كتبت صحيفة “اللواء” أنه بين إبقاء الباب مفتوحاً امام دبلوماسية ديفيد ساترفيلد نائب مساعد وزير الخارجية النفطية من زاوية ان «الحل الدبلوماسي هو المحبذ لدى الجانبين»، والكلام لوزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتانيتز للوسيط الأميركي في لقائهما أمس، والمقصود لبنان وإسرائيل، وصخب الترشيحات الحزبية أو المختلطة، لانتخابات 6 أيّار عام 2018، وهو تاريخ شهداء الصحافة قبل 100 عام، ينطلق الأسبوع السياسي، بمحاولة حكومية لإقرار موازنة العام 2018، المطلوب إنجازها من قبل الدول المعنية بالمؤتمرات التي تنظم تباعاً من روما إلى بروكسيل مروراً بباريس.
وتعقد أولى جلسات مجلس الوزراء اليوم لدرس وإقرار مشروع الموازنة، وسط تخوف رئاسي من ان يفشل المجلس في إنجاز الموازنة تحت ضغط اليوميات الانتخابية، التي تحمل جديداً كل يوم على مدى سبعين يوماً وبعدها..
ويبدأ مجلس الوزراء في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم أولى جلسات مناقشة مشروع موازنة العام 2018 في القصر الجمهوري في بعبدا، على ان يستمر في جلسات متتالية في السراي الكبير، خلال فترة غياب رئيس الجمهورية ميشال عون هذا الأسبوع، لتلبية زيارتين إلى العراق وارمينيا تبدآن من غد الثلاثاء وحتى بعد ظهر الخميس المقبل، بمعدل نهار ونصف لكل زيارة.
ويفترض، حسب مصادر رسمية، ان لا تستمر جلسات مناقشة الموازنة الجديدة طويلاً في الحكومة، وكذلك في المجلس النيابي، نظراً لارتباط إقرار الموازنة والاصلاحات التي يفترض ان تتضمنها، قبل مؤتمر باريس -4 (سيدر -1) المزمع عقده في أواخر شهر آذار المقبل، حيث وعد كل من رئيسي الحكومة والمجلس بتسريع المناقشات حتى إذا انتهت في الحكومة يتم الاتفاق فوراً بين الرؤساء على فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي لمناقشة وإقرار الموازنة.
وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري في تصريح لـ«اللواء» أنه لم يستلم مشروع موازنة العام 2018 لكن الظاهر هو أن أرقام العجز الواردة فيها أكبر من موازنة العام الفائت نافيا أن تكون لديه اية تفاصيل.
وقال: سأطلع عليها ضمن نظرة دقيقة لأن الوضع لا يحتمل ولن نقبل بموازنة تتضمن عجزا كبيرا ولا يجوز أن تبلغ خسارة الكهرباء ملياراً و700 مليون دولار سنويا، مشيراً إلى انه يفضل ان لا تقر الموازنة بأرقام العجز الكبيرة الموجودة فيها، حتى لا نذهب إلى مؤتمر باريس بهكذا موازنة لا تلحظ إصلاحات، لأن الدول المانحة تريد منا سياسات مالية واقتصادية متوازنة لكي تساعدنا في الاستثمارات التي نطمح إليها وبالحجم المالي الكبير المرغوب فيه.
وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان الرئيس عون سيعيد التذكير بموقفه من موضوع الكهرباء ويورد ارقاماً جديدة حوله، طالباً التعجيل بطرحه في أوّل جلسة عادية لمجلس الوزراء، في حين أعلن الرئيس الحريري ان مشكلة الكهرباء ستكون حاضرة على طاولة مجلس الوزراء في أقرب وقت ممكن لوضع الحلول المناسبة لها، مشيراً إلى ان هذه المشكلة لا يجوز ان تستمر على حالها، وهي تستنزف المواطن وخزينة الدولة على حدّ سواء لمصلحة قلة من المنتفعين.
وأشار الرئيس الحريري، خلال استقباله مساء السبت في «بيت الوسط» شخصيات وعائلات بيروتية إلى ان همه الوحيد مواصلة سياسة حماية لبنان واللبنانيين من تداعيات وحرائق وحروب المنطقة، والقيام بكل ما يمكنه تنشيط الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب والعمل على حل مشاكل الكهرباء والمياه والنفايات.
وقال انه يأمل من خلال انعقاد مؤتمر «سيدر» في باريس تخصيص الأموال اللازمة لتنفيذ رزمة من المشاريع الحيوية والضرورية لكل لبنان، وقسم منها مخصص لما تحتاجه العاصمة بيروت وجبل لبنان.
وتطرق الرئيس الحريري إلى الانتخابات النيابية المقبلة، واصفاً إياها بأنها «مهمة» لأنها ستحدد شكل المجلس النيابي الجديد والمسار السياسي المستقبلي للبنان، مشدداً على ان المشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات مسؤولية وطنية في هذه المرحلة وواجب على كل بيروتي يتطلع لحماية قرار العاصمة ويرفض تسليم هذا القرار لأي خيارات أخرى، لا هدف لها سوى اضعاف بيروت وشطب دورها عن الخريطة السياسية اللبنانية.
وفي هذا السياق، يعقد الرئيس برّي مؤتمراً صحفياً ظهر اليوم في عين التينة، يعلن فيه أسماء مرشّحي حركة «أمل» في كل المناطق التي تتواجد فيها الحركة مع عناوين البرنامج العام للانتخابات، في حين يعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في السادسة مساءً عبر الشاشة أسماء مرشحي الحزب.
