كتب يوسف دياب في صحيفة “الشرق الأوسط”:
كرست الانتخابات النيابية الافتراق السياسي بين حلفاء الأمس، «التيار الوطني الحر» الذي يترأسه وزير الخارجية جبران باسيل، و«تيار المردة» الذي يترأسه النائب سليمان فرنجية، الذي بدأ مع الانتخابات الرئاسية عندما اعترض «الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون على ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية منذ مطلع العام ٢٠١٧، واستمر مع تشكيل الحكومة والتعيينات الإدارية والعسكرية والدبلوماسية.
وما كان يطلقه الطرفان في كواليس السياسة من اتهامات كشفه علناً النائب سليمان فرنجية عندما اتهم «الوطني الحر» بـ«محاولات إلغائه سياسياً وتأكيده التصدي لهذه المحاولات وإفشالها». وقال فرنجية في حفل عشاء في مدينة زغرتا (شمال لبنان) الذي أعلن فيه ترشيح نجله طوني فرنجية للانتخابات: «شنوا معركة إلغائية ضدنا، لكنهم فشلوا لأننا أقوياء بكم». ولفت إلى أن «القانون الانتخابي معقد، لكن نعمل من أجل سدّ كل الثغرات من خلال تنظيمنا لأنفسنا ودعم حلفائنا بطريقة مدروسة ومنصفة، وتوزيع أصواتنا التفضيلية ضمن اللائحة». وأضاف: «حسب التحالفات ستكون النتائج ممتازة ولدينا حلفاء في كل المناطق، والأمور جيدة، وهذه المعركة مفصلية، وخصوصاً في دائرتنا (زغرتا، بشري، الكورة والبترون)».
وكشف خطاب فرنجية أن المعركة الانتخابية في المناطق المسيحية في الشمال ستكون في الدرجة الأولى بين تيار «المردة» و«التيار الوطني الحر» برئاسة وزير الخارجية الذي يسعى لحسم المعركة في الدوائر المسيحية لمصلحته، خصوصاً في قضاء البترون حيث يترشح. وأعلن عضو «كتلة لبنان الحر الموحد» النائب سليم كرم لـ«الشرق الأوسط» أن «تيار المردة لديه تحالفاته القوية في الشمال، خصوصاً مع الحزب السوري القومي الاجتماعي (في الكورة) ومع النائب بطرس حرب (في البترون) ومع النائب جبران طوق (في بشري)، وربما تكون هناك تحالفات مع أحزاب وشخصيات أخرى قد يكون حزب القوات اللبنانية بينها». وقال: «البعض لمس أن القانون الانتخابي ليس ذاهباً وفق ما يشتهي، لذلك بدأ حربه علينا، ومن الواضح أن هذا البعض يحاول إلغاء المسيحيين، وربما كل اللبنانيين ليبقى شخص واحد هو جبران باسيل ويطوب إمبراطوراً».
وأضاف سليم كرم: «سبق أن خضنا معارك انتخابية عندما كانت محافظة الشمال دائرة انتخابية واحدة وفزنا بها، والناس تحفظ للزعامات السياسية وجودها منذ عقود طويلة، وهذه الزعامات موجودة في الدولة لخدمة الناس».
ويخوض تيار «المردة» معركة قاسية في الدائرة الانتخابية الثالثة في شمال لبنان، التي تضم أقضية زغرتا، بشري، الكورة، والبترون وهي ذات غالبية مسيحية، حيث زعامة فرنجية في زغرتا ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بشري والحزب القومي في الكورة والنائب بطرس حرب في البترون، التي يسعى باسيل للفوز بمقعد انتخابي فيها.
من جهته، أكد مسؤول الإعلام في «تيار المردة» المحامي سليمان فرنجية أن تياره «سيخوض مواجهة سياسية تجاه محاولات إلغائه». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «محاولة إلغائنا بدأت منذ الانتخابات الرئاسية، واستمرت مع تشكيل الحكومة والتعيينات والتشكيلات الدبلوماسية والقضائية، ومن حقنا مواجهة حرب الإلغاء والتاريخ يشهد أننا عصاة على الإلغاء».
وأوضح فرنجية أن «خيارات تيار المردة مفتوحة في الانتخابات النيابية التي سنخوضها وفق مصلحتنا السياسية، وحقنا بالحصول على كتلة نيابية وازنة، ونحن سنخوض هذه الانتخابات بواسطة مرشحينا وحلفائنا».
وأضاف فرنجية: «من المبكر الحديث عن التحالفات، لكن كل الاحتمالات واردة طالما نحن في حرب سياسية، وطالما خصمنا ماض بالعمل على محاولة إلغائنا».