اتهم الجنرال حسن فيروز آبادي، مستشار المرشد علي خامنئي رئيس الأركان الايراني السابق، جواسيس غربيين باستخدام عظاءات قادرة على «التقاط الموجات الذرية»، للتجسس على البرنامج النووي الايراني.
تأتي تصريحات فيروز آبادي وسط تصاعد جدلٍ بين السلطات الايرانية وعائلة الأكاديمي كاووس سيد إمامي، وهو خبير بيئي بارز، بعد إبلاغها بـ»انتحاره» في سجن إيفين، اثر اتهامه بالتجسس.
واشار فيروز آبادي الى استخدام الغرب سياحاً وعلماء وناشطين بيئيين للتجسس على طهران، وزاد: «قبل سنوات، اتى اشخاص الى ايران لجمع مساعدات لفلسطين، واختاروا مساراً أثار ريبتنا. كانت معهم أنواع من الزواحف الصحراوية، مثل العظاءات، واكتشفنا ان جلدها قادر على التقاط الموجات الذرية، وانهم جواسيس نوويون ارادوا ان يتحرّوا عن اماكن وجود مناجم اليورانيوم في إيران، ومواقع النشاطات الذرية».
واعتبر ان عملاء أجهزة التجسس الغربية «يفشلون دوماً»، متحدثاً عن تورط ألمانيَين في ملف تجسس آخر. واضاف: «أتوا بهما بواسطة قارب صيد الى الخليج، لتحديد (مواقع) انظمتنا الدفاعية. وعندما أوقفناهما قالا انهما سائحان أتيا للصيد».
وكان سيد إمامي أوقف مع اعضاء آخرين في «مؤسسة تراث الحياة البرية الفارسية». وأعلن نجله رامين، وهو مغنّ معروف، أن عائلته رفعت شكوى قانونية على خلفية وفاة والده، داعياً الى «الاعتماد» على تعليقاته على مواقع «انستغرام» و»تلغرام» و»تويتر»، لمتابعة «الاخبار الرسمية» في هذا الشأن.
وذكر علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، ان عائلة سيد إمامي شاهدت تسجيلاً من زنزانته و»قبلت» التفسير الرسمي بانتحاره، و»لم تطلب تشريح» جثمانه. واضاف مشيراً الى التسجيل الذي شاهده ايضاً النائب المعتدل علي مطهري: «يمكن رؤية كاووس سيد إمامي يخلع قميصه ويستعد للانتحار». وتابع أن الأخير احتُجز في زنزانة مناسبة، كونه أستاذاً جامعياً، واستدرك: «لسوء الحظ ولأي سبب، لم يستطع أن يتحمّل ظروف السجن».
اما النائب حسين نقوي حسيني، الناطق باسم اللجنة، فاعتبر ان «الملف واضح تماماً، اذ يُعدّ (سيد إمامي) قميصه حبلاً للانتحار». وذكر أن الأكاديمي الراحل حاول أن يوحي للحراس بأنه نائم.
لكن آرش كيخوسرافي، محامي عائلة سيد إمامي، أكد انها «طلبت إجراء تشريح للجثة»، مضيفاً ان مكتب الطبيب الشرعي قدّم طلباً روتينياً في هذا الصدد. وتابع: «هناك مشاهد تُظهر سيد إمامي في زنزانته الانفرادية. سرى اعتقاد كما يبدو بأنه انتحر، ولكن ليست هناك أدلة كافية» على ذلك.
وأعلن عمر الغبرا، وزير الدولة الكندي للشؤون الخارجية، ان بلاده «قلقة من ملابسات وفاة سيد إمامي» و»تطلب من السلطات الايرانية تقديم إجابات».
كما طالبت منظمة العفو الدولية بـ»تشريح مستقل»، معتبرة ان طهران تحاول «إخفاء كل إثبات لتعذيب ولجريمة قتل محتملة». وقالت ماغدالينا مغربي، المديرة المساعدة للمنظمة، ان سيد امامي «كان معتقلاً في سجن إيفين، حيث يُراقَب السجناء باستمرار ويُحرمون من أغراضهم الخاصة، وكان شبه مستحيل ان ينفذ عملية انتحار».
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن سيد إمامي كان يرسل الى أجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية، معلومات عن قواعد الصواريخ الايرانية، مضيفة انه خطّط لإحداث أزمة بيئية في البلاد. ونقلت عن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي قوله إن سيد إمامي وآخرين ركّبوا كاميرات في مناطق استراتيجية في إيران، تحت ستار متابعة ملفات بيئية، مستدركاً أن ذلك «كان لمراقبة نشاطات الصواريخ، وأرسلوا صوراً ومعلومات للأجانب». واضاف أن سيد إمامي استضاف واحداً من ضابطَي استخبارات أميركيَين، خلال زيارتهما إيران.