كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية: تظل العلاقات والتحالفات الانتخابية عرضة للتبدل وتظل النتائج غامضة طالما لم تشكل اللوائح ولم تحسم التحالفات، وهذا لن يحصل قبل نهاية الشهر الجاري.
لذلك، فمن الطبيعي أن تحصل تقلبات وتغييرات في المعطيات والتوجهات، وهذا ما حصل في دائرة الشوف ـ عاليه التي انطلقت الاجتماعات والاتصالات بشأنها قبل شهرين وفق هذه المعطيات:
٭ تحالف شبه محسوم بين الاشتراكي والقوات اللبنانية.
٭ تحالف شبه محسوم بين المستقبل والتيار الوطني الحر.
٭ مشروع لائحة ثالثة تضم كل قوى 8 آذار ومن أبرز رموزها الوزير السابق وئام وهاب.
٭ مشروع لائحة لـ «المجتمع المدني» يقودها مارك ضو.
٭ مقعد محسوم للوزير طلال ارسلان في عاليه، سواء كان على لائحة جنبلاط أو على لائحة أخرى.
ولكن حدث خلط أوراق في هذه الدائرة منذ أن أقدم النائب وليد جنبلاط منفردا على تحديد حصته في اللائحة (8 من 13 مقعدا)، تاركا للشركاء في اللائحة الفضفاضة التي أرادها أن تستوعب الجميع خمسة مقاعد موزعة على الشكل التالي: 1 مستقبل، 1 قوات، 1 تيار، 1 كتائب، 1 الديموقراطي (ارسلان).
تصرف جنبلاط كما لو أن النظام الأكثري في الانتخابات مازال موجودا ولم يحصل انتقال الى النظام النسبي، واقتطع لنفسه حصة يراها متناسبة مع قوته الشعبية الضاربة في هذه الدائرة، ولكن جنبلاط لا يستطيع فرض تصوره، وقد اصطدم بمجموعة عوامل وعقبات أبرزها:
1 ـ مشكلته مع طلال ارسلان الذي تحرر من «عقدة المقعد الشاغر» الذي يتركه له جنبلاط في عاليه، لأن بمقدوره الحصول على هذا المقعد من دون منة من أحد، لا بل يريد ارسلان مقعدا إضافيا في عاليه هو المقعد الأرثوذكسي لمروان أبو فاضل نائب رئيس الحزب الديموقراطي.
وهذا ما يرفضه جنبلاط بعدما رفض أيضا إعطاء ارسلان مقعد بيروت الدرزي الذي كان ارسلان يريده لـ «مروان خير الدين»، وكذلك الأمر بالنسبة لمقعد حاصبيا حيث التواجد الارسلاني الأقوى ولا يستطيع ارسلان تحصيله لمروان خير الدين بسبب انحياز جنبلاط إلى بري وتأييد استمرار رئيس المجلس في وضع يده على مقعد حاصبيا الدرزي (النائب أنور الخليل).
الخلاف مع جنبلاط دفع ارسلان الى مراجعة حساباته والى تقبل فكرة المصالحة مع الوزير السابق وئام وهاب، وأن يكونا معا على لائحة واحدة في الشوف ـ عاليه بالتحالف مع التيار الوطني الحر، خصوصا أن حزب الله يدعم مثل هذا التوجه، وأن هناك أيضا رغبة لدى دمشق في تحجيم جنبلاط وتدفيعه ثمن موقفه من الحرب السورية. ومعروف أن للرئيس بشار الأسد علاقة شخصية قوية بالوزير ارسلان.
2 ـ مشكلته مع تيار المستقبل الذي يتمسك بمرشحه النائب محمد الحجار عن أحد المقعدين السنيين في الشوف (وهو من شحيم إقليم الخروب)، فيما جنبلاط يصر على ترشيح بلال عبدالله وهو من شحيم أيضا بعدما أبقى علاء الدين ترو لمدة 26 عاما وهو من برجا، ويطلب جنبلاط حاليا من المستقبل أن يكون مرشحه من برجا وأن يتخلى عن الحجار.
3 ـ مشكلته مع التيار الوطني الحر الذي يريد ثلاثة نواب في هذه الدائرة، اثنان في الشوف (مقعدان ماروني وكاثوليكي) ومقعد في عاليه (ماروني للوزير سيزار أبي خليل)، ولكن جنبلاط يرى أن التيار يبالغ في حصته وهو لم يكن ممثلا في الشوف وعاليه بأي نائب حتى الآن.
4 ـ مشكلته مع القوات اللبنانية التي تعترض على ترشيح الوزير السابق ناجي البستاني من قبل جنبلاط ليكون مع النائب جورج عدوان على لائحة واحدة، جنبلاط متمسك بالبستاني لأنه يشكل قيمة مضافة للائحة ولديه قوة تجييرية خاصة، وانضمامه الى لائحة التيار الوطني الحر يعزز احتمال الخرق لهذه اللائحة، وجنبلاط يريد قطع الطريق على مثل هذا الخرق وخصوصا في المقعد الدرزي الثاني.
وعلم في هذا المجال أن جنبلاط أوفد قبل فترة النائب أكرم شهيب الى معراب وقدم عرضا فحواه موافقة جعجع على ناجي البستاني مقابل موافقة جنبلاط على جورج عدوان وأنيس نصار، وبما يعني صرف النظر عن إعطاء المقعد الأرثوذكسي في عاليه لحزب الكتائب (فادي الهبر)، وعلم أن القوات لم تتجاوب مع هذا الاقتراح ومازالت الأمور عالقة وموضع بحث وتفاوض.