كتب بسام أبو زيد:
تحت هذين العنوانين يخوض تيار المستقبل الانتخابات النيابية المقبلة، وتحت هذين العنوانين تتم التسويات السياسية ويتم القبول بكل تفاصيلها حتى ولو كانت تتعارض مع عناوين سياسية اخرى استخدمت في السنوات الماضية، وأبرزها سيادة الدولة وسلاح “حزب الله” .
الإعتدال مطلوب في لبنان ولكنه ليس مطلوبا من جهة واحدة، وهو ليس اعتدالا فقط من الناحية الدينية بل يجب أن يكون أيضا اعتدالا سياسيا، وهو أمر غير متوفر في الجهات التي يقوم تيار المستقبل بعقد التسويات السياسية معها. ف”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ليسا معتدلين سياسيا، بل هما من المتطرفين في المواضيع السياسية والدفاع عنها والتمسك بها كما هي، وبالتالي يصبح الإلتحاق بهما ليس نوعا من الاعتدال بل تسليما بعدم القدرة على المواجهة السياسية.
الاستقرار هو أيضا عامل جذب للبنانيين، ولكن عن اي استقرار نتكلم، عن استقرار شروطه عدم إزعاج الفريق السياسي الآخر لا بمواقف سياسية ولا بإجراءات او حتى تصريحات تستهدف عدم الالتزام بسياسة النأي بالنفس والحد من منطق الدولة وصلاحياتها، وكل خروج عن هذا المسار يعتبر من قبل الفريق الآخر تهديدا للإستقرار.
إن الإستقرار بالتسليم للطرف الآخر هو نوع من أنواع دفن الرؤوس في الرمال فلا نرى ولا نسمع، كي نتفادى ما يعرف بالفتنة، متناسين ان المطالبة بالحق والقانون والدولة بكل معنى الكلمة ليست فتنة، بل على العكس فإن التمادي في فرض الأمر الواقع على جزء كبير من الشعب اللبناني هو الذي سيؤدي الى الفتنة وسيطيح بما تبقى في هذا البلد.
لا يمكننا نحن اللبنانيين أن نثق باستقرار مهدد في كل لحظة على خلفية اي قرار او خطوة لا تعجب سلطة الأمر الواقع التي لا ترضى إلا باستسلام كامل شبيه بالوضع الذي يعيشه السجين في السجن، فهو رهينة السجان إن استجاب له حصل على معاملة جيدة ضمن جدران السجن وإن عارضه ووقف في وجهه عانى العذاب والقهر.
إن الاستقرار لا يتحقق أيضا على وقع الحديث والتحضيرات اليومية للحرب، والعالم كله يسمع ويرى ما يجري على هذا الصعيد. فعن أي استقرار نتحدث وعن أي استثمار وبنى تحتية نطالب بتطويرها وتفعيلها وهي مهددة بالتدمير في أي لحظة، أليس قرار الحرب والسلم هو مفتاح الاستقرار؟وهل يملك من يدعون للإستقرار والإعتدال هذا القرار؟
الجواب بالتأكيد لا.