يسيطر على الإنسان في اولى مراحل الحبّ، إعجاب كبير بشخص ما ممّا يولّد هوسا بهذا الشخص، وقلّة إدراك، وغضّ النظر عن الكثير من التصرفات المزعجة من قبل الشريك وكذلك اتّخاذ قرارات وخطوات فيها شيئا من الغباء. ويعود ذلك لموضوع الهرمونات في جسم الإنسان، الّتي تتبدّل أحوالها عند الوقوع في الحبّ وتغيّر مزاج الفرد بشكل كامل.
ففي مراحل الحبّ الأولى، ما يحدث في الدماغ يشبه ما يحدث داخل دماغ شخص مدمن على جرعاته الأولى من مخدارات الأمفيتامين والكوكايين والمورفين والهرويين.
فحين تحبّ يتمّ إغلاق الدوائر العصبيّة المتعلّقة بالحرص والتفكير، باختصار، أنت تصبح شخصا أغبى. وعند المرأة تنشط المراكز الخاصّة بالذّاكرة والحدس والإنتباه ممّا يجعلها “نكدة” بحسب تعبير الرجال.
وإنّ هرمون الأوكسيتوسين يعمل على زيادة الثقة حتّى بين الغرباء ويجعل عقلك يقوم بمجازفات “غبيّة”.
كما يقع العاشق تحت سيطرة التستوستيرون والإستروجين مما يجعله ينجذب لصفات معيّنة، بعد فترة يبدأ الجسم بافراز الدوبامين والسيروتونين والأدرينالين وهي هرمونات يزيد إفرازها من حالة السعادة التي يشعر بها المخّ ويؤدي نقصانها في كيمياء الجسم إلى الاكتئاب والقلق والتوتّر.
والاعتياد على هذه المادّة لفترات متقاربة يجعل المخّ كلّ ما يفعله هو طلب جرعات أكبر.
في مراحل من العلاقة الجسديّة يفرز دماغ الحبيبين هرمون الأوكسيتوسين وهو هرمون مسؤول بالأصل عن إنشاء الرابطة ما بين الطفل وأمّه (لهذا الحدّ يصل الترابط أحيانا).
وفي مراحل متقدّمة من العلاقات يفرز الجسم مادّة الفاسوبريسين وهو هرمون متعلّق بغريزة البقاء مما يجعل الشريكين يحتملان صفات معيّنة بالطرف الآخر كانوا لن يقوموا بتحمّلها في مراحل أسبق من العلاقة.