كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
تسعى منصّات التواصل الإجتماعي إلى تخصيص المحتوى المنتشر في صفحاتها إلى فئات مختلفة من المستخدمين، لكنها في المقابل تبذل جهوداً كبيرة توضِح نيّتها في جذب المراهقين الذين سيشكلون عصب مستخدمي هذه المنصات في المستقبل.
العديد من الدراسات حذّر من أنّ مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام غير مناسبة للأطفال والمراهقين الذين تقلّ أعمارهم عن 16 عاماً، وأنه عليهم الانتظار ليصبحوا أكبر سناً لاستخدامها.
وحذّر الخبراء من أنه على رغم الحدود والضوابط التي تضعها منصّات التواصل، إلّا أنّ ذلك ليس كافياً، ونبّهوا الأهالي من خطورته. وأشاروا إلى أنّه تمّ بعث رسالة تمّ التوقيع عليها من قبل 19 منظمة مختلفة من حول العالم، كنوع من الدعم على حماية المراهقين من سوء استخدام منصّات التواصل الاجتماعي.
وفي السياق عينه، أظهرت العديد من الأبحاث أنّ الأطفال الأصغر سناً والمراهقين تحت عمر الـ 13 عاماً، يستخدمون التكنولوجيا بشكل دوري خلال تطبيقات مخصّصة للبالغين، ما يثير القلق بسبب تواصلهم مع غرباء.
محفّزات جذّابة
عملت جميع منصّات التواصل على توفير نسخ من منصّاتها للأطفال والمراهقين، على غرار «فيسبوك» التي أطلقت تطبيق «Messenger Kids» الذي يتيح للأطفال تحت سن 13 عاماً استخدام تطبيق مسنجر العادي للرسائل، ولكن مع حدود وضوابط عديدة مثل عدم القدرة على إنشاء حساب خاص بل ربط تجربتهم بحساب للأهل وتحت رعايتهم، ليتمكّن الآباء من التحكّم الكامل في ما يتصفّحه أطفالهم. وهذا النوع من التطبيقات يعطي منصّات التواصل الإجتماعي فرصة لاجتذاب الأطفال الأصغر سنّاً، في وقت تواجه منصّات التواصل منافسة على ضمّ مراهقين من منصّات تواصل أخرى.
قوانين منظَّمة
تعمل العديد من الدول حالياً على محاولة تنظيم استخدام الأطفال والمراهقين لمنصّات التواصل الإجتماعي، من خلال شروط يجب تنفيذها قبل حصولهم على الحساب. وفي هذا الإطار، وضع مشروع قانون فرنسي شرطاً لجميع الأطفال دون سن 16 عاماً يلزمهم بالحصول على موافقة آبائهم بخصوص فتح حساب على مواقع التواصل المختلفة.
ويأتي هذا القانون في إطار مشروع يسعى لتعديل قواعد خصوصية البيانات وزيادة الوصول إلى المعلومات التي تجمعها وتخزّنها شركات الإنترنت بشأن أنشطة الأشخاص في الفضاء الإلكتروني، وتبيعها في حالات كثيرة لشركات أخرى. ومع سريان مفعول مشروع القانون هذا، لن يتمكّن القاصرون دون السادسة عشرة الانضمام إلى مواقع التواصل الإجتماعي من دون الحصول على تفويض مُسبق من الآباء.
وفي هذه الحال سيشمل الدخول لإحدى شبكات مواقع التواصل الإجتماعي للقاصرين دون السادسة عشرة على وضع علامة في مربّع لتأكيد الحصول على موافقة الآباء أو الأولياء الشرعيين، وانّ وضع العلامة في المربّع يصل إلى حد إعلان يحكمه القانون.