اعتبرت مصادر رفيعة في حزب “القوات اللبنانية”، أن “ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه التلفزيوني الأخير مرفوض”، مؤكدةً لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أن “أي تفاوض أو أي دفاع عن لبنان، أمر محصور بالدولة اللبنانية وحدها، وبالتالي فإن أحداً لا يستطيع الدفاع عن لبنان إلا الجيش اللبناني، ومن غير المسموح لأي طرف أن يدعي بأنه القوة الوحيدة التي تدافع عن النفط أو غيره”.
وقالت إنه “لا يحق لحزب الله اختزال أي أمر على المستوى الدفاعي عن لبنان أو الهجومي، باعتبار أن الحزب قوة خارجة عن الدولة وعليها أن تسلّم سلاحها للدولة اللبنانية، بينما قوة لبنان ليست في مقاومته، وإنما في جيشه ودولته ومؤسساته وفي شعبه المتنوع، وإن نقطة ضعف لبنان هي في خروج حزب الله وغيره عن أمرة الدولة والسيادة اللبنانية”، مشيرة إلى أنه “من الأفضل للبنان التوصل إلى حلول موضوعية، باعتبار أن استمرار الاشتباك في الموضوع النفطي يعني استمرار تأجيل الحلول المرتبطة بهذا الموضوع، أي تأجيل إمكانية الوصول إلى الحصول على نفط، ولذلك يجب مواصلة الحوار بالطرق الديبلوماسية من أجل الوصول إلى أفضل حل يخدم المصلحة اللبنانية العليا”.
انتخابياً، قالت المصادر “القواتية” أن الصورة في كل لبنان ليست واضحة على مستوى التحالفات، باستثناء ربما “حزب الله و”حركة أمل”، لافتةً إلى أن “القوات تعمل على قدم وساق من أجل التحضير لبرنامجها الانتخابي السياسي الذي سوف تعلنه في 14 اذار المقبل، في إطار مشهدية سياسية انتخابية، تزاوج فيها بين الإعلان عن المرشحين القواتيين، وفي الإطار عينه، تعلن برنامجها الانتخابي الذي ستخوض الاستحقاق النيابي على أساسه”، ومشيرةً إلى أن “الاتصالات مفتوحة بين القوات وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي ومع قوى سياسية أخرى مختلفة في عدد من المناطق، إزاء إمكانية بلورة تحالفات معينة، لكن حتى الآن لم تكتمل الصورة بشكلٍ نهائي، وإنما التواصل قائم مع كل القوى، باعتبار أنه قد يحصل تحالف في دوائر معينة، وقد يتعذر ذلك في دوائر أخرى، إضافةً إلى أهمية معرفة شكل التحالف في حال حصوله، ولهذا الأمر فإن المشاورات مستمرة وبزخم قوي، بانتظار اكتمال الصورة”، ومشددةً في الوقت نفسه على أن “المشاورات الانتخابية تجري بمعزل عن الاتفاق أو الخلاف في بعض الملفات بين القوى السياسية”.
وأكدت المصادر أن “عقد لقاء بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري أمر مطروح بطبيعة الحال”، معتبرةً أن “عقد مثل هكذا لقاء، يأتي تتويجاً لإعادة تجديد التفاهم السياسي بين القوات والمستقبل، في إطار نظرة مستقبلية وطنية، وطبعاً سيكون نوعاً من إعلان عن تحالف انتخابي”.
وقالت إن “الطرفين منهمكان في ترتيب أوضاع ماكينتيهما الانتخابيتين، أكثر من هذا اللقاء”، مشيرةً إلى أن “مشاركة القوات بوفد رفيع في ذكرى 14 شباط، شكلت بحد ذاتها طياً لصفحة الخلافات، وبالتالي فإن حصول اللقاء بين جعجع والحريري، أو عدمه ما عاد يؤثر على مسار العلاقة، لكن في يوم من الأيام سيحصل اللقاء تلقائياً، بانتظار أن تدفع الظروف بهذا الاتجاه وإن شاء الله قريباً”.