Site icon IMLebanon

عون من أرمينيا: مارسوا حقكم بالانتخاب

وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوفد المرافق، عند الساعة 16,00 بتوقيت أرمينيا (14,00 بتوقيت بيروت) إلى مطار Zvartnos الدولي في يريفان، آتيا من بغداد، في زيارة رسمية لأرمينيا يلتقي خلالها الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، رئيس مجلس النواب آرا بابلويان، ورئيس مجلس الوزراء كارين كارابيتيان.

ولدى وصول الرئيس عون إلى المطار، كان في استقباله نائب وزير الخارجية أرمين بابكيان، نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية فاركان ماغاريان، سفير أرمينيا في لبنان صامويل مكردجيان، نائب رئيس بلدية يريفان كامو اريان، رئيس لجنة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية سارمين بغداساريان، وسفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر.

وقدم طفلان إلى الرئيس عون الخبز والملح في خطوة تقليدية، واستعرض بعدها فرقة من حرس الشرف.

وبعد استراحة قصيرة في الصالون الرئاسي، توجه إلى كاثوليكوسية عموم الأرمن في اتشميادزين للقاء كاثوليكوس عموم الأرمن البطريرك كاريكين الثاني.

زيارة كاتدرائية اتشميادزين
ولدى وصول رئيس الجمهورية الى الكاثوليكوسية، كان في استقباله عند المدخل الخارجي مدير قسم العلاقات الخارجية والمراسم رئيس الأساقفة الأب ناتان هوفهانيسيان، الذي اصطحبه الى الداخل، حيث استقبله الكاثوليكوس كاريكين الثاني.

وبعد مصافحة بينهما، عقدا لقاء موسعا حضره عن الجانب اللبناني الى الرئيس عون، وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، السياحة اواديس كدانيان، النائب أغوب بقرادونيان، سفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا، فيما حضر إلى جانب الكاثوليكوس كاريكين الثاني، نائب وزير الخارجية أرمين بابكيان وسفير أرمينيا في لبنان صامويل مكردجيان.

في بداية اللقاء، رحب الكاثوليكوس كاريكين الثاني بالرئيس عون والوفد المرافق في كنيسة اتشميادزين المقدسة، “في الصرح الديني الكبير لشعبنا المنتشر في كل العالم، والذي بني في عام 301″، وقال: “نصلي ونبارككم، كما نبارك لبنان وسلطته والشعب اللبناني الشقيق والصديق، ونحن واثقون بأن هذه الزيارة ستكون حافزا جديدا لتوثيق العلاقات بين البلدين التي تسودها الصداقة والاخوة والمبنية بقوة على أساس الثقة المتبادلة، وذلك نتيجة لجهود أبنائنا المستقرين في لبنان، فهم جسر الصداقة القوي للتعاون بين بلدينا”.

وأعرب عن “الامتنان والتقدير والمحبة للشعب اللبناني، الذي أتاح خلال محنة المجزرة الكبرى الفرصة لشعبنا للعيش في لبنان والمساهمة في حياته الاقتصادية والثقافية”، وقال: “نرفع الدعاء لكي يزدهر لبنان ويعيش في سلام وهدوء. وبهذه الامنية، نرفع الصلاة كي تكون العلاقات بين بلدينا مثمرة وقوية”.

وأعرب الكاثوليكوس كاريكين الثاني بصفته رئيسا روحيا للشعب الارمني عن تقديره ل”الجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية في لبنان لتوفير فرص العيش الكريم للشعب الأرمني الموجود هناك لكي يشارك ويندمج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والروحية للبنان، وقال:”نحن مسرورون أيضا بوجود ممثلين عن الارمن في ادارة الدولة، الذين يرافقونكم خلال زيارتكم لارمينيا. ونصلي من أجل أن تكون العلاقات بين شعبينا وبلدينا مثمرة”.

ورد الرئيس عون معربا عن سعادته ب”الزيارة التي بقوم بها اليوم لأرمينيا وشكره للكاثوليكوس على حفاوة الاستقبال”، وقال: “ان البذور التي زرعت في علاقاتنا الثنائية اعطت ثمارها. ونحن نعرف الكثير عن ارمينيا، لا سيما عن تاريخ المسيحية فيها، فهي أول دولة اعلنت نفسها مسيحية، رغم الاضطهاد الروماني في ذلك الحين. وهذا التحدي يدل على شجاعة الشعب الارميني ومعتقداته الصلبة”.

أضاف: “نحن في لبنان نعيش مع لبنانيين من أصل أرمني، ويرافقنا اليوم في هذه الرحلة عدد من الشخصيات من بينهم، وهم منسجمون مع الحياة اللبنانية، ويتبادلون مع اللبنانيين جميع الاحزان والافراح، وهناك شبه كبير بين اللبنانيين والارمن”.

وتابع: “إننا كمسيحيين نؤمن بأن بالمحبة نكسر الحواجز وبالايمان تتعاظم قوتنا، وبالرجاء يعيش الانسان بتفاؤل وامل، على امل ان نبني السلام في مختلف ارجاء العالم”.

وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الهدايا بين الرئيس عون والكاثوليكوس كاريكين الثاني، ودع على اثرها رئيس الجمهورية مضيفه، وتوجه الى الصحافيين مؤكدا أن “زيارته لأرمينيا ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين اللبناني والارميني، خصوصا أن بين اللبنانيين من هم من أصل أرمني.

ثم انتقل سيرا على الاقدام برفقة الأب ناتان لزيارة كنيسة سيدة اتشميادزين ومتحفها الديني، حيث عاين قطعة خشبية تعود لسفينة نوح، ورمحا رومانيا أثريا يعتقد أنه الرمح الذي طعن به السيد المسيح وهو على الصليب، إضافة إلى قطع اثرية أخرى.

وابدى الرئيس عون إعجابه بالمحتويات الأثرية الموجودة في متحف الكنيسة، والتي تعكس التجذر الروحي للشعب الأرميني، وعراقة الايمان المسيحي في هذا البلد.

نصب ضحايا الابادة الأرمنية
ومن كنيسة سيدة اتشميادزين، توجه رئيس الجمهورية والوفد المرافق لزيارة النصب التذكاري لضحايا الابادة الجماعية للأرمن.

وكان في استقباله عند الوصول وزير الادارة المناطقية والتنمية دافيد لوكيان، رئيس بلدية يريفان دارون ماكاريان، ونائب مدير متحف الابادة كيفورك فرتانيان.

وتقدم الرئيس عون بين ثلة من حرس الشرف وعلى وقع الموسيقى الكلاسيكية، باتجاه النصب حيث وضع إكليلا من الزهر، وحيا ذكرى شهداء الإبادة بانحناءة من رأسه، فيما بدأت فرقة موسيقية بعزف النشيد الوطني اللبناني. وتابع بعدها باتجاه الشعلة التي تخلد الضحايا، ووضع بقربها وردة، وكذلك فعل باقي أعضاء الوفد المرافق، قبل أن يقف الجميع دقيقة صمت.

ومن النصب التذكاري توجه الرئيس عون سيرا على الأقدام إلى حديقة الرؤساء المحاذية والمعروفة باسم Alley Memory، حيث زرع شجرة أرز تحمل اسمه، رمزا للصداقة التي تربط الشعبين اللبناني والأرميني.

ثم انتقل إلى المتحف التابع للنصب والخاص بالإبادة الأرمينية، الذي يضم مجموعة من الصور والوثائق والمقتنيات التي توثق الإبادة وفظاعتها، وقدم له مدير المتحف ميدالية خاصة.

السجل الذهبي
ودون الرئيس عون الكلمة التالية في السجل الذهبي للمتحف:
“ما شاهدته في هذا المتحف من صور مروعة ودلائل حسية تروي المرحلة الدموية التي طبعت تاريخ الشعب الارميني، عبر مجزرة وحشية قلَّ حدوثها على مر العصور، تدفعني الى التأكيد أن العدالة يجب أن تتحقق في هذه القضية، لتنقية الذاكرة، واعادة الثقة بانتصار الحق على الباطل.

تحية لعظمة الشعب الارميني الذي استطاع رغم المحن، والصعوبات، والتنكيل، أن يبني وطنا يفتخر به، ويحمل آثار حضارته العريقة، وينهض صوب مستقبل أفضل”.

عون التقى  الجالية اللبنانية وقال: “اللقاء مع اللبنانيين خلال زياراتي الى الخارج صار تقليداً احبه كثيرا، وحجم الانتشار اللبناني في العالم يؤكد ما سبق وقلته ان لبنان بلد كوني”.

وتوجهه الرئيس عون الى الجالية قائلا: “لبنان يغتني بكم، واللبنانيون من اصل ارمني أثّروا ايجاباً في لبنان على مختلف الصعد، الاقتصادية والسياسية والثقافية”، داعيا اياهم الى “ممارسة حقكم بالانتخاب، اما في لبنان او في ارمينيا ان كنتم قد تسجلتم ضمن المهلة المحددة”.