IMLebanon

أحمد الحريري: تيار المستقبل لن يتحالف مع “حزب الله” في الانتخابات

كتبت صحيفة “العرب” اللندنية:

تحلّ غدا الأربعاء الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رفيق الحريري، وذلك في ظروف لبنانية وإقليمية دقيقة، خاصة وأن لبنان مقبل على انتخابات برلمانية غابت عن البلد لمدة تسع سنوات، أي لدورتين، جرّاء خلافات على قانون الانتخاب.

وقال الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إن “إكمال مسيرة الشهيد الحريري يكون بإنتاج السلم الأهلي، وليس بإنتاج حرب أهلية جديدة”. وكشف أن “كلمة سعد الحريري في هذه الذكرى ستركز على الإطار العام السياسي للانتخابات القادمة”.

التحالفات الانتخابية

تأسس تيار المستقبل على يد رئيس الوزراء اللبناني الراحل، رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير بيروت في 14 فبراير عام 2005، وتتهم قيادات في التيار حزب الله باغتياله، وهو ما تنفيه الجماعة.

وبعد اغتيال والده تسلّم سعد الحريري، رئيس الحكومة الحالية، قيادة تيار المستقبل، الذي يستعدّ لخوض انتخابات برلمانية في 6 مايو المقبل، وهي الانتخابات التي قال أحمد الحريري، ابن عم سعد، إن “تيار المستقبل سيخوضها وفق مبادئه”.

وتابع “في هذا الوقت ندرس التحالفات في كل الدوائر، والتيار منفتح على كل الأحزاب الكبرى الأخرى، غير حزب الله”. وشدد بقوله “أخذنا قرارا واضحا وصريحا وعلنيا بأنه لا تحالف مع حزب الله في هذه الانتخابات، فلا توجد قواسم مشتركة بيننا”. واستدرك قائلا إن “التيار متفّق مع حزب الله فقط في موضوع حفظ الاستقرار الداخلي وعدم انفلات الأمور إلى أزمة عسكرية كما تشهد بعض الدول”.

وشدّد على أن التيار “أخذ بعين الاعتبار أن يكون لديه كتلة نيابية وازنة، ليبقى لاعبا أساسيا في الحياة السياسية بلبنان”. وأوضح أن “الصورة لم تتبلور حتى هذه اللحظة، فالقانون الانتخابي الجديد لا يمكن أن تحدد فيه التحالفات بسهولة، فله حسابات كثيرة، كما أن أسماء المرشحين تمثل عاملا أساسيا فيه، كي تجذب الناس للانتخاب”.

وبينما أجريت كل الانتخابات السابقة على أساس النظام الأكثري، الذي أقرّ عام 1960، سيقترع اللبنانيون في الانتخابات المقبلة على أساس النظام النسبي، الذي يقسّم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية،على أن يتمّ توزيع مقاعد كل دائرة على القوائم المختلفة، بحسب نسبة الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة.

حزب الله تعرض بشكل مباشر لدول عربية، وعرّض لبنان لمشاكل مع أشقائه العرب، مثل السعودية ومصر والإمارات والبحرين

وكشف الحريري أنه “خلال هذا الشهر ستتبلور كافة الأمور، ويعلن ذلك رئيس التيار سعد الحريري”. وأضاف أن “تيار المستقبل حتى هذه اللحظة في تحالف سياسي مع التيار الحر، بزعامة الرئيس اللبناني ميشال عون، وخاصة بعد التسوية، وتشكيل الحكومة أواخر 2016 لكن التحالف السياسي لم يترجم حتى الآن كتحالف انتخابي، فكل الكتل النيابية تدرس مصالحها الانتخابية بشكل محدد”.

وشدّد الحريري على أن “الخلاف الأساسي بين تيار المستقبل وحزب الله هو في النظرة إلى البلد، وكيفية إدارة وتسويق لبنان إلى العالم الخارجي، وهذا الخلاف متجذّر، ولن تحسمه سوى التطورات الإقليمية”.

وأضاف أنه “على الصعيد الداخلي تراقب الحكومة تطبيق سياسية النأي بالنفس”. ويتبنّى لبنان سياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة، لكن جماعة حزب الله تقاتل في سوريا بجانب النظام ضد المعارضة السورية، كما تواجه اتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية أخرى.

وتابع الحريري “حزب الله تعرّض بشكل مباشر لدول العربية، وعرّض لبنان لمشاكل مع أشقائه العرب، مثل السعودية ومصر والإمارات والبحرين”. ومضى قائلا إن “حزب الله وحليفته إيران يريان أن الفرصة متاحة لهما لتنفيذ مشروعهما، لكن هناك من يقاوم هذا المشروع بشراسة، لذلك سيكونان منزعجين”. وشدّد على أن “حفظ الاستقرار في لبنان هو الأساس، ولا عودة لعقارب الساعة إلى الوراء، فالبلد لم يعد يحتمل اقتصاديا”.

حرب مع إسرائيل

استبعد الأمين العام لتيار المستقبل أن تشنّ إسرائيل حربا على لبنان، أو يردّ حزب الله اللبنانية عيها حال شنّت حربا، وذلك استنادا إلى التطوّرات الراهنة في المنطقة.

وقال الحريري إن “العدوّ الإسرائيلي يستفيد من ما تمرّ به بعض الدول العربية من أزمات”. وحول احتمال أن يردّ حزب الله على أي “اعتداء” إسرائيلي، استبعد أن “يفتح حزب الله جبهة حرب مع إسرائيل، فهو مشغول في حروب أخرى في سوريا والعراق وكل المنطقة العربية”.

وتابع الحريري أنه “إذا لم نجد حلا لهذه القضية الفلسطينية سيبقى عدم الاستقرار في المنطقة هو سيد الموقف”.

وشدد على أنه “في ذكرى رفيق الحريري سيبقى دمه يلاحق القتلة، مهما علا شأنهم ومهما تكبّروا، ونحن نرى أن المتهمين يسقطون الواحد تلو الأخر”، في إشارة إلى مقتل المتهمين من جانب المحكمة الدولية في معارك داخل سوريا، بينما كانوا يقاتلون مع حزب الله بجانب النظام السوري.

أما بخصوص الأزمة في سوريا، جارة لبنان، قال الحريري إن “لبنان بشكل عام، وتيار المستقبل خاصة، ملتزم بسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية داخليا”. وتابع أن “التيار يترك للدول، التي تشارك في الأزمة السورية بشكل مباشر، تقدير الأخطار التي تواجهها وتهدد أمنها القومي، وتتحرك على أساسها”.

ومضى قائلا إن “الجانب التركي لديه مخاوف جدية من إنشاء الإرهابيين دولة على حدوده، وهذه المخاوف ليست جديدة”.