بعد أيام من تمكّن مسلحي تنظيم «داعش» من الوصول إلى ريف إدلب، أعلنت فصائل المعارضة السورية و»هيئة تحرير الشام» القضاء على التنظيم في المنطقة، فيما استسلم مئات عناصر التنظيم أمس بعد معارك عنيفة.
وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 400 عنصر من داعش على الأقل وعائلاتهم سلموا أنفسهم برفقة عشرات الجرحى الذين كانوا معهم للفصائل المعارضة في إدلب. وأكدت مصادر متقاطعة أن الاستسلام حصل في منطقة الخوين التي سيطر عليها التنظيم أول من أمس في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، حيث دارت معارك عنيفة في الأيام الأخيرة منذ وصول التنظيم إلى المنطقة عبر ممرّ فتحته له قوات النظام من ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي وفق المرصد والمعارضة.
وفي السياق ذاته، أعلنت فصائل «الجيش السوري الحر» وفصائل مقاتلة أخرى و»هيئة تحرير الشام» في بيان، القضاء على «داعش» جنوب شرقي إدلب وأسر المئات من عناصره.
وذكرت غرفة عمليات «دحر الغزاة» في بيان، إن «الفصائل والكتائب تمكنت بعد اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من ثلاثة أيام، من قتل وجرح العشرات من فلول التنظيم، وأسر من تبقى منهم في بلدة الخوين جنوب شرقي إدلب»، مشيرةً إلى أنها «أنهت كابوس» دخول التنظيم إلى المحافظة.
ولفت البيان إلى أن الأسرى «سيعامَلون حسب مقتضيات العدالة والقانون والضرورات الأمنية، وستكشف الغرفة حقائق التعاون والتنسيق بين التنظيم من جهة، والنظام السوري وداعميه من جهة ثانية».
وأضاف البيان أن «النظام سبق ونقل مجموعات كبيرة من التنظيم من منطقة عقيربات بحماة عبر مناطق سيطرته إلى ريف إدلب الشرقي، وضم إليهم مجموعات من فلول التنظيم الهاربة من الرقة ودير الزور ليقاتلون إلى جانبه في ريف حماة الشمالي، وإدلب الشرقي، والذين سلموا مناطقهم للنظام بعد انتهاء مهمتهم». وطالبت الفصائل المجتمع الدولي «بالإسراع في محاكمة النظام، لتنسيقه مع التنظيم ودعمه الإرهاب».
وذكرت «هيئة تحرير الشام» في بيان، أنها «خاضت لأكثر من أربعة أشهر أعنف المعارك مع خوارج «داعش» في ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي، بعد تمرير النظام لهم إلى المناطق المحررة».
وأوضح القيادي في «حركة أحرار الشام الإسلامية» حسام سلامة، في تصريح لوكالة أنباء «سمارت»، أن عدد الأسرى يبلغ 400 تقريباً، وسلموا أنفسهم بسلاحهم الفردي والمتوسط، وبينهم جنسيات أجنبية إضافة إلى نسبة قليلة من العائلات. وأكد أن العناصر سلموا أنفسهم ضمن اتفاق «استسلام» وبشرط الأمان على أرواحهم فقط، مردفاً: «الأمان لا يشمل كبار مجرميهم».
إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى حال من الاستنفار في إدلب نتيجة تصاعد عمليات الاغتيال التي تطاول مقاتلين وقادة عسكريين في ريف المحافظة، والتي أدت خلال الأيام الأخيرة إلى مقتل حوالى 29 شخصاً بينهم 5 مدنيين. واستهدف تفجير سيارة تابعة لـ»تحرير الشام» أمس، الطريق الواصل بين محمبل وجسر الشغور، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين بجروح، بعد يوم من مقتل 12 شخصاً في مسلسل تفجيرات ضرب المنطقة.
وفي الغوطة الشرقية لدمشق، عاودت قوات النظام خرق الهدوء في المنطقة، الذي ساد بعد منتصف ليل الاثنين – الثلثاء، إذ استهدفت مدينة دوما بأكثر من 20 قذيقة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، من بينهم طفلان على الأقل إضافة إلى إصابة 10 آخرين بجروح وفق «المرصد».