وكشفت الترشيحات التي تداولت بها المواقع الإخبارية معالم أولى لمسار المعركة الانتخابية بالنسبة للثنائي الشيعي، والتي تبين انها مضمونه لهذا الثنائي في دوائر صور وبنت جبيل والنبطية ومرجعيون – حاصبيا بالإضافة إلى بعلبك – الهرمل، في حين أظهرت الأسماء النية في خوض معارك انتخابية في دوائر مثل بيروت الثانية وجزين وجبيل وزحلة، من دون ان تتضح بعد صورة التحالفات التي سيقيمها لخوض هذه المعارك، لا سيما في جبيل وزحلة، حيث سيكون للحزب مرشّح للمرة الأولى في جبيل، تردّد انه الشيخ حسين زعيتر الذي يفترض ان ينافس النائب عباس هاشم في الدائرة إذا لم يخل الساحة لمرشح الحزب لكي يخوض المعركة بالتحالف مع «التيار الوطني الحر».
ولوحظ أيضاً ترشيح الحزب للاعلامي أنور جمعة في زحلة، فيما امتنع عن ترشيح أحد في جزّين التي تركها للرئيس برّي الذي تردّد انه سيرشح فيها إبراهيم عازار نجل النائب السابق سمير عازار.
وذكرت مصادر حركة «امل» ان اللائحة التي سيعلنها الرئيس برّي اليوم ستضم للمرة الأولى إمرأة يرجح ان تكون الوزيرة عناية عز الدين عن دائرة صور – الزهراني، محل النائب عبد المجيد صالح، وأنها سترشح عن أحد المقعدين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية، عضو المكتب السياسي للحركة محمّد خواجه محل النائب هاني قبيسي الذي نقل ترشيحه إلى دائرة النبطية، بدل النائب عبد اللطيف الزين.
ولم يتأكد بعد ان يكون بين مرشحي «امل» عن أحد المقاعد السنية في بيروت الثانية الصحافي سالم زهران، لأنه اولا ليس حركيا وثانيا لأن حزب الله يفضل ان يدعم ترشيح أحد الأشخاص المقربين من الرئيس سليم الحص.
وفقاً للتسريبات بعد ظهر أمس الأحد واللافت في الأسماء والمتداولة، ان الرئيس برّي ابقى على نوابه في دائرة الزهراني وفي دوائر بنت جبيل ومرجعيون- حاصبيا، والنبطية وبعلبك – الهرمل، مثلما فعل الحزب ايضا في دوائر النبطية ومرجعيون وبنت جبيل وبعبدا، في حين استبدل الوزير محمد فنيش بحسن الجشي وهو مدير شركة «وعد» التي اشرفت على إعادة اعمار الضاحية الجنوبية بعد عدوان تموز 2006 في دائرة صور، وابقى على ترشيح النائب نواف الموسوي، ورشح في بيروت الثانية النائب السابق أمين شري.
اما في دائرة بعلبك – الهرمل، فقد ابقى الحزب على ترشيح النواب علي المقداد وحسين الحاج حسن، والوليد سكرية، وحل اللواء جميل السيّد محل النائب نوار الساحلي، والمسؤول الإعلامي السابق للحزب الدكتور إبراهيم الموسوي بدل النائب حسين الموسوي، وايهاب حمادة وهو نسيب الوزير السابق طراد حمادة محمل النائب عاصم قانصوه.
لكن مصادر «الثنائي الشيعي» أكدت أن بعض هذه الأسماء غير دقيق أو غير محسوم بعد وقد يُصار الى استبدال بعض الاسماء او بعض المراكز، ويُستحسن انتظار ما سيعلنه بري ونصر الله اليوم بشكل رسمي ونهائي. وثمة من قال ان بري قد يعلن اسماء المرشحين الحركيين فقط اليوم وعددهم عشرة، ويترك اعلان اسماء المرشحين الحلفاء لحين التقدم بترشيحاتهم رسمياً وعددهم ثمانية.
اما بشأن تشكيل اللوائح، فقالت مصادر متابعة انه من المبكر البحث بها قبل اكتمال الترشيحات في كل المناطق وإقفال باب الترشيح رسمياً في 6 اذار المقبل، مشيرة الى ان هناك تعقيدات وصعوبات امام كل القوى السياسية تقريبا وفي كثير من الدوائر الانتخابية، ولن يُحسم الامر قبل منتصف آذار.
وكشفت مصادر المعلومات ان الترشيحات، مع بعض التغييرات الطفيفة شكلت احراجاً للقيادة في غير منطقة، سواء في البقاع الشمالي أو جبيل، وحتى في النبطية، وسط امتعاض للقاعدة الحزبية والشعبية تخوفت المصادر من تداعياتها قريباً.
وفي السياق الانتخابي مسيحياً، وفيما كشفت مصادر ان القوات اللبنانية ستعلن أسماء مرشحيها في 14 آذار، سمّى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل النائب السباق سليم عون مرشحاً للتيار في زحلة، بعد انسحاب الوزير السباق غابي ليون طوعاً، أو بطلب من باسيل.
وكان باسيل في جولته على زحلة التقى بالهيئات الاقتصادية البقاعية في أوتيل القادري الكبير، ثم أطلق الماكينة الانتخابية للتيار في زحلة معلناً ان «اذا ربح سليم عون في زحلة يكون التيار ربح، وإذا خسر يكون التيار خسر.
وأكّد «اننا لا نخجل بأننا نسعى لأكبر كتلة داعمة لرئيس الجمهورية القوي»، مردفاً «نحن تيّار رئيس الجمهورية، فتيار من يجب ان نكون؟». وتوجه إلى «من يقول ان الرئيس يتدخل في الانتخابات»، قائلاً: «انت لن تفهم يوما ماذا يعني الرئيس القوي ولبنان القوي، لانك معتاد على الضعف».