كتبت رلى إبراهيم في صحيفة “الأخبار”:
كان بإمكان مجموعات “الحراك المدني” التي تتحرك تحت لافتة تحالف “وطني” أن تنطلق بزخم مشابه لما بدأته “بيروت مدينتي” قبيل الانتخابات البلدية الأخيرة. آنذاك، استطاعت “بيروت مدينتي” تسويق مجموعة وجوه شبابية جديدة وأطلقت برنامجاً ترك صداه في الشارع البيروتي.
مضت ثلاثة أسابيع على ولادة تحالف «وطني». لا جاذبية في الإعلان ولا في الإخراج. انطلاقة تفتقر إلى الزخم والبرنامج. حتى مع افتراض أولوية الشأن الاقتصادي ــ الإنمائي، فإن التحرك الاحتجاجي بدعوة من “وطني” ضد مشروع محرقة بلدية بيروت، بدا هزيلاً، إلى درجة قول البعض في “التحالف” إن الاعتصام انتهى قبل أن يبدأ.
لوجستياً، تتسابق الأحزاب والشخصيات السياسية المنخرطة في المعركة الانتخابية على المفاتيح الانتخابية وتضع سيناريوات لليوم الانتخابي وتحجز سيارات ومندوبين وتقرّ ميزانية للأكل والشرب والمتطلبات اللوجستية الأخرى (أجهزة تلفونية وكومبيوترات إلخ) على مسافة ثلاثة أشهر من الانتخابات.
في المقابل، تنعدم المبادرة والتحضيرات عند تحالف «وطني». يبرر أحدهم ما سبق برغبة “وطني” بالتمايز شكلاً ومضموناً والابتعاد عن الوسائل التقليدية للأحزاب السياسية، إلا أن “من المهم في المقابل ألا يراهن هؤلاء على عنوان “الحراك المدني” للفوز بمقعد نيابي، وخصوصاً أن الناخب يميز بين استحقاق بلدي واستحقاق نيابي، وما كان يصح بالأمس القريب بلدياً، ليس بالضرورة أن يصح في النيابية غداً»، على حد تعبير أحد الداعمين للتحالف.
حتى أمس، لم يكن تحالف “وطني” قد نجح بعد في الاتفاق على آلية محددة ومعايير واضحة لاختيار المرشحين، إذ كان من المفترض أن تطرح كل مجموعة أسماء مرشحيها للتصويت عليها وغربلة الأسماء كمرحلة أولى. وإلى أن تنجز هذه المعطيات، كان من الطبيعي أن تتحرك الإعلامية بولا يعقوبيان (مرشحة عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في بيروت الأولى) تحت عنوان حزب “سبعة” التي أعلنت انضمامها إليه. مثلها فعل القيادي العوني السابق زياد عبس (مرشح “صحّ” عن المقعد الأرثوذكسي في بيروت الأولى) الذي سيطلق حملته اليوم من سينما “صوفيل” تحت عنوان «شو القصة مع زياد». وقد اختار عبس الإعلان عن ترشحه بطريقة استثنائية، مستفيداً من خبرته السياسية الطويلة ومن صديقه النجم التلفزيوني هشام حداد وثلة من الشخصيات البيروتية المؤثرة افتراضياً ورياضياً واجتماعياً لدعم حملته. فيما بدأت مجموعة “لِ بلدي” تتحرك من خلال مرشحين اثنين هما: طارق عمار (المقعد الأرثوذكسي) وجيلبير ضومط (المقعد الماروني) وذلك عبر إقامة سلسلة نشاطات وندوات أسبوعية؛ أبرزها “أحاديث بيروت” حيث يلتقي المرشحان بمجموعات بيروتية ويجيبون عن أسئلتها.
حاولت “الأخبار” الاستفسار عن التأخير في تحديد الآلية وحسم الترشيحات، فأتى الجواب موحداً: “هناك متسع من الوقت وسنفاجئ الجميع في الوقت المناسب». أما عن أسماء باقي المرشحين «كل المجموعات لن تكشف أسماء كل مرشحيها بانتظار جلاء الآلية التي ستعتمد لاختيار المرشحين»، لكن ذلك لا يمنع من التداول بأسماء عدد من المرشحين، وأبرزهم: رئيس جمعية «عطاء بلا مقابل» يورغي تيروز (أرمن كاثوليك، «لِ بلدي»)، لوري هايكانيان زوجة الإعلامي زافين قيومجيان (أرمن أرثوذكس ــ «لِ بلدي»)، الممثلة نادين لبكي (أقليات ــ “لِ بلدي” ويقول البعض إنها تراجعت عن ترشحها لعدم قدرتها على التوفيق بين مهنتها والنيابة)، رئيس لجنة تجار بيروت السابق جورج عسيلي (أرثوذكس ــ «لقاء الهوية والسيادة») وجمانة حداد (أقليات).