رأى الخبير الإقتصادي رازي الحاج ” أننا دائما نذهب نحو المؤتمرات الدولية من دون أي تحضير حقيقي أو مسبق، فدائما نذهب ونحن لدينا النية الإيجابية لإحداث تغيير وتحسين واقعنا الإقتصادي والإجتماعي، ولكننا لا نعرف كيف نبدأ، وليس لدينا الأدوات التي يمكن ان تساعدنا على وضع هذه الإصلاحات على السكة الصحيحة”.
ولفت الحاج، في حديث عبر اذاعة “لبنان الحر” ضمن برنامج ” حوار بيروت”، الى “انني متفاجىء من تكليف الدولة لشركة عالمية من أجل وضع دراسة إقتصادية، وقبل أن تبدأ هذه الشركة بعملها، نذهب للمشاركة في مؤتمر ضخم، ونلتزم من خلاله بإصلاحات وأجندة إقتصادية طويلة الأمد. والسؤال هنا، بعد إنتهاء الشركة من وضع الدراسة، كيف سنقوم بتطبيقها إذا كنا ملتزمين أساساً بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي والدول المانحة ؟.
وتابع “هذا الإخفاق عائد لسبب واحد، وهو أن إقتصادنا كان ولا يزل خارج اولويات الحكومات المتعاقبة، فهناك اولويات لها علاقة بالسياسة والمحاصصة، مما يبعد هذه الطبقة السياسية عن الإهتمام بالإقتصاد الذي يشكل القارب الذي نعيش بداخله جميعا، وإذا غرق هذا القارب، فسنغرق كلنا دون إستثناء”.
وأشار الحاج إلى أن “إقتصادنا يعتمد اليوم فقط على القطاع الخدماتي، وهو إقتصاد ريعي وإستهلاكي، والإنتاج فيه ليس على سلم الأولويات، وإقتصاد صغير لا يستطيع أن ينتج سنويا أكثر من 4000 فرصة عمل، في حين أن عدد الخريجين يتخطى الـ 28000 سنويا، إقتصاد يستورد 87% من المواد الإستهلاكية والغذائية . وبالتالي أي عنوان إقتصادي أو مشروع إقتصادي جديد يجب أن يبدأ بتغيير المفهوم الحالي والإنتقال من الإقتصاد الريعي والإستهلاكي إلى الإقتصاد المنتج هذه نقطة تحول كبيرة لا يمكن ان تتحقق من خلال مؤتمر أو من خلال ورقة عمل فقط أو دراسة إقتصادية”. وتابع “لذلك المطلوب اليوم هو قرار سياسي واضح، يقول بأن السياسة الإقتصادية التي تم إعتمادها من الـ 1990 وحتى اليوم هي سياسة فاشلة إقتصادياً، وأوصلتنا إلى 80 مليار دولار من الدين العام”.
ورداً على سؤال حول تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي عن البلوك رقم 9، وتوقيت هذا التصريح، قال الحاج: “نحن معتادين بان إسرائيل دائما تسعى للتعكير على لبنان، فهي لا تقصّر أبداً في هذا الموضوع، ولكن التضامن الذي رأيناه كان مهم جداً، والإحتفال بتوقيع العقود غدا له رمزية خاصة لأنه بمثابة رد من الدولة والشركات أيضا بأن البلوك 9 هو حق للبنان، وأننا مستمرون رغم كل التهديدات”.