كتب المحامي إيلي محفوض محفوض:
يمنّن كثيرون أنفسهم بأن مورد النفط اللبناني سيكون بابا للربح الوفير كما أن البعض يعتقد بأن مداخيل هذا القطاع بإمكانه سدّ المديونية العامة التي قاربت الى حدّ الثمانين مليار دولار..
للوهلة الأولى يمكن الجزم بأن النفط هو ذهب ودولارات لكنه في آن حروب وقلاقل لكون معظم الحروب ومنذ فجر التاريخ أسبابها إقتصادية مالية ولبنان الخاصرة الرخوة الجمهورية المتأرجحة بين أنصاف الحلول وأنصاف القرارات فلبنان قد يكون الدولة الوحيدة تقريبا في العالم المنضوي تحت مرجعيات دولية كالأمم المتحدة فيه ميليشيا تعتبر نفسها لا بل تقدّم حالتها الشاذة على أنها جزء حتمي من تركيبة الدولة ومنظومتها الشرعية ناهيك عن المالية الخاصة بها وشبه والاقتصاد شبه المنظّم وهذا كله يعني بالترجمة العملية تنامي قوة الدويلة على حستب الدولة مع ما تحمل من مشاريع تتناقض والدستور والقانون وكذلك القوانين الدولية.
تدرّج حزب الله في ذرائعه كي يحتفظ بسلاحه بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي عبر مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى : ذريعة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا حيث إمتطى جوادهما وراح ينظّر على اللبنانيين بأن حقه بـــ “المقاومة” مشروع طالما حبة تراب من ارض لبنان ترزح تحت الاحتلال ، ولم تنجح الدولة طبعا في سدّ الثغرة القانونية والجغرافية لتحديد هوية هذه المزارع ليلعب الجانب السوري أسوأ أدواره الشيطانية لمنع حسم قضية ترسيم الحدود والهدف معروف إبقاء لبنان ساحة للقتال ومسرحا لعبور الرسائل وتصفية الحسابات .
المرحلة الثانية: ذريعة محاربة التكفيريين والحركات الإرهابية على الرغم من كلام السيد حسن نصرالله مع بدايات معارك نهر البارد حيث أكّد على أن المخيم خط أحمر لتكرّ سبحة سلوك حزب الله الى إنخراطه بالحرب السورية وإستجراره للإرهابيين باتجاه لبنان وكلنا يذكر الأثمان الباهظة التي دفعها لبنان وشهداء الجيش اللبناني .
المرحبة الثالثة: إعلان نصرالله أنه وحزبه أنهم خط الدفاع الأول عن النفط بوجه الطامعين وهذا يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة من الصراعات التي ستدفع باتجاه توريط لبنان من جديد بحروب كلفتها لن تكون الا على اللبنانيين ليغدو من جديد مشاريع هجرة..
وفي الختام النفط وبدل أن يكون نعمة للبنانيين سيكون نقمة عليهم ومن يعش يذكر هذا الكلام والسلام