Site icon IMLebanon

«الإيموجي» في طلبات العمل يُظهركِ غيرَ كفوءة!

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”: 

إنّ استخدامَ الرموز التعبيرية emoji faces خلال التعليق أو الإجابة على الأصدقاء والمعارف مهم، خصوصاً أنّ مواقع التواصل الاجتماعي لا تسمح للآخرين برؤيةِ لغةِ جسد المتحدّث ولا سماع نبرة صوته. ذلك، يجعل المتلقّين لا يدركون إذا ما كان المُرسل جاداً في حديثه، يقصد التوبيخ أو النقد اللاذع، أو يهدف إلى إيصال رسالة بطريقة لطيفة، أو يطلق ببساطة مزحة أو نكتة فكاهية. ولكن هل تتناسب «الإيموجي» مع لغة الأعمال؟

يبدو أنّ استخدام «الإيموجي» في رسائل البريد الإلكتروني لطلب عمل، يوحي لقارئ هذا الطلب أنّ امرأةً أرسلته في حال حجبوا عنه هوية المُرسِل! وعلماً أنّ في هذا الاستنتاج الذي أثبتته دراسة علمية تمييزاً ضد النساء، لا يقف الأمر عند هذا الحدّ.

بل، تكشف دراسة أجريت في هولندا أنّ استخدام الوجوه المبتسمة في رسائل العمل قبل نيل الوظيفة وإثبات قدراتكم المهنية فيها، يترك لدى المتلقّي انطباعاً سيّئاً، إذ لا توحي هذه الوجوه الصفراء المبرومة والمبتسمة ابتسامة عريضة بالطموح والقدرة المهنية!

ويبقى السؤال: «لماذا اعتبر البعض أنّ مرسل هذه الرموز امرأة؟ وهل ربطوا قلّة الكفاءة التي استشعروا بها بجنس طالب العمل، بفعل الصور التقليدية المترسّخة في بالهم والتي لطالما صوّرت المرأة على أنها أضعف وأقلّ جدارة من الرجل مهنيّاً؟!

لا تستخدموها في طلبات العمل

بفعل ربط متلقّي طلبات التوظيف وجود «الإيموجي» فيها بالصور النمطية كما يبدو ونسبها إلى النساء باعتبارهنّ ضعيفات، تنصح المشرفة على الدراسة إيلا جيلكسون بـ«عدم استخدام الـ «Smiley face» في العالم الافتراضي قبل اللقاء الأول بينكم وبين المسؤول عن التوظيف، معتبرةً أن ليس لها مفعول إيجابي».

وتعتبر أنّ «إرسال هذه الوجوه يتطلّب حدّاً أدنى من التقارب أو المعرفة بين المرسل والمرسل إليه. وإذا كنّا لا نعرف المتلقّي، يُفَضّل عدم استخدامها والتحدّث فقط بواسطة الأحرف».

ولكنها مهمّة في العمل

في التواصل المباشر، تؤدّي كلّ من لغة الجسد وملامح الوجه والابتسامة دوراً كبيراً في عملية التواصل، إذ تشكل لغة الجسد 55 في المئة من مجمل الاتصال. ولتعويضها أثناء الكتابة يستعمل الكثيرون الرموز التعبيرية (إيموجي) في الإيميلات أو الرسائل القصيرة بغية التأثير إيجاباً على الطرف الآخر أو إرسال رسالة رمزيّة قصيرة تشير إلى الحبّ أو الفرح أو الغضب…

وكشفت نتائج دراسة علمية حديثة صادرة عن جامعتي فرانكفورت وماينز الألمانيّتين أنّ استخدامَ رموز «الإيموجي»، كالابتسامة أو الوجه الحزين مثلاً في إيميلات العمل اليومية بين الموظفين والموظفات والمدراء أو المديرات، له تأثير إيجابي على الطرف المتلقي للرسالة الإلكترونية. ويلجأ بعض رؤساء العمل أو الزملاء أثناء توجيه النقد عبر الإيميل أو إصدار أوامر ما إلى رموز الإيموجي لعدم إثارة غضب أو حفيظة الشخص المعني.

فإرسال نقد مع وجه مبتسم إلى جانبه مثلاً، يوصل رسالة النقد للمتلقي بطريقة هادئة، ويُشعره أنّ مديره أو مديرته وَجّه إليه ملاحظة ولكن بعيداً من لهجة التأنيب والغضب والعدائية. نعم، تخفّف تلك الرموز من حدّة الرسالة ومن حدّة الاحتقان اليومي في العمل، وتُشعر المتلقي بأنّ النقد ليس هجوماً شخصياً عليه.

فهي تُغني التواصل المهني اليومي بين المدراء والموظفين، ويمكن أن تكون في الغالب عاملاً مساعداً لإنجاحه. لكنّ الرموز السلبية تقود إلى نتائج سلبية. وبالتالي، إنّ استخدامَكِ لرمز الـ «Smiley face» مع المدير أو المديرة بعد أن تكوني قد أثبتِ نفسك في العمل هو أمر يعود إليك بالفائدة، حسب الدراسات، بعكس استخدامه في طلب العمل.

لا تستخدموا رموزاً إيحائية!

وفي سياق منفصل، يذكّر خبراء الإتيكيت أنّ رموزَ القلوب والقبلات والورود الحمراء… ترسَل للأحباء وليس لزميل أو زميلة في العمل من الجنس الآخر. ففي هذه الحالة، نستبدل مثلاً الوجهَ المزيّن بقلبين أحمرَين بوجه مُبتسم يُرسَل للزملاء والزميلات أو حتّى الزبائن.