كتبت رنا اسطيح صحيفة “الجمهورية“:
ما بين الدراما التلفزيونية والأعمال السينمائية وخشبة المسرح، تتنوّع طبيعة الادوار التي تؤدّيها الممثلة اللبنانية تاتيانا مرعب التي تطلّ حالياً بأكثر من شخصية تمثيلية. فهي بطلة فيلمين سينمائيين دفعة واحدة: «ملّا علقة» و«ساعة ونص» اضافة الى أدوارها في مسلسل «كل الحب كل الغرام» ومشاركتها المستمرّة مع فريق «الكوميدي نايت» في مسرح الشانسونييه.
الكوميديا أصعب من التراجيديا
وتؤكّد النجمة اللبنانية في حوار خاص لـ «الجمهورية» أن لا فارق في حرفية الأداء بين دور كوميدي وآخر درامي بالنسبة لأيّ ّّّممثل، فهو يجسّد الشخصية بكل طاقته وأكبر قدر ممكن من الاقناع ولكنها تنوّه بصعوبة الكوميديا بشكل خاص، وتشرح: «بالتأكيد، يُقال إنّ من يمثل أدواراً كوميدية من الصعب أن يؤدي أدواراً تراجيدية، ولكنني أرى أنّ هذا الحكم خاطئ، وأعتبر أنّ من يلعب أدواراً كوميدية من السهل عليه أن يلعب أدواراً تراجيدية، فمن ينجح بإضحاك الناس يستطيع أن يبكيهم، لأنّ ابتكار إطار معيّن أكان موقفاً أو قصةً مؤثرين ممكنٌ من خلال النص والأداء، أما إضحاك الناس فليس بهذه السهولة لأنّ معايير اللعبة الكوميدية متشعّبة وليست سهلة أبداً. بالطبع ليس سهلاً التأثير في الناس وكسب تعاطفهم ولكنّ الأصعب هو إضحاكهم برأيي».
وتتوقف تاتيانا عند تجربتها بدور البطولة في فيلم «ساعة ونص» إلى جانب الممثل اللبناني عبّاس شاهين ومجموعة كبيرة من الممثلين من بينهم ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ، ﺃﺳﻌﺪ ﺭﺷﺪﺍﻥ، ﺃﻟﻴﻜﻮ ﺩﺍﻭﺩ، ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻷﻧﺪﺭﻱ، ﻣﺎﺭﻳﻨﺎﻝ ﺳﺮﻛﻴﺲ، ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ، ﺟﻮﺭﺝ ﺩﻳﺎﺏ، ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻨﺎ صوايا، وﺟﻤﺎﻝ ﺣﻤﺪﺍﻥ.
وتؤكّد: «فيلم «ساعة ونص» يتصدّر حالياً المراتب الأولى على شباك التذاكر في الصالات السينمائية اللبنانية. ونص كلوديا مارشليان في هذا الفيلم فعلاً رائع وقد نُفِّذ العمل بأعلى مستوى إن من ناحية الإنتاج لشركة NMPRO Arts أو الإخراج أو الموسيقى أو أسماء الممثلين المشاركين فيه، وجميعهم نجوم لهم مكانتهم الكبيرة ومشوارهم الزاخر. وما يحدث من مغامرات ومفارقات مع الشخصيتين الأساسيتين في العمل وهما «عباس» و»ريما» قد يحدث مع أيّ إنسان في أيّ زمان وأيّ مكان، والفيلم يجمع الكوميديا والتراجيديا في الوقت نفسه».
صعاب نواجهها جميعاً
وتضيف: «الموضوع الذي يتناوله الفيلم مضحك مبكٍ فقصة الفيلم تتمحور حول مهلة الساعة والنصف التي يملكها عباس وخطيبته ريما ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺷﻴﺮﺓ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ، حيث ينطلق ﻣﺸﻮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻭﻳﺮ، وﻋﻘﺒﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻕ محموم مع الوقت تتخلّله المغامرات والمفارقات الصعبة فيواجه الثنائي الصعاب نفسها التي قد يواجهها أيُّ مواطن من تسكير طرقات وحرق إطارات ورصاص طائش وإضرابات تشلّ البلد.
وقد قدّمنا كل هذه القضايا وغيرها بقالب كوميدي لتصل الرسالة بسلاسة، فأحياناً أكثر ما يضحك الإنسان هو نفسه أكثر ما يوجعه، وضحكاتنا في الفيلم عالية وكوميدية بامتياز ولكننا نضحك من أكثر الامور التي تقهرنا».
وتعترف: «كل عمل تمثيلي جديد يُشكّل إضافة بالنسبة لي، وقد عملت على دوري في «ساعة ونص» بجهد وفعلاً «من كلّ قلبي». والعمل مع المنتج والمخرج نديم مهنا مريح جداً، ومهني بشكل رائع فهو شخص محترف، منظّم ودقيق وهذا يجعل الممثل مرتاحاً بالعمل لأنّ جهوده تكون مركّزة حيثما يجب. ثم إنّ تصدّر الفيلم للمراتب الأولى منذ انطلاق عروضه في الصالات اللبنانية هو بحدّ ذاته دليل على نجاح وقيمة مضافة لي ولكل الممثلين المشاركين في هذا العمل».
وتقول ردّاً على السؤال: «بالطبع شبّاك التذاكر ليس وحده الدليل القاطع على النجاح، فآراء الناس مهمّة وآراء النقّاد أيضاً فالنقد الإيجابي مهم، وحتى النقد السلبي يفيد أحياناً إن كان بنّاءً. ومن الأمور المهمة جداً هي ردة فعل الناس الذين شاهدوا الفيلم، فخروجهم ضاحكين فرحين وتحدثهم عن الفيلم لأقاربهم وأصداقائهم يوسّع دائرة انتشاره ويجعل الجميع يرغب بمشاهدته».
انتظروني في رمضان!
وعن أعمالها المرتقبة تكشف: «قمت بتصوير مشاهدي في مسلسل «مجنون فيكي» الذي سيُعرض قريباً، كما أشارك بمسلسل سوري مُختلط سيُعرض في الموسم الرمضاني المقبل. ويحمل المسلسل اسم «ميادة وأولادها»، وهو من بطولة شكران مرتجى. كما أحضّر مع فريق «كوميدي نايت» حالياً لمسرحية جديدة، يبدأ عرضها في بداية نيسان المقبل، ونحن نعرض بالتوازي مسرحية «on the road» حالياً».