بعدما كثرت الأخبار المركبة والمفخخة حول حقيقة موقف رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض من التحالفات الانتخابية، حصل موقع IMLebanon على تفاصيل المفاوضات التي أجراها معوض مع مختلف الأطراف السياسية، هذه المفاوضات الانتخابية التي يقاربها معوض ضمن حدين: الأول هو أن أي تحالف انتخابي لا يجب أن يمس بجوهر ثوابته السياسية إن لجهة العناوين السيادية أو إعادة التوازن إلى الشراكة الوطنية أو ضرورة الإصلاح. والثاني هو ضمان نجاح المعارضة السيادية في زغرتا الزاوية في الوصول إلى المجلس النيابي وعدم السماح بالتضحية بها كما حصل سابقاً.
خلاف مع القوات حول الصوت التفضيلي
مع “القوات اللبنانية” تستمر المفاوضات بشكل مباشر بين معوض والدكتور سمير جعجع بحضور النائب فادي كرم والدكتورة شانتال سركيس، وسط خلاف جوهري يتعلق بالصوت التفضيلي، إذ يصر معوض على حصر الصوت التفضيلي في قضاء زغرتا به شخصياً في مقابل الحاصل الانتخابي الذي يزيده على اللائحة القواتية التي ستحصل على 3 نواب من دونه و4 نواب معه.
في المقابل فإن “القوات” كانت طرحت ترشيح حزبي إلى جانب معوض، ما يحرم الأخير من الأصوات التفضيلية القواتية بهدف محاولة الاستفادة من زيادة الحاصل الانتخابي بانضمام معوض لتمرير المرشح القواتي في البترون، وخصوصاً أن لا أمل لأي مرشح قواتي في زغرتا بالفوز أيا تكن الحسابات الانتخابية. وفي حال خسارة معوض فإن ذلك سيعني سقوط المعارضة السيادية في زغرتا بوجه النائب سليمان فرنجية. ولذلك تبقى المفاوضات معلقة عند هذه النقطة في ظل رفض معوض ترشيح أي مرشح يفتت الصوت التفضيلي في زغرتا الزاوية ويضعه في دائرة الخطر، وذلك للأسباب المذكورة.
مع “التيار” شروط سيادية واستقلالية
في موازاة المفاوضات مع “القوات” جرت مفاوضات مع “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل عرض فيها باسيل رغبته في أن ينضم معوض الى لائحة ائتلافية برئاسة باسيل. وكان نقاش جوهري أكد فيه معوض رفضه القاطع أن يؤدي أي تحالف انتخابي إلى أي مساومة حول ثوابته السيادية وموقفه الرافض لسلاح “حزب الله” وأي سلاح خارج الشرعية وأي دفاع عنه، كما شدد على موقفه من نظام الأسد في سوريا ورفضه لجر لبنان إلى محور معادي للشرعيتين العربية والدولية.
كما أكد معوض أن دعمه للعهد لا يمكن أن يكون على حساب خصوصيته وعلاقاته السياسية. وأكد باسيل تفهمه موقف معوض وحرصه على حرية مواقفه وحركته بشكل كلي. وفي حين طلب باسيل من معوض أن يكون ضمن تكتل داعم للعهد، أكد معوض أنه كان من اليوم الأول مؤيدا لمصالحة معراب ولانتخاب الرئيس ميشال عون ولعهده ضمن إطار الحرص على الشراكة الوطنية، وبالتالي فإن موقفه لن يتغير في هذا الإطار. وتستمر الاتصالات والمفاوضات بين باسيل ومعوض.
ومفاوضات مع “الكتائب”
وعلم موقع IMLebanon أن مفاوضات جرت وتجري أيضاً بين معوض ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، وعقد أكثر من لقاء بينهما، إضافة إلى لقاءات مع النائب سامر سعادة تم فيها النقاش بشكل تفصيلي حول الانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثالثة، ولا تزال الاتصالات مستمرة بين الطرفين.
وفي حين تؤكد مصادر مقربة من معوض أن كل الاتصالات مستمرة مع مختلف الأطراف، تماما كما تفعل كل الأطراف السياسية من دون استثناء، جزمت بأن معوض يبقي كل خياراته مفتوحة ولن يحسم قراره قبل عودته من سفر إلى الخارج نهاية الأسبوع المقبل، وأن كل التسريبات والإشاعات من كل الاتجاهات التي تجري في عدد من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد.