج الخضار النشوية مع مصادر الكربوهيدرات، كما هو الحال مع الأرزّ والبطاطا الحلوة مثلاً. في حين أنّ كثرة النشويات لا ترفع خطر السكري مباشرة، إلّا أنها تساهم في زيادة الوزن وارتفاع السكر في الدم، وبالتالي تعزيز الخطر. الإعتدال هو الأساس مهما كان نوع الطعام.

العديد من الأشخاص لا يعتبرون الخضار كالبطاطا الحلوة، والذرة، والبازلاء بمثابة مصادر للنشويات. لكن إذا كنتم تحاولون تنظيم معدّل السكر في الدم، عليكم الحذر من محتوى الكربوهيدرات بشكل عام. لضمان توازن كل وجبة تحصلون عليها، إملأوا نصف الطبق بالخضار غير النشوية كالورقيات الخضراء، ثمّ قسّموا البروتينات مع الحبوب (كالكينوا) أو الخضار النشوية (كالذرة) إلى أجزاء متساوية.

جعل الفاكهة المجفّفة السناك المنتظم

تبدو بمثابة سناك صحّي، إلّا أنها قد ترفع معدّلات السكر في الدم ولا تقمع الجوع كنظيراتها الطازجة. عند تناول حبّة كاملة من المشمش، فإنكم على الأرجح ستشعرون بالشبع بمجرّد الحصول على حصّة واحدة. أمّا عند استهلاك المشمش المجفّف، فقد يتطلّب الأمر تناول حبات عدة لبلوغ التأثير ذاته.

يعني ذلك أنكم ستُدخلون إلى أجسامكم كمية إضافية هائلة من السكر، من دون الألياف التي تضبط السكر في الدم وتضمن الشبع. لكن هذا لا يعني أنه يجب الامتناع كلياً عن تناول الفاكهة المجففة، إنما الاكتفاء باستهلاكها من وقت إلى آخر، وتفضيل الفاكهة الطازجة كالتفاح أو العنب، خصوصاً أنها تحتوي نسبة عالية من المياه تساعد بدورها على توفير الشبع لوقت أطول.

عدم استهلاك كمية كافية من المكسرات

بيّنت دراسة سويدية أنّ الدهون غير المشبعة الصحّية الموجودة في المكسرات والبذور تساعد على الوقاية من السكري النوع الثاني عن طريق تحصين حساسية الإنسولين. فضلاً عن أنّ الجوز تحديداً قد ينشّط الجزء في الدماغ المسؤول عن السيطرة على الشهيّة. إحصلوا عليها كسناك بعد الظهر للمساعدة على مقاومة السناكات السكرية أو المشروبات التي تعزّز خطر السكري.

الإفراط في اللحوم الحمراء

على رغم ارتباطها خصوصاً بخطر أمراض القلب، لكنّ هناك دلائل على أنّ تناول اللحوم الحمراء ولو بكميات صغيرة يزيد أيضاً احتمال الإصابة بالسكري. وجد تحليل من «Harvard School of Public Health» أنّ حصّةً يوميةً من اللحوم الحمراء رُبطت برفع خطر السكري النوع الثاني بنسبة 19 في المئة.

في حين أنّ العلماء لا يعلمون كيف أنّ هذا الطعام يسبب زيادة الخطر، لكن يُرجّح أنّ محتواها العالي بالحديد يلعب دوراً في تدمير الخلايا المُنتِجة للإنسولين. استبدال الحصة اليومية للحوم الحمراء بمصدر بروتيني آخر يكون صحّياً أكثر، كالمكسرات، أو الألبان المنخفضة الدسم، أو الحبوب الكاملة قد رُبط بتقليص خطر السكري النوع الثاني بنسبة بلغت 35 في المئة.

شراء المأكولات المصنّعة بدل الطازجة

خلُص التحليل ذاته من «Harvard School of Public Health» أنّ استهلاك كمية صغيرة من اللحوم المصنّعة يومياً، أي شريحتين من لحم الخنزير المقدّد على سبيل المثال، يرفع خطر السكري بنسبة 51 في المئة. المعدلات العالية للمواد الحافظة والصوديوم في هذا النوع من اللحوم قد تكون السبب.

بماذا يوصيكم الخبراء؟

إبحثوا عن البروتينات الصحّية القليلة أو الخالية من الدهون، سواء كانت من المصادر الحيوانية أو النباتية، وتفادوا اللحوم المصنّعة بشكل ملحوظ. كذلك تأكدوا أنه من الأفضل اختيار المأكولات الكاملة متى أمكنكم ذلك.

أظهرت الأبحاث أنّ الحميات الغنيّة بالحبوب الكاملة تخفّض خطر السكري، في حين أنّ تلك التي تعتمد على الكربوهيدرات المكرّرة تحفّز المرض. شركات عدة مُنتِجة للحبوب تُصنّف نفسها بأنها صحّية، لكن عند الاطلاع على معلوماتها الغذائية يتبيّن أنّ محتواها بالألياف غير كافٍ إطلاقاً.

أمّا الحبوب الكاملة فتحتوي الألياف التي تُبطئ الهضم وتحارب ارتفاع السكر في الدم. ناهيك عن أنها غنيّة بالمغذيات والكيماويات النباتية التي قد تساعد على ردع السكري.