اذا كانت روسيا لا تنفكّ، منذ لحظة اقرار مجلس الامن الدولي قرار وقف اطلاق النار في سوريا السبت الماضي، توجّه الى الفصائل المعارضة الموجودة في الغوطة الشرقية، اتهاماتٍ بخرق الهدنة وباستخدام المدنيين دروعا بشرية وبمنعهم من الخروج من المدينة المحاصرة وبقصف المعابر الانسانية، فإن “مزاعم” موسكو هذه، يبدو لا تقنع المجتمع الدولي بأسره، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
وفي هذا الاطار، سُجل اليوم اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي دونالد ترامب، اتفقا خلاله على العمل معا لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا وحثا روسيا على ممارسة نفوذها على دمشق.
وفي السياق عينه، كان تفاهمٌ مماثل بين ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اللذين أجمعا في اتصال هاتفي أمس، على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي.
ورأي المصادر، بات الملف السوري برمّته جزءا من حملة الرئيس الروسي الانتخابية، وسيستخدمه بقوة امام الرأي العام الروسي، مظهرا مدى قدرته على التحكم بتفاصيله، ومسلطا الضوء على الجوانب الايجابية للمشاركة العسكرية الروسية في الحرب.
وعليه، لا تتوقع المصادر ان تتحرك المياه في قنوات التسوية السياسية المنتظرة للنزاع السوري قبل انتهاء فصول الاستحقاق الرئاسي الروسي، المقرر في 18 آذار الحالي، مرجّحة ان يستمر، في الوقت الفاصل عن التاريخ المذكور، شد الحبال في الميدان السوري وتبادل الاتهامات بين القوى السورية والاقليمية والدولية بخرق قرار وقف النار، على امل ان تنتعش مجددا الاتصالات لاحياء المفاوضات، بين موسكو وواشنطن، في الفترة المقبلة، حقنًا للدماء في سوريا، تختم المصادر.