Site icon IMLebanon

لبنان “المأزوم” تحت تأثير أكثر من “جرس إنذارٍ”

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: لا صوت يعلو في بيروت فوق صوت… جرس الإنذار. هكذا في السياسة والمال والأمن وفي العلاقات مع المدى الخليجي. فدفعة واحدة «تجمهرتْ» عوامل توحي بأن الأوضاع في لبنان ليست على ما يرام وتؤشر الى مرحلةٍ من المصاعب موغلةٍ بالتأزم.

فرغم الانطباع السائد بأن «فتيل» الصراع الحدودي بين لبنان وإسرائيل لن يشعل حرباً، فإن المنطقة بأسْرها تترنّح فوق «فوهةِ» انفجارِ «برميل البارود» السوري، الذي لن ينجو لبنان من حممه في حال خرج الصراع بين «اللاعبين بالنار» عن السيطرة.

ولم يكن كافياً تثبيت موعد انعقاد مؤتمر «سيدر» لدعم الاستثمار في لبنان، الذي تستضيفه فرنسا في 6 ابريل المقبل، لضمان نجاح المؤتمر في حصْد مليارات تحتاجها بيروت، وخصوصاً في ضوء التردد السعودي – الاماراتي في مشاركةٍ وازنة لأسباب سياسية.

وبدا الاستعجال الحكومي لإنجاز موازنة الـ2018 ربْطاً بمؤتمر «سيدر 1» والاصلاحات التي يشترطها المجتمع الدولي كأنه استحضارٌ لخطر يحوط المالية العامة في ظلّ مؤشرات مُقْلِقة تتوالى التحذيرات في شأنها من ذوي الخبرة.

يحدث كل ذلك مع العدّ التنازلي لانتخابات نيابية في 6 مايو، قد تفضي الى برلمان ممْسوك من «حزب الله» عبر إحكام القبضة مع حلفائه على الثلث المعطّل، في اطار التحكّم بالتوازنات الداخلية وبالموقع الاقليمي للبنان.

وأفاد «حزب الله» من التسوية السياسية التي أدّت قبل عام ونصف عام إلى خلْطِ أوراقٍ تسببتْ بانهيار تحالف «14 آذار»، ما أتاح له تعزيز مكانته في المعادلة الداخلية بعد الإقليمية.

ولم يكن أدلّ على «ضيق صدر» السلطة المنضوية تحت سقف التسوية السياسية من إلغاء أحد فنادق بيروت تحت وطأة ضغط سياسي – أمني اجتماع «المؤتمر العام» الذي كانت دعت إليه حركة «المبادرة الوطنية» لإعلان انطلاقتها اليوم، حسب بيان صدر عنها أمس.

و«المبادرة الوطنية» حركة معارِضة سياسية عابِرة للطوائف يقودها المنسق السابق للامانة العامة لـ «14 آذار» فارس سعيد ورضوان السيّد وترفع لواء مناهضة المسار الذي سلكتْه البلاد منذ التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وأعادتْ الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، معتبرة ان هذه التسوية وما تلاها عبّر عن «استسلام» لـ «حزب الله» والمحور الذي ينتمي اليه وعن خروج على الشرعية العربية والدولية وعلى اتفاق الطائف.

وكان من المقرَّر ان تعلن «المبادرة» وثيقتها السياسية وتنتخب هيئتها التنفيذية، وهو ما تم إرجاؤه واستعيض عنه بمؤتمر صحافي يعقده اليوم سعيْد (مرشح الى الانتخابات النيابية في جبيل) والسيدّ في مكتب الأول في الأشرفية. علماً ان سعيْد كشف انه تلقى اتصالاً «من مدير فندق monroe روي غاريوس وأبلغني ان ادارة الفندق الغت مؤتمر المبادرة الوطنية لأسباب أمنية»، ليضيف: «عاد النظام الأمني».

وفي غمرة ذلك، تشخص الأنظار الى الحركة الخارجية المرتقبة للحريري في سياق استنهاض الدعم العربي – الخليجي للبنان وترجمته في المؤتمرات الدولية الثلاث المقررة في روما منتصف مارس وباريس في 6 ابريل وبروكسيل اواخر الشهر نفسه، وسط انشداد الأنظار الى ترجيح ان تشمل جولة الحريري، السعودية التي ستكون زيارته المرتقبة لها الأولى منذ إعلانه استقالة ملتبسة منها في 4 نوفمبر تراجَع عنها مع عودته الى بيروت في 22 من الشهر نفسه، وسط انطباعاتٍ عن فتور في علاقة الحريري بالمملكة التي سبق ان أعلنتْ ما يشبه «طفح الكيل» من أدوار «حزب الله» الخارجية و«هيمنته» على القرار اللبناني.

ويترافق ترقُّب بدء الحريري حركته في اتجاه الخارج مع معلوماتٍ عن زيارة لبيروت ينوي القيام بها موفد سعودي مكلّف الملف اللبناني يتردّد انه نزار العلولا، في خطوة تتم قراءتها على انها بمثابة إعلان عودة الرياض الى الاهتمام بالوضع اللبناني عشية الانتخابات خصوصاً في سياق عدم «ترْك الساحة» بالكامل للمحور الإيراني.

ورغم الكلام الكثير عن زيارة الموفد السعودي التي حُددتْ لها أربعة مواعيد من دون ان تحصل، فإن موعداً جديداً ضُرب لهذه المحطة اليوم وسط شكوك بإمكان حصولها في ظلّ مناخٍ يشي بأن لبنان لم يعد من أولويات السعودية أو على جدول أعمالها، وهو ما ستحسمه الساعات المقبلة وحضور الموفد الى بيروت أو عدمه.