IMLebanon

امور تميّز ذكرى استشهاد الحريري

تشخصُ الأنظار إلى كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده ورفاقه، في احتفال حاشد، ينظّمه تيار “المستقبل” عند الرابعة عصراً في مجمع “بيال”.

وما يميّز الذكرى هذه السنة، حسب مطّلعين، أمورٌ عدة أبرزُها:

– أوّلاً، تأتي هذه الذكرى اختباراً حقيقياً لمدى القدرة على جمعِ ما تبَقّى من مكوّنات “14 آذار”، بعد التطورات السياسية العاصفة بالبلاد منذ 4 تشرين الثاني الماضي عند إعلان الحريري استقالته من الرياض، ثمّ عودته عنها لاحقاً.

– ثانياً، تتّجه الأنظار إلى الشخصيات الأساسية التي ستشارك في الذكرى أو ستتغيّب عنها.

– ثالثاً، تأخذ هذه الذكرى منحى تعبوياً، خصوصاً أنّ الانتخابات النيابية تقترب، فالحريري الذي لن يعلنَ أسماء مرشّحيه في الذكرى، سيضع الخطوط العريضة للمعركة الانتخابية.

– رابعاً، ينتظر الجميع ما إذا كان الحريري سيُصعّد تجاه “حزب الله” والمحور الإيراني – السوري أو سيلتزم سياسة “ربط النزاع”.

 

من جهتها، قالت مصادر سياسية مواكبة للتحضيرات الجارية لصحيفة “الحياة” ان الحريري سيركز في خطابه على 3 عناوين رئيسة: الأول يتعلق بوالده الراحل، وما كان يمثله من قيم ما زالت تفرض نفسها على الواقع السياسي ولا يمكن القفز فوقها، إضافة إلى الأسس والثوابت التي عمل على أساسها وأبرزها الاعتدال في مواجهة كل أشكال التطرف والتعصب والحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين والتمسك باتفاق الطائف كشرط للشراكة وتكريس مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وهو أول من دعا إلى وقف العد عندما كان يتحضر لخوض الانتخابات النيابية عام 2005 أي قبل أشهر من اغتياله في 14 شباط (فبراير) من العام ذاته.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الحريري سيركز أيضاً على ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد، لأنها المفتاح لخلق فرص عمل جديدة للبنانيين، وهذا ما كان يسعى إليه والده الراحل الذي نجح في إعادة لبنان إلى الخريطة الدولية والعربية. وقالت إن النهوض في البلد يستدعي منه توفير كل المستلزمات لحماية لبنان من أجل خلق فرص استثمار جديدة.

وأكدت أن الحريري سيشرح رؤيته لحماية لبنان التي تؤمن له الاستقرار شرط تحييده عن الحروب المشتعلة من حوله في المنطقة وسيتطرق إلى تقويمه لأبرز المحطات السياسية التي مر فيها البلد متناولاً، كرئيس للحكومة، أين أصابت حكومة «استعادة الثقة» وأين أخطأت بعد مضي أكثر من سنة على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والذي أدى الى إخراج البلد من الفراغ القاتل الذي كان يتهدده بسبب تعذر انتخاب الرئيس من خلال المهلة الدستورية ومنع انهيار البلد بسبب عدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية.

وسيتناول الحريري العلاقات اللبنانية- العربية والدولية وضرورة تحصينها في مواجهة التحديات الإسرائيلية لما لتل أبيب من أطماع في أرضه وثرواته الطبيعية.

وستكون له وقفة انتخابية مع جمهور «المستقبل» مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، والأسس لخوضها من قبل تياره خصوصاً أنها استحقاق سياسي لإعادة تكوين السلطة.

وأوضحت المصادر أن الحريري لن يدخل في الترشيحات أو التحالفات، لأن المفاوضات ما زالت قائمة ولم تؤد إلى إنضاج تصور لما ستكون عليه هذه التحالفات، علماً أن الملف الانتخابي حضر في اجتماعه ليل أمس مع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط.

ورأت مصادر سياسية أن لقاء الحريري- جنبلاط مفتاح لاستقراء التحالفات الانتخابية، خصوصاً أنهما في تحالف استراتيجي بصرف النظر عما ستؤول إليه التحالفات الأخرى التي قد تشهد خلطاً للأوراق، فيما يبقى تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» هو الثابت الوحيد.