كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”:
في دائرة كسروان ــ جبيل الانتخابية، هناك 8 مقاعد نيابية، لن يُرشح عنها «حزب الكتائب» إلا مُرشحاً حزبياً واحداً عن أحد مقاعد قضاء كسروان ــ الفتوح المارونية الخمسة. قيادة الصيفي لم تحسم بعد ما إذا كانت ستختار نائب رئيس «حزب الكتائب»، الوزير السابق سليم الصايغ، أو مسؤول إقليم كسرون ــ الفتوح السابق شاكر سلامة، الذي استقال من منصبه للترشح إلى الانتخابات. «الرفيقان» يتنافسان على نيل «رضا» أعضاء المكتب السياسي في الحزب، وذلك بعدما انتهت الاستشارات غير المُلزمة للقيادات الإقليمية في المناطق والاستشارات على مستوى فاعليات الأقضية، سواء كانت كتائبية أو غير حزبية. وبحسب مصادر كتائبية، «قد تُحسم أسماء المرشحين في الأسبوع المقبل».
بدأ التأخير في بتّ أسماء المُرشحين (لم يحسم «الكتائب» سوى أربعة من مُرشحيه: سعدالله عردو في البقاع الشمالي، شادي معربس في عكّار، سامر سعادة في البترون ونديم الجميل في بيروت الأولى)، يُثير نقمة داخلية ويطرح العديد من الأسئلة حول السبب في عدم تحديد المُرشحين. ويقول عددٌ من المطلعين على ما يجري في البيت المركزي الكتائبي إنّ «الخيار في كسروان ــ الفتوح مُعقد أكثر من بقية الدوائر. نتائج المشورة الداخلية أعطت أفضلية لسلامة على حساب الصايغ، ولكن حتّى الآن، لا يزال النائب سامي الجميل مُحتاراً في هذا الخصوص»، ولا سيّما أنّ لكل من الشخصيتين «نقاط قوة، تُميزهما عن بعضهما». فالصايغ هو أحد «وجوه الكتائب الإعلامية، مُسيّس وقادر على تسويق مواقف الحزب بشكل جيّد.
يتشابه في ذلك إلى حدّ كبير، مع ما كان يُمثله الوزير السابق سجعان قزي داخل الكتائب». نقطة ضعفه أنّ قيده «لا يزال في عين المريسة (بيروت)، رغم قول الصايغ إنّ أصل عائلته من بلدة حياطة في الفتوح». إضافةً إلى أنّه «غائبٌ عن كسروان بشكل عام، ولم يظهر نشاطه إلا أخيراً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية». في ما خصّ سلامة، هو «مدعومٌ» من السيدة جويس أمين الجميل. منذ قرابة خمس سنوات، يُحضّر لمعركته الانتخابية، وقد استفاد من تسلمه رئاسة الإقليم في المنطقة حتى يُفعّل حضوره الشعبي بين الكتائبيين ويشد العصب لمصلحته. ما ينقص سلامة هو الحضور الإعلامي.
معايير عدّة تتحكم بهوية المُرشح الكتائبي في كسروان ــ الفتوح، «أبرزها التحالفات الانتخابية». وتشرح المصادر أنّه إذا كانت اللائحة بحاجة إلى مُرشح من بلدات الفتوح، «تكون الأفضلية لمصلحة الصايغ». أما إذا أُريد أن يكون المُرشح من كسروان، فيُختار سلامة. لكن، لا يبدو هذا الشرط منطقياً. فأولاً، لا يستطيع الصايغ تغطية بلدات الفتوح، لأنّه على الهوية لا يزال ابن بيروت، ولأنّه يُنافس مُرشحين «أقوياء» كالنائبة جيلبيرت زوين والنائب السابق منصور البون. وثانياً، لأنّ «الكتائب» يجب أن يحسم من هو مُرشحه، قبل الانتقال إلى مرحلة بحث التحالفات الانتخابية، التي تُمثل بحدّ ذاتها مُعضلة كتائبية. فالنقاش القديم ــ الجديد بين أروقة الصيفي، يدور حول فكرتين. الأولى، أنّه «يجب أن نخوض معركة التغيير الحقيقي في البلد، من خلال التحالف مع أفرقاء يُشبهوننا، في الرؤية والمبادئ». أنصار هذا الطرح هم «الفريق المُقرّب من رئيس الكتائب، والجميل نفسه». أما الفكرة الثانية، فقائمة على «عقد تحالفات بناءً على المصلحة الانتخابية، والبحث عن قوى وشخصيات قريبة من خياراتنا، من دون أن تتبنى بالضرورة مواقفنا السياسية». أكثر من يُروج لهذا الطرح هم نواب «الكتائب»، الباحثين عن «ضمانة» للحفاظ على مقاعدهم النيابية.
انطلاقاً من هذين الطرحين، تبدي «الكتائب» في كسروان ــ الفتوح انفتاحها «على جميع الأطراف من دون أن تكون قد حدّدت موقعها». فهناك قنوات مفتوحة مع «النائب السابق فريد هيكل الخازن، الذي التقى الجميل قبل قرابة الأسبوع». تجمع الخازن بـ«الكتائب» معارضة العهد الرئاسي، ولكن يُفرقهما الموقف من حزب الله والدولة السورية. رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام يُحاول العمل على خطين متساويين، «فهو بموازاة تواصله مع التيار الوطني الحر، يُفاوضنا أيضاً للانضمام إلى اللائحة، إذا لم يتفق مع العونيين». مُشكلته، كما تقول المصادر الكتائبية، أنّه «لا يريد أن يظهر كخصمٍ للعهد. ولا يملك برنامجاً أو هدفاً واضحاً، بل يبحث عن مصلحته للفوز بالمقعد النيابي». الوحيد المحسوم التحالف معه هو النائب السابق فارس سعيد في جبيل، «وقد ينضم إلى اللائحة حزب الوطنيين الأحرار، والصحافي نوفل ضو كمُستقل».