كتبت صحيفة “الأخبار”: عند البحث عن أسماء المرشحين السنّة الى الانتخابات النيابية في محافظة عكار، تتجه البوصلة بداية الى آل المرعبي الذين يصرّ البعض على تسميتهم بـ«المراعبة» أو «البكوات». كثرة المرشحين ضمن العائلة الواحدة وكثرة الشائعات طغت على ما عداها من أسماء؛ فالعقدة الأكبر لدى تيار المستقبل تتمثل في آل المرعبي وما ينضوي تحت هذه العائلة من أفخاذ وأجباب.
يصعب إرضاء «البكوات» بسبب الانقسامات والخلافات الكبيرة وتعدد الزعامات. لم يتوحد المراعبة يوماً، بالرغم من تأسيس «الجامعة المرعبية» عام 2005، والتي تضم عدداً منهم، بل تجذّرت الانقسامات واستفحلت.
الاجتماعات المتتالية والمفتوحة أفضت قبل يومين، بحسب الأمين العام لـ«الجامعة المرعبية»، وهيب جواد المرعبي، إلى تبنّي ترشيح المحامي وسيم غاندي المرعبي والنائب السابق مصطفى هاشم المرعبي. الأسماء قد حسمت، إلا أن الترشيحات هي بحسب التحالفات التي يتولاها رئيس الجامعة، رجل الأعمال غسان المرعبي.
وعلمت «الأخبار» أن الاختيار وقع على هذين الاسمين، لقطع الطريق على الرئيس سعد الحريري وعدم ترك أي حجة لتبنّي مرشح آخر، فتم اختيار الشاب وسيم المرعبي من منطقة الجومة وهاشم المرعبي من ساحل القيطع.
وأفادت المصادر بأن اجتماعات عقدت بين الرئيس الحريري وغسان المرعبي، إلا أنه تعذر الاتفاق بسبب رغبة الحريري ترشيح عضو المكتب السياسي طارق المرعبي (نجل النائب السابق طلال المرعبي). عدم الاتفاق لا يعني القطيعة، لأن غسان المرعبي لا يمكنه التفاوض ودعم أي لائحة ضد لائحة الحريري، بالرغم من سعي اللواء أشرف ريفي إلى التنسيق معه.
هناك لغط كبير حول حجم المراعبة في عكار وقوتهم الانتخابية، مع الاشارة الى أن النظام الانتخابي النسبي وفق الصوت التفضيلي سوف يزيد الوضع تعقيداً، لأن الناخب سيكون ملزماً هذه المرة باختيار مرعبي واحد فقط، وهو ما يضيف إلى خسائر المستقبل العامة خسائر مباشرة.
يتوزع المراعبة على عائلات: المرعبي، مرعب، اليوسف، القدرو، آل عثمان، آل صالح، الرشيد، الشريف، درباس، عبد القادر، العلي، آل نجيب.
أكبر تجمع للمراعبة هو في بلدة البيرة (900 مقترع من المراعبة صوّتوا في انتخابات البلدية في عام 2016)، ببنين، حلبا، البرج، العيون، بزبينا، عين يعقوب، عيات، عيون الغزلان، العبودية، سعدين ودارين. عددهم على لوائح الشطب كان يُقدّر بـ10 آلاف ناخب، لكنّ عدداً كبيراً منهم موجود في الاغتراب. كذلك فإن ما يقارب 3 آلاف نسمة نقلوا سجلاتهم الى طرابلس.
العقبات التي تواجه توافق المراعبة وتؤثر سلباً على تيار المستقبل هي تعدّد المرجعيات:
ــ «الجامعة المرعبية» التي يترأسها رجل الأعمال غسان المرعبي، وهو يعتبر أحد أبرز المتموّلين اللبنانيين، والذي تبنّى في عام 2009 ترشيح النائب معين المرعبي، لكن علاقتهما ساءت عقب الحرب في سوريا وموقف نائب المستقبل منها، الأمر الذي اعتبره غسان المرعبي مُحرجاً له بسبب أعماله واستثماراته.
ــ النائب والوزير معين المرعبي، الذي تمكن عقب انتخابه نائباً للمرة الأولى في عام 2009 من رفع رصيد المستقبل في عكار، إن بسبب مواقفه السياسية والشعبوية، أو ربطاً بتنسيقه المباشر مع البلديات والاتحادات ومتابعته لعدد من المشاريع في المنطقة. لكن عضو كتلة المستقبل لا يزال مصرّاً على عدم الترشح مجدداً، حتى الآن.
ــ الدكتور سعود اليوسف المرعبي (أكبر مستثمر في عكار) الذي ينطلق من مؤسسته الاستشفائية التي تضم ما يقارب 400 موظف، وهو تمكن في كل انتخابات من الاستحواذ على ثقة عدد كبير من المراعبة. وبالرغم من أن اليوسف لم يحسم خياره بالترشح للانتخابات المرتقبة، إلا أنه يشكل قوة تجييرية لا يستهان بها.
ــ النائب السابق طلال المرعبي، الذي يبدو مصرّاً على الترشح للانتخابات، إلا في حال تبنّى «المستقبل» ترشيح نجله عضو المكتب السياسي للتيار الأزرق طارق المرعبي. فهو لن يغامر في أي حال بإغلاق بيته السياسي والعزوف عن الترشح، خصوصاً أنه لم ينقطع عن قاعدته الشعبية، بالرغم من كونه خارج السلطة منذ عام 2005. لذلك يدرس طلال المرعبي خياراته جيداً، كذلك فإن قنوات الاتصال مفتوحة بينه وبين الحريري، كما سائر القوى السياسية.
ــ النائب السابق مصطفى هاشم، والذي انضم إلى نواب المستقبل في عام 2005، وتم استبداله بالنائب خالد الضاهر في عام 2009 بعد تراجع شعبيته بشكل لافت. خروج الضاهر من تيار المستقبل لم يرفع من رصيد هاشم، إذ تُظهر جميع الإحصاءات تراجع شعبيته لمصلحة تمدّد حضور طلال المرعبي في مختلف بلدات ساحل القيطع، وتحديداً في ببنين وبرقايل.
ــ اللواء المتقاعد عدنان المرعبي وخالد عبود المرعبي، والاثنان من بلدة البيرة ومتمسّكان بالترشح للمقعد النيابي على لائحة الحريري.
ــ عقدة المرشح المرعبي الذي سوف ينضم الى لائحة الوزير السابق أشرف ريفي، إذ تشير المعطيات الى تبنّي ترشيح المحامي هاني المرعبي.