Site icon IMLebanon

الكباش الدولي سبب مجازر الغوطة

تتوالى ردود الفعل الدولية المنددة والتي تُجمع كلها على الاعراب عن القلق مما تشهده الغوطة الشرقية، وسط عجز فاضح عن الارتقاء بالموقف من الشجب الكلامي الى اجراءات ردعية عملية توقف حمام الدم “المفتوح” هذا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تلوح بارقة أمل يتيمة من بوابة مجلس الامن الدولي الذي من المفترض ان يصوت اليوم على مشروع قرار يطالب بوقف لاطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا لافساح المجال امام وصول المساعدات الانسانية واجلاء المرضى والمصابين، بحسب ما أفاد دبلوماسيون. فقد اشارت البعثة السويدية الى ان ستوكهولم والكويت اللتين أعدتا مشروع القرار طالبتا بأن يتم التصويت “بأسرع ما يمكن”.

وفي السياق، تقول المصادر ان ثمة خشية من ان تلجأ روسيا الى استخدام حق النقض لاسقاط المشروع، الا انها ترجّح الا يحصل ذلك وأن تكتفي موسكو في أسوأ الاحوال، بالامتناع عن التصويت على القرار، خصوصا وان  وزير خارجيتها سيرغي لافروف قال اليوم ان “بلاده مستعدة لدراسة قرار الامم المتحدة في شأن اتفاق هدنة لمدة 30 يوما”، فيما مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، دعا في الساعات الماضية إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي، لبحث الوضع في الغوطة الشرقية، قائلا “نطلب من رئاسة المجلس عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الغوطة الشرقية”، ومضيفا “أعتقد أن هذا ضروري، نظرا للمخاوف التي سمعناها اليوم، في سبيل تمكين جميع الأطراف من طرح اقتراحاتها ورؤيتها للوضع”.

وفي انتظار ما سيتمخض عن اجتماع نيويورك، وفي حين أقر المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا بصعوبة الوضع، قائلا “نأمل أن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا لكن الأمر ليس سهلا”، تقول المصادر ان ما يدور في الغوطة اليوم ليس الا نتيجة او ترجمة للكباش الدولي المحتدم بين الاميركيين والروس، وللنزاع الاقليمي ايضا. ففيما المدنيون يُقتلون، تتابع المصادر، تقاذف التهم مستمر بين القوى الكبرى. فقد أعلن الكرملين اليوم ان “روسيا ليست مسؤولة عن الوضع في الغوطة الشرقية”. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “من يدعمون الإرهابيين هم المسؤولون، لا روسيا ولا سوريا أو إيران ضمن هذه الفئة من الدول حيث انها تشن حربا شاملة على الإرهابيين في سوريا”.

أما الولايات المتحدة فتدعو روسيا وشركاءها إلى الوفاء بالتزاماتهم فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد، خصوصاً بالغوطة الشرقية، وإنهاء الهجمات ضد المدنيين في سوريا. في الموازاة، اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم ايران “بدعم  أكبر منظمة إرهابية وهي حزب الله”، داعيا الى تعاون كي نلزم طهران بعدم التدخل في دول المنطقة، متوجها اليها بالقول “كفى والثورة انتهت”. ولفت في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي من بروكسل، الى “اننا نسعى لتسوية سياسية في سوريا”، مضيفاً “يجب الضغط على الأسد كي يبدي جدية تجاه الحل السياسي”.

فهل يؤسس مجلس الامن اليوم لتهدئة في سوريا تستكمل بمفاوضات دولية تضع التسوية السياسية المترنحة مجددا على السكة، أم تبقى الغلبة للمعارك الدولية والاقليمية التي تخاض بالوكالة فوق الملعب السوري”؟