ذكرت صحيفة “العرب” اللندنية ان إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري مثّل في السابق مناسبة لمكونات 14 آذار للتأكيد على صمود تحالفهم في مواجهة نوازع القوى الإقليمية وتحديدا السورية والإيرانية لإخضاع لبنان لأجنداتهما، بيد أن هذا التحالف بات غير موجود على أرض الواقع نتيجة التغيرات التي شهدتها الساحة الداخلية وتأثيرات التقلبات الإقليمية.
ويقول مراقبون إن جميع مكونات 14 آذار مساهمة فيما وصل إليه حال التحالف اليوم، مستبعدين إمكانية نهوضه مجددا، لافتين إلى أن لبنان يشهد مخاضا لتكتلات جديدة تحت عناوين مختلفة عن تلك التي سادت السنوات الأولى من ذكرى اغتيال رفيق الحريري.
وبرز في السنتين الماضيتين تغير في الخط السياسي الذي انتهجه الحريري الابن، حينما قرر اعتماد ما أطلق عليه بسياسة “ربط نزاع” مع حزب الله وأيضا تحييد القضايا الخلافية مع الحزب خاصة في علاقة بسلاحه لضمان استقرار لبنان. وأثار توجه الحريري حنق العديد من القوى داخل 14 آذار، واتهمه البعض بأنه حاد عن الخط الذي رسمه والده وهو الدفاع عن لبنان ومواجهة كل المشاريع التي تستهدفه.
وتعزز التغيير على مستوى سياسة الحريري الابن، منذ التسوية الرئاسية التي أتت بميشال عون (حليف حزب الله) رئيسا للجمهورية، وبه رئيسا للحكومة في نهاية 2016. وقد سُجل تناغم على خط عون الحريري، تكرس مع أزمة استقالة رئيس الوزراء (تراجع عنها) في مقابل تحول الفتور مع الكتائب والقوات على وجه الخصوص إلى توتر مكتوم، رغم محاولة نفيه من الجانبين.
ويقول متابعون إنه من الثابت أن هذا الوضع سينعكس على التحالفات الانتخابية.