كتب بسام أبو زيد:
لا يمكن لمجموعة من السياسيين حكمت البلد منذ العام ١٩٩٢ وأوصلته الى الوضع الاقتصادي والمالي الحالي، أن تدعي بأنها ستعمل على إنقاذ البلد وإيجاد موازنة إصلاحية. فهذا الكلام كررته على مدى السنوات الماضية ولم تلتزم به، بل على العكس فقد أمعنت هذه المجموعة في إغراق لبنان في الديون والتوظيفات العشوائية وهدر المال العام وتعميم الفساد حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم.
ولم تتوقف هذه المجموعة أو تتراجع عن أي من سياساتها وأصبحت تدرك عن سابق تصور وتصميم أنها تغرق البلد أكثر فأكثر، وأن سبل الانقاذ التقليدية أصبحت غير متوفرة، فوضعت عينها على النفط والغاز للتخفيف من وطأة كارثة الإفلاس والديون، علما أن هدفها الأساس يبقى نهب هذه الثروة.
هذه المجموعة لم تعد وحدها منذ العام ٢٠٠٥ بل انضم الى الحكم فرقاء كانوا خارج هذه المنظومة التي غذتها الوصاية السورية كي تستفيد هي أيضا، إلا المجموعة القديمة استطاعت أن تشل طموحهم وعملهم نحو إصلاح حقيقي، فحاصرت البعض منهم في السياسية ومختلف شؤون الدولة، وانخرط قسم آخر في منظومة الفساد عن قصد او عن غير قصد، واندلعت مواجهات تتعلق بتقاسم الحصص والنفوذ، وبقيت الحال المالية والاقتصادية على ما هي عليه رغم ان المنضوين الجدد في صفوف السلطة حاولوا مرات عديدة فرض إصلاحات في هذين المجالين، إلا ان حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر.
هذه السلطة السياسية ستعيد إنتاج نفسها في الانتخابات النيابية إذا لم نبادر نحن المواطنون المتضررون الى محاسبتها في صناديق الاقتراع، وهذا متوقع ألا يحصل لأن التبعية في هذا البلد هي بالدرجة الأولى للزعيم ولو تسبب بجوع وفقر الناس. وعليه فإن ما اتبع من سياسات منذ التسعينات حتى اليوم لن يتغير، بل سيكون استمرارا لما سبق، وستكون الشهية أكبر للسيطرة والنهب والفساد خاصة وان الثروة المقبلة عائداتها كبيرة.