كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:
تطلّ الممثلة اللبنانية كارول الحاج حالياً في بطولة مسلسل «كل الحب كل الغرام» الذي يجمعها للمرة الثانية بثنائية تمثيلية لافتة مع النجم اللبناني باسم مغنية، وذلك بعدما التقيا للمرة الأولى في مسلسل «ياسمينا» الذي حظيَ بدوره بنجاحٍ لافت، إلّا أنها تؤكّد في حوارٍ خاص لـ «الجمهورية» أنّ الاختلافَ بين الثنائيّتين كبيرٌ وإن كان الانسجامُ ينسحب على كليهما، معربةً عن سعادتها بأصداء العمل وتقبّلها للانتقاد شرط أن يكون بنّاءً.
لا تخفي الممثلة اللبنانية كارول الحاج سعادتها بالأصداء التي تحققها عن دورها في مسلسل «كل الحب كل الغرام» للكاتب الراحل مروان العبد من إخراج إيلي معلوف وإنتاجه، معتبرةً أنّ متعة العمل لا يضاهيها أهمية بالنسبة إليها سوى سماع التعليقات الإيجابية من الناس في الشارعَين الحقيقي والافتراضي.
تردّدتُ في البداية
الممثلة المحترفة التي تقارب شخصياتها بمهنية عالية تؤكّد أنّ الأشخاص الذين تقابلهم في الشارع هم الميزان الحقيقي بالنسبة اليها لتقويم أيِّ عملٍ لانهم يقولون رأيهم من دون مواربة أو حسابات معيّنة، وهم يعبّرون عن محبّتهم بشكل مجاني ولا ينتظرون أيَّ شي في المقابل.
وتعترف: «هذا أكثر ما يُسعدني ولكنه يحمّلني مسؤوليةً مضاعَفة أيضاً».
لا تنفي الحاج تردّدَها في قبول الدور بداية لأنها لمست فيه تشابهاً مع شخصيّات مثالية أخرى أدّتها في أعمال مثل «ياسمينا» و»مريانا». وتقول في هذا الخصوص: «مريانا كانت ابنة قرية جبليّة وهي فتاة طيّبة غير متعلّمة، وهذه الصفات تتمتّع بها «نسرين» أيضاً لكنّ الشخصيّتين تختلفان إذ لكل منهما قصتها المختلفة، فنسرين لا أهلَ لها وتعيش قصة حبّ، وسياقُ القصة يأخذ المُشاهد إلى أجواءٍ مغايرة مختلفة تماماً عن قصة «مريانا»».
وتكشف: «حين عُرض عليّ دور «نسرين» في مسلسل «كل الحب كل الغرام»، فكرتُ ملياً قبل قبول العرض لأنّ الدور يشبه «مريانا» قليلاً كما يشبه المثاليات المطروحة في مسلسل «ياسمينا»، ولكنَّ نصَّ مروان العبد الجميل ومحبة الناس لهذا النوع من الأدوار التي أقدّمها جعلني أؤدّي الدور بكلّ شغفٍ واندفاع.
وردودُ الفعل الإيجابية على المسلسل ومحبةُ الناس تدلّان على أنّ خياري كان صحيحاً، وربما لو لم أوافق على أداء الدور لندمتُ لاحقاً. فقد جسّدتُ شخصياتٍ مختلفة لاقت النجاح، إلّا أنّ الناسَ بالمجمل تعاطفوا مع الأدوار المثالية التي قدّمتُها والتي تشبه دورَ «نسرين»».
نسرين تشبهُني
وعن خصوصية دور ياسمين، تقول: «هي لا تشبه نماذجَ نسائيّة موجودة اليوم ولا حتى في الزمن الذي تدور فيه أحداثُ المسلسل فهي شخصية مميَّزة ومثالية إلى درجة كبيرة، إذ إنها إنسانة صالحة وطيّبة ومُحبة.
ففي زمنها الشاعرية كانت موجودة أكثر وكانت للحب قيمة أكبر فكان أجمل، وكان يعيش الحبيبان قصة حبّ رومانسية كبيرة. ولكن في الحياة الحقيقية، لا يوجد الكثير من الأشخاص مثل نسرين. وهذا النوع من الشخصيات وهذه الروح، كان يحبّ الراحل مروان العبد إدخالَها إلى نصوصه، وكان حريصاً على إبراز الخير ضد الشر».
وتعترف: «نسرين تشبهُني ولكن ليس بكل صفاتها، ويمكنني القول إنها أفضل مني فأنا لستُ مثالية إلى هذه الدرجة. ولكنها تشبهُني بوفائها وبإخلاصها لحبّها وبتقديرها للناس الذين يساعدونها».
وتؤكّد: «هذا النصّ للكاتب الكبير مروان العبد هو أحد الأسباب الأساسية التي شجّعتني للتعاقد على هذه المسلسل، فالنصّ جميل ويعمل على الشخصيات بتفاصيلها الدقيقة، ومن النادر أن أجد نصاً جميلاً وجيداً ومشغولاً إلى هذه الدرجة. فلا يُمكن قراءة نصّ لمروان العبد وعدم القول «بدي كون بهالمسلسل».
وعمّا إذا كان لديها حنين للزمن الماضي تقول: «أنا من الأشخاص الذين يحبّون الأرض والطبيعة، وكلّ ما هو قديم وفيه نوستالجيا، وألتذّ بها، فحتى حين أودّ كمشاهِدة أن أشاهد أحد الأفلام أو المسلسلات أحبّ أن يكون عملاً قديماً أو أن يتناول حقبةً تاريخيةً من الماضي».
نعمل بإخلاص ومن كل قلبنا
وعن تجدّد ثنائيّتها التمثيلية مع باسم مغنية بعد مسلسل «ياسمينا»، الذي كان من كتابة مروان العبد أيضاً، تقول: «نحن الإثنان نعمل بطريقة مهنيّة في كل عمل نقوم به، كما أنّ كلّاً منا يشتغل بإخلاص ومن كل قلبه على دوره، ويحرص على تأدية دوره كما يجب وأن يعطيه من نفسه وكلَّ ما يلزم ليصل إلى المُشاهد بطريقة صحيحة، وحين يعيش كل ممثل دورَه فعلاً ويؤدّيه بصدق وباحترام للممثل الذي يقابله، سينتج عن ذلك عملٌ جيدٌ وجميلٌ.
أمّا الإضافة على هذه الثنائية فهي أنّ مسلسل «ياسمينا» كان العمل الأول الذي يجمعنا، في حين يأتي عملُنا معاً في «كل الحب كل الغرام» بعد معرفة أعمق إنسانياً، كما أنّ معرفة صفات الممثل كإنسان وميزاته الحسنة تؤثر إيجاباً في العمل».
بعضُ النقد مُضحك
وعن تقبّلها للانتقادات تقول: «لا أتابع كل ما يُكتب عبر السوشال ميديا ولا ما يُعرض عبر التلفزيون، فأنا بعيدةٌ جداً من هذه الأجواء، وأكتفي بالتمثيل فقط، ولا أفكّر بأيِّ شيءٍ آخر. ولكن أحياناً ينقل لي البعض ما يُقال، وبعض التعليقات التي تصلني تكون مضحكة وأرى أنها فعلاً «مهضومة»، كما أنني مثل كلّ شخص يطلّ عبر الشاشة، أنا مُعرَّضة للنقد وهذا أمرٌ مُتوقّع، وعلينا تقبّله فالأراءُ تكون أحياناً متفاوتة والناسُ لا يمكن أن يتّفقوا على كل شيء.
ولذلك لا يجب أن يعلّق الممثل كثيراً على الانتقادات، وفي الوقت نفسه عليه التوقف عند بعضها والتفكير بها جدّياً لا سيّما إن كانت ضمن سياق النقد الموضوعي والبنّاء».
وعن تطوّر الأحداث في الحلقات المقبلة تكشف: «أعد المشاهدين بالكثير من التطوّرات، فالقصة تحمل أحداثاً جديدة لن تكون متوقَّعة، كما ستتغيّر أمورٌ كثيرة في الحلقات القليلة المقبلة وأتمنّى أن يحبَّ المشاهدون هذه التغيّرات المفاجِئة».
تعرّضتُ للعنف
وعن صعوبة أداء المشاهد التي تعرّضتُ فيها للضرب والتعنيف، تفصح: «في بعض المشاهد تمكنّا من إيجاد مخرج تقني لها كي لا أتعرّض للضرب فعلياً وكي لا ينتج عن ذلك ألمٌ جسدي، ولكن في مشاهد أخرى تعرّضتُ فعلاً للعنف، وأنا بالمجمل أخاف من مشاهد العنف وتُقلقني ولكنها ضرورية في سياق النص وعليّ تأديتُها».
أما عن جديدها للفترة المقبلة؟ فتؤكّد أنها تصبّ حالياً كلّ تركيزها على مسلسل «كل الحب كلّ الغرام» الذي تطاول حلقاتُه الثمانين حلقة كاشفةً أنها تدرس عروضاً تمثيلية لم تستقرّ بعد على أيٍّ منها.
أشتاقُ للمسرح
وعن إمكانية عودتها إلى خشبة المسرح قريباً، تقول: «شاركتُ في مسرحيتين، الواحدة العام الماضي، والثانية منذ سنتين. المسرح جميل جداً وهو المكان الأهمّ تمثيلياً بالنسبة للممثل، ففي المسرح تعودين إلى الجذور كما أنه يحمل القيمة الثقافية الفنّية الأكبر.
وأتمنّى طبعاً أن أشارك بأعمال مسرحية أخرى، ولكن في الوقت الحاضر ما من مشروعٍ مسرحي. ولكنني أتابع الأعمال المسرحية اللبنانية، وسأحضر غالبية المسرحيات التي تُعرض في هذه الفترة».