كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”:
وليد جنبلاط، دوري شمعون، سليمان فرنجية، مِن أبرز الوجوه التي طُبعت في ذاكرة اللبنانيين وقاعات مجلس النواب، والذين سيفتقدهم البرلمان اللبناني في حال مرَّ الاستحقاق النيابي بخير، لأنّهم لن يعودوا نوّاباً، ولأنّ غيابهم سيُحدِث فرقاً. في وقتٍ يتساءل اللبنانيون كيف ستكون القاعة العامة بعد التئام المجلس النيابي الجديد بغياب هؤلاء النوّاب الأقطاب الذين سيغادرونها بعدما كانوا مِن أبرز نجومها.
يبلغ عمر نيابة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ثمانيةً وعشرين سنة نيابية، لم يتعب فيها الزعيم الدرزي من التجوال في ساحة النجمة ذهاباً وإياباً، لا سيّما إبّان جلسات الحوار، فأتعبَ البعض ولم يتعب على مرّ سنواتٍ من مواكبة جلسات تشريعية لا تُعَدّ ولا تُحصى، فيما اتّسَم حضوره غالباً بصمتِ الزعيم ومرّاتٍ قليلة بالتعليقات القصيرة المعبّرة. أكثر مَن سيفتقد حضورَ ودعم الزعيم الدرزي رئيسُ المجلس النيابي نبيه برّي صديقُه الدائم.
وليد جنبلاط الزعيم الأبرز الذي واكبَ محطات الحرب اللبنانية لن يغرّد من البرلمان من جديد بل من خلال صفحاته الخاصة ومن منبر الحزب التقدمي الاشتراكي، ولن يكون نائباً، بل ستؤول كرسيّه إلى ابنِه تيمور، في وقتٍ ينتظر الكثيرون طلّةَ تيمور السياسية التي لم تتظهّر إعلامياً بعد، متسائلين عن مقدرته في ملءِ مكان أبيه.
سليمان فرنجية
قيل عنه إنه أصغرُ نائبٍ في البرلمان، إذ عيِّن بَعد انعقاد الطائف في العام 1991، وبقيَ نائباً في انتخابات 1992 و1996 و2000 ليخسر عام 2005 لكنّه عاد في 2009.
وكاد أن يخرج من المجلس أصغرَ رئيسٍ للجمهورية.
لن يعود رئيس تيار المردة سليمان فرنجية نائباً في البرلمان، وستفتقد بذلك كتلة لبنان الحر الموحّد ركيزةَ دعمٍ معنوية كبيرة داخل البرلمان، وسيَملأ مكانه نجلُه طوني فرنجية الذي تُظهر الاستطلاعات أنّه يَحظى بنسبة تأييدٍ شعبية واسعة بسبب سعةِ اطّلاعه التي ستُحدث فرقاً داخل البرلمان بحسب المراقبين.
دوري شمعون
لن يعود رئيس حزب الوطنيين الأحرار إلى البرلمان الجديد بسبب القانون الجديد وأسبابٍ أخرى. سيغيب عن المشهد السياسي الحالي في لبنان وليس فقط في البرلمان، فبخروج النائب دوري شمعون سيفتقد المجلس مشاكساً وطنياً.
نوّاب غير عائدين
ومِن غير العائدين أيضاً نوّاب حجَز البعضُ منهم مقاعد في البرلمان لأكثر من عشرة أعوام. وبعضُهم أكثر بكثير… ومِن أبرزهم:
القوّات اللبنانية
لن يعود حتى الساعة النائبان البارزان في صفوف كتلة القوات أنطوان زهرا وإيلي كيروز، في وقتٍ يُسجَّل للنائب زهرا حضور سيَفتقد له البرلمان الجديد في غيابه، بالإضافة إلى مواقف جريئة وثابتة ستحتاجها القوات في المرحلة المقبلة. أمّا في غياب النائب كيروز فستفتقد كتلة القوات اللبنانية نائباً ملِمّاً بالحقوق وأصول التشريع ولو بصمت.
التيّار الوطني الحر
سيتخلى «التيار الوطني الحر» عن المرشّحين جيلبرت زوين ويوسف خليل. زوين التي لم يسجَّل لها في تاريخ نياباتها وفي حضورها وغيابها عن البرلمان أيّ مواقف أو اقتراحات قوانين تُذكر لا بل تسابقَت أغلبية الوسائل الإعلامية للتعليق على صمتِها وأدائها، بما فيها الوسائل الإعلامية التابعة لكتلة التيار الوطني الحر وحتى مناصروه.
إلّا أنّ المعلومات تقول إنّها مرشّحة للانتخابات المقبلة داخل قائمة تَجمعها مع المرشّح فريد هيكل الخازن.
أمّا النائب يوسف خليل الطبيب المشهور، فهو حصَد منفرداً أكثرَ مِن عشرة آلاف صوت من أصوات أبناء منطقة الفتوح كسروان وعائلته. ويكشف البعض من مناصري التيار الوطني الحر أنّ يوسف لم يعمل جيّداً على استثمار تلك الأصوات، وبقي في الخفاء خلال سنوات نيابته ولم يكن ناشطاً اجتماعيّاً أو سياسياً. إلّا أنّ المعلومات تفيد أيضاً أنّه مصِرّ على الترشّح، واسمُه مطروح ضِمن قائمة القوات اللبنانية.
اللقاء الاشتراكي
بالإضافة إلى غياب الزعيم الدرزي، لن يعود النائب غازي العريضي إلى البرلمان الجديد، وسيَفقد اللقاء الديموقراطي بغيابه واحداً مِن أبرز نوّابه الضليعين في الفِقه وأصول التشريع.
كتلة البعث
لن يعود النائب عاصم قانصوه، وسيَفقد البرلمان الجديد المشاهدَ الساخنة المشوّقة عند اعتلائه المنبرَ أو عند اعتراضِه على متسلّقي المنابر، خاصة أنّ المعلومات تؤكّد عدم ترشّحِه إلى الانتخابات المقبلة أمّا من كتلة الحزب القومي السوري فلن يعود الى البرمان الجديد النائب مروان فارس الذي أعلن أمس عزوفه عن الترشح.
تيار «المستقبل»
لن يعود صقرٌ آخَر من صقور تيار المستقبل إلى الكتلة، وهو النائب عقاب صقر الذي تقول المعلومات إنّه غير مرشّح، وفي وقتٍ لم يُعرف بعد إذا ما كان ترشيح النائب أحمد فتفت سينضوي تحت غطاء كتلة المستقبل أو غيرها من الكتل. النائب محمد قبّاني بدوره أعلنَ عزوفَه عن الترشّح، فيما الغموض يلفّ إمكانية ترشيح النائبَين الحاليين سمير الجسر ومعين مرعبي، فيما المؤكّد عدمُ عودةِ النائب خالد الضاهر إلى صفوف كتلة المستقبل، إلّا أنّ ترشيحَه للانتخابات المقبلة هو أمرٌ مؤكّد مع ترجيح تحالفِه مع القوّات اللبنانية.
لن يعود أيضاً إلى صفوف الكتلة النائب خالد زهرمان الذي تقول المعلومات إنّه لن يترشّح مجدّداً، كما أنّ هناك غموضاً كبيراً حول تبنّي «المستقبل» ترشيحَ النائبَين عاطف مجدلاني وباسم الشاب.
شمالاً أيضاً
لن يعود إلى البرلمان وزيران سابقان ونائبان بارزان من طرابلس، هما أحمد كرامي من كتلة الوزير ميقاتي، ومحمد الصفدي إذا بقيَ على قراره بعدم الترشّح.
العائدون
أمّا النوّاب الثابتون الذين سيعودون بغالبيتهم، فهُم نواب كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة ولا تغييرَ في صفوفهم سوى اعتكافِ النائب حسين الموسوي من كتلة الوفاء للمقاومة الذي أعلنَ عدم رغبتِه بالترشّح للانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى اعتكاف النائب عبد اللطيف الزين بسبب تقدُّمِه في السنّ.
مِن الجدير ذكرُه أنّ أسماءَ أخرى من النوّاب قابلة للعدول عن الترشّح إذا لم تسعِفها الحسبة في القانون الجديد، كما أنّ هناك بعض الأسماء المدوّنة أعلاه غير قابلة للتصريح أو الاستصراح لأسباب عدة:
1- ترقُّباً ورغبةً في الاستفادة من الأيام المتبقّية قبل انتهاء مدة إعلان الترشح.
2- الأمل للبعض بالاستدعاء في الأيام الأخيرة لملء مقاعد شاغرة أو لم يتمّ الاتفاق على تقاسُمِها.
3- الرهان على أحداث غير متوقَّعة «كالمفاجأة» الأمنية التي حصلت مؤخّراً وكادت أن تطيح بالأمن وبالإستحقاق النيابي.