برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بوزير الشؤون الاجتماعية مرشح “القوات اللبنانية” عن دائرة بعبدا بيار بو عاصي، نظمت منسقية بعبدا ندوة تحت عنوان “اليوم العالمي للمريض” الذي اطلقه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1992 لتسليط الضوء على البعد الانساني والنفسي والاجتماعي والرعاية الصحية الخاصة في لبنان، بحضور النائب ناجي غاريوس، رئيس دير مار انطونيوس الاب جورج صدقة، منسق القوات في منطقة بعبدا سمير بو يونس وعدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها.
بو عاصي اعتبر اننا في هذه المناسبة نتحدث عن الانسان لذا يجب معالجته بانسانية، فالحياة تجمعنا وكذلك المرض وهذا واقع الحياة لذا فلنتعاضد اجتماعيا ولنتضامن. تحدث عن خبرته التي اكتسبها في الوزارة، مشددا على المعادلة الثلاثية “الجانب الصحي – النفسي – الاجتماعي” اذ هناك ترابط الى حد بعيد بين الجوانب الثلاثة، وشارحا هذا الترابط في الحالات التي تعالجها الوزارة.
واضاف: “نهتم في الوزارة بـ6 مواضيع اجتماعية:
– اليتيم الذي وبسبب فقدان اهله يتاثر نفسيا وقد ينعكس هذا على وضعه الصحي وهنا الفت الى ان الوزارة تهتم بشكل اساسي بالتعليم والمتابعة الصحية والنفسية من خلال المساعدات الاجتماعيات التابعات للوزارة.
– المرأة المعنفة وهي ضحية العنف كما اولادها، وتترك هذه الحالة اثرا صحيا خطيرا اذ من الممكن ان يؤدي الى الموت واثرا نفسيا مرتبطا في اغلب الاحيان بضيقة مالية يمنعها من الاستقرار ويجبرها الصمت عن العنف.
– المسن والذي يصاب الى جانب حالته الصحية بالاكتئاب الشديد، وهنا تختلف الحالات وعلاجها اذا كان في المنزل او دار للمسنين.
– ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يعانون من حالات صحية جسدية او عقلية تقوم بالوزارة بالتعاون مع المراكز المختصة بالاهتمام بهم والمتابعة لاعادة تأهيلهم ومساعدتهم للانخراط في المجتمع.”
وهنا توقف بو عاصي عند تأثر الاهل باعاقة ابنائهم التي توجب على الوزارة الاهتمام بهم ومتابعتهم لانهم قد يصلون الى حالات الاكتئاب، منوها بالنظام المعتمد في لبنان لمتابعة ذوي الاحتياجات.
وتابع: “لدينا الادمان وهو شكل من اشكال المرض الذي بحاجة الى متابعة ويطول علاجه ويعد صعبا جدا خصوصا وان اماكن العلاج في لبنان قليلة ولكنها جيدة جدا، واناشد الشباب عدم اللجوء الى المخدرات لانها كارثة الكوارث وحالات الشفاء منها قليلة جدا. وكذلك هناك الفقراء الذين تقدم لهم الوزارة الاستشفاء المجاني والتعليم وتؤمن التغذية لاول 10000 عائلة اذ يمكن لنقص التغذية ان يؤدي الى امراض اخرى.”
وشدد بو عاصي على ان الفقراء هم الشريحة الاكثر تعرضا للاخطار لان الفقر يأتي بالتعاسة والمصائب، مشيرا الى ان الوزارة تولي الاهمية لمن لديهم اعاقات مزدوجة. واوضح ان للشؤون الاجتماعية 230 مركزا شبه مجاني في مختلف المناطق اللبنانية وفيهم اكثر من 200 مستوصف تسمح للمريض بالتواصل مع الجهاز الطبي بكلفة زهيدة لتخفيف الضغط عن المستشفيات.
وتطرق بو عاصي الى دور الجمعيات في دعم المريض والوقوف الى جانبه لذا للجمعيات التي تنشأ داخل الاحياء دور ايجابي في تقديم المساعدة، مؤكدا انه مثابر في الرد على من يهاجم كل جمعية تابعة لوزارته. وختم بو عاصي بالتشديد على دور المجتمع في التعاضد الاجتماعي والتضامن، لافتا الى ان النزوح والهجرة اثرا على هذه العادات وساهما في تراجع هذا التضامن.
وكانت استهلت الندوة بصلاة مع الاب صدقة وكلمة ترحيبية لمنسق بعبدا في القوات سمير بو يونس الذي اكد انه من واجبنا الوقوف الى جانب المريض بحالة المرض التزاما برسالة البابا، الذي وقف الى جانب لبنان بزمن الاضطهاد.
وتضمنت الندوة التي ادارتها الاعلامية سينتيا الاسمر مداخلات لاخصائيين في المجال الصحي الاجتماعي حيث عرض المدير السابق لمستشفى “اوتيل ديو” جوزيف عتيق تاريخ الصحة في العالم وتطور الرعاية الصحية في لبنان والعالم وشرح الدكتور سامي ريشا الحالات النفسية المزمنة لتتحدث بعدها السيدة رولا الاسمر شامي عن المتابعة النفسية الاجتماعية للمريض وعائلته.