كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: مع «السيلفي» التي جمعتْ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والسفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان، اكتملتْ صورة الصفحة الجديدة في علاقة زعيم «تيار المستقبل» بالسعودية والطيّ الكامل لمرحلة أزمة الاستقالة الملتبسة التي كان أعلنها من المملكة في نوفمبر الماضي، بالتوازي مع معاودة وضْع العلاقات بين بيروت والرياض على خط التطبيع.
واختصرتْ «السيلفي» الثلاثية التي نشرها الحريري على صفحته على «تويتر» وأرفقها بتعليق: «مع ولي عهد خادم الحرمين الشريفين، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية، الأمير خالد بن سلمان في الرياض»، طبيعة اللقاء الليلي الذي عقده رئيس الحكومة مع ولي العهد السعودي والذي استمرّ حتى الفجر، وتوّج الزيارة الأولى التي قام بها الحريري للرياض منذ مرحلة الاستقالة التي عاد عنها من بيروت وما رافقها من أزمة صامتة بينه وبين المملكة التي كانت حمّلت لبنان الرسمي مسؤولية «انفلات» الأدوار العسكرية والأمنية لـ «حزب الله» في ساحات المنطقة كـ «رأس حربة» للمشروع الإيراني.
ورغم عدم صدور أي مواقف رسمية حول طبيعة محادثات الحريري مع ولي العهد السعودي والتي حضرها شقيقه سفير المملكة في واشنطن، فإن معالم «السيلفي» عكستْ جواً ودّياً وعائلياً ومريحاً ساد اللقاء الذي بدا أنه جاء بعيداً عن البروتوكول، على عكس الاجتماع الذي أحيط بحفاوة بالغة والذي خصّ به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس الوزراء اللبناني الذي كان وصل الى المملكة يوم الأربعاء الماضي بناء على دعوة رسمية من الرياض نقلها إليه موفد الديوان الملكي نزار العلولا والوزير المفوّض وليد البخاري.
وأكدت محادثات الحريري مع محمد بن سلمان والرمزية الكبيرة على أكثر من مستوى التي اكتسبها حضور خالد بن سلمان، أن الرياض أطلقتْ إشارة قوية إلى استعادة علاقتها بزعيم «تيار المستقبل» كحليفٍ رئيسي ونقطة ارتكاز للتوازن الاقليمي في الساحة الداخلية بوجه «حزب الله» وامتداده الإيراني، وإن مع تَفهُّم لخيار رئيس الحكومة القائم على أولوية الاستقرار وتفادي صِداماتٍ تضع البلاد في «عين العواصف» الخارجية.
ومع «اكتمال نصاب» محادثات الحريري في المملكة، يسود انتظار لترجمة مفاعيلها محلياً وتحديداً على صعيد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان وحجم المساهمة السعودية والخليجية في إنجاحها باعتبار أنها تصبّ في رصيد رئيس الحكومة، كما على صعيد الانتخابات النيابية وتحديداً التحالفات التي ستحكمها وسط انطباعٍ بأن تيار «المستقبل» سيخوص غالبية المعارك بلوائح «زرقاء» (لون التيار)، أي بلا تحالفاتