تعتبر دائرة بيروت الأولى التي تضم مناطق الأشرفية والرميل والصيفي والمدور، ذات الغالبية المسيحية وذات الثقل الأرمني، واحدة من أكثر الدوائر صعوبة وتعقيدا، نظرا لوجود أحزاب وشخصيات معارضة للقوى الممثلة في الحكومة مثل الكتائب والأحرار والقوى المستقلة. ولأن حزب القوات لم يحسم حتى الآن ترشيحاته وتحالفاته، إضافة الى عامل مهم يتمثل في الوجود المؤثر للمجتمع المدني.
ويسعى الوزير ميشال فرعون الى تفكيك التعقيدات التي تصعب التحالفات في دائرته (بيروت الأولى)، حيث الجميع يتحضرون لكل أنواع المعارك. أما بالنسبة للأشرفية فلها خصوصيتها وخياراتها، وأي خيار سيكون تحت سقف الثوابت الوطنية التي نحن متمسكون بها».
الصورة ضبابية في دائرة بيروت الأولى على صعيد التحالفات. التحالف بين التيار الوطني الحر والمستقبل وحزب الطاشناق لم يحسم ولكنه بات مرجحا. والتحالف بين القوات والكتائب لم يتأكد ولكنه بات واردا.
الصورة ضبابية أيضا على صعيد الترشيحات: القوات اللبنانية لم تعلن رسميا حتى الآن مرشحها عن المقعد الأرثوذكسي، مع أن التداول به يجري على نطاق واسع وهو عماد واكيم. الكتائب حسمت المقعد الماروني للنائب نديم الجميل، وما عدا ذلك لا شيء نهائيا بانتظار ما سيؤول إليه البحث الانتخابي مع القوات.
النائب ميشال فرعون هو حليف القوات الأساسي في الأشرفية ولكنه مازال «يسعى ويضغط» في اتجاه تحالف بين القوات والكتائب نواته الجميل – فرعون.
المعركة في الأشرفية تدور تقليديا حول المقعد الأرثوذكسي لأن الأشرفية هي معقل الأرثوذكس في العاصمة، والصوت الأرثوذكسي الأبرز في الدائرة الأولى لا يزال يتأثر بغالبية كبيرة برأي متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة لا يستسيغ التعامل مع حزبيين، ويفضل «المستقلين» القريبين منه، لذلك يفضل حتى الآن البقاء خارج إطار الاتصالات التي تجري بين مشاريع المرشحين الى أن تتبلور الصورة أكثر في ظل وجود أكثر من مرشح من عائلات الأشرفية الذين يمنحون الكنيسة ثقتهم ويلتزمون خياراتها.
ولكن المعركة هذه المرة تدور بشكل أساسي على المقعد الكاثوليكي، ذلك أن الوزير جبران باسيل يعطي أولوية مطلقة لإنجاح نقولا صحناوي، نائب رئيس التيار والذي قاد مواجهة باسم باسيل ضد زياد عبس المنشق عن التيار والملتحق بصفوف المجتمع المدني.
وفي المقابل، فإن القوات ستركز بطبيعة الحال على إنجاح الخصم المباشر لـ «صحناوي» وهو ميشال فرعون، في وقت يبرز احتمال أن تكون المعركة مثلثة الأضلاع وأن يشارك فيها مرشح أو حليف حزب الكتائب في حال لم يقم تحالف بين القوات والكتائب.
وتردد أن حزب الكتائب يلقى دعم رجل الأعمال أنطون صحناوي.
على صعيد اللوائح، يمكن الحديث من حيث المبدأ عن 4 لوائح:
1- لائحة التيار المستقبل ـ الطاشناق، وتضم: نقولا شماس (أرثوذكس)، نقولا صحناوي (كاثوليك)، مسعود الأشقر (ماروني)، أنطوان بانو (عميد متقاعد – سريان)، جان أوغاسبيان (أرمن أرثوذكس)، إضافة الى ثلاثة مرشحين للطاشناق (اثنان أرمن أرثوذكس – وواحد أرمن كاثوليك).
2 – لائحة القوات اللبنانية وتتشكل نواتها من: ميشال فرعون (كاثوليك)، عماد واكيم (أرثوذكس)، جان طالوزيان (عميد متقاعد – أرمن)، مع ترك المقعد الماروني شاغرا.
3 – لائحة الكتائب وتضم: نديم الجميل (ماروني)، ميشيل تويني (أرثوذكس)، دافيد عيسى (كاثوليك)، توفيق هندي (سريان)، سيرج طور سركيسيان (أرمن كاثوليك).
4 – لائحة المجتمع المدني وتتشكل نواتها من: زياد عبس (أرثوذكس)، بولا يعقوبيان (أرمن)، جمانة حداد (أقليات) شربل نحاس (كاثوليك).
تقول أوساط مطلعة إن التنافس سيكون على أشده على المقعد الكاثوليكي، وأيضا على المقعد الماروني بين الجميل والأشقر، وحيث تعطي آخر الاستطلاعات نسبة 51% مقابل 49% لمصلحة الجميل.
كما يبرز تنافس على مقعد الأقليات (السريان)، وحيث توجد كتلة ناخبة أساسية للسريان الكاثوليك في هذه الدائرة، ويسعى د.توفيق هندي، وهو المرشح الوحيد من السريان الكاثوليك، إلى تقديم نفسه كأول فرصة متاحة منذ الاستقلال للسريان الكاثوليك كي يتمثلوا بنائب في البرلمان.