كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:
دعت قيادة التيار الوطني الحر نوابها وكوادرها في جزين إلى المشاركة في خلوة داخلية تعقد اليوم السبت في المنطقة، للتشاور في الصيغة النهائية لمرشحي التيار وتحالفاته للانتخابات النيابية المقبلة، تمهيداً لإطلاق العمل في الماكينة الانتخابية.
مصدر جزيني مسؤول في التيار قال لـ«الأخبار» إن البند الأساسي الذي سيثيره كوادر القضاء هو الخلافات الداخلية الحادة بين نائبهم زياد أسود وزميله النائب أمل أبو زيد ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش والمرشحين المفترضين جاد صوايا وجان عزيز وسليم الخوري، بعد أن طفت إلى السطح وأثّرت على القاعدة». ولفت المصدر إلى أن الكوادر سيشترطون على القيادة «إجراء مصالحة بين الأطراف المتنازعة قبل تشغيل الماكينة، خصوصاً بين أسود وأبو زيد، المرشحين عن المقعدين المارونيين، بسبب دقة توزيع الصوت التفضيلي على مستوى المقاعد الجزينية الثلاثة في مقابل قوة لائحة المرشح المنافس إبراهيم عازار وتحالفاته». بحسب المصدر: «في حال لم نتفق ونتصالح سوف نخسر مقعداً على الأقل من المقاعد البرتقالية الثلاثة».
رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل استبق الخلوة وجمع أسود وأبو زيد في جلستين، إحداهما حصلت قبل أسبوع والثانية ليل الإثنين الفائت، لكن من دون أن يخرج منهما الدخان الأبيض، وإن بدّد السحابة السوداء التي ظللت علاقة الزميلين منذ مدة، آخرها على خلفية اتهام أسود لأبو زيد وحرفوش بدعم رجل الأعمال محمد دنش باستثمار عقار في كفر فالوس. بالنظر إلى تغريدات أسود على حسابه على «تويتر»، لا تبدو النفوس صافية. «يعني إذا واحد من اثنين رح يربح، لشو ترشيح اثنين معاً.
وإذا واحد داير يرش ويرشرش لنفسه وحاله ومسلّم بنجاح الضد، لشو هالعجقة. اقتنعوا بواحد»، تغريدة من تغريدات عدة حملت نفس المعنى، ازدحم بها حساب أسود في الأيام الماضية. تلك التغريدة تعكس الحرج الذي سبّبه الصوت التفضيلي الذي سيوزع بين المقاعد الثلاثة في قضاء جزين. «كل واحد يشدّ اللحاف لناحيته لكي يحقق أصواتاً أكثر»، قال المصدر. في هذا الإطار، قال أبو زيد أمس، في تصريح صحافي: «ذاهبون الى انتخابات جزين بقلب واحد كتيار وطني حر».
على نحو مبدئي، يشكل أبو زيد عنصراً غير قابل للنقاش على اللائحة العونية. حتى وقت قريب، كان تثبيت أسود في خطر في ظل احتمال ترشيح الرابية لمستشار رئيس الجمهورية المستقيل، جان عزيز، عن المقعد الماروني الثاني. يؤكد المصدر أن «احتمال عزيز قد سقط نهائياً».
يسود الظن بأن عازار سيستعيد مقعد والده النائب الراحل سمير عازار الذي هزمه العونيون في انتخابات 2009. لكن الماكينة البرتقالية ترجّح فوز التيار بالمقاعد الثلاثة. تراهن على فائض الأصوات الصيداوية التي سيرفد تيار المستقبل بها اللائحة، فضلاً عن أصوات مناصري النائب بهية الحريري في جزين. ويقول مصدر في الماكينة العونية إن أصوات حزب الله «ربما ستنقسم بيننا وبين ابراهيم عازار».
ماذا يقول عازار؟ في اتصال مع «الأخبار»، أقرّ بـ«وجود ضغوط من أعلى الأصعدة لتقسيم الصوت الشيعي، لا بل ضمان عدم خرقنا للائحة التحالف بين العونيين وتيار المستقبل». لكنه يستبعد أن يقسم الحزب أصواته بسبب التزامه بدعم اللائحة التي يترشّح فيها أسامة سعد من جهة، ولالتزامه بعقد تحالف موحد مع حركة أمل في كل المناطق من جهة أخرى، في وقت أعلن فيه رئيس الحركة نبيه بري صراحة دعم عازار في جزين. وتشكل أصوات الناخبين الشيعة في جبل الريحان (يتجاوز عددهم على لوائح الشطب 12 ألف صوت)، بيضة القبان بين اللائحتين المتنافستين. يجدد عازار تأكيد التحالف النهائي الذي أرساه مع سعد. باقي أعضاء اللائحة، «سيعلن عنهم في غضون عشرة أيام».
المقعد الكاثوليكي: معركة المعركة
لم تحسم معظم الأطراف المتنازعة في جزين هوية مرشحها عن المقعد الكاثوليكي الأوحد. على مستوى التيار الوطني الحر، رست بورصة المرشحين، على نحو مبدئي، على سليم الخوري وجاد صوايا، من دون حسم النتيجة لمصلحة أيّ منهما حتى الآن، مع تراجع أسهم الثاني يوماً بعد آخر. في اللائحة المنافسة للعونيين، فإن المرجع البارز فيها إبراهيم عازار أكد لـ«الأخبار» أن المرشح الكاثوليكي لم يحسم، مشيراً إلى وجود اتصالات مع عدد من الشخصيات المستقلة.
أما القوات اللبنانية، التي وإن كانت سبقت الجميع قبل أشهر بإعلان عجاج حداد مرشحها عن المقعد نفسه، فلم تحسم تحالفها الانتخابي بعد. في هذا الإطار، سرت شائعات عن اقتراحها على العونيين من جهة وعلى عازار والرئيس نبيه بري من جهة أخرى استكمال لائحة كل منهما بحداد. مصدر قيادي عوني أكد صحة الشائعات المتداولة. ورغم أنه ترك الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات، لكنه استبعد التوصل إلى اتفاق. في المقابل، قالت مصادر في لائحة عازار – أسامة سعد، إن المقترح القواتي رفض رفضاً قاطعاً من قبل سعد. تعليقاً على تلك الشائعات، قال القيادي في القوات مارون مارون لـ»الأخبار» إن «التواصل قائم مع كل الأفرقاء في دائرة جزين ــ صيدا، والباب مفتوح على كل الاحتمالات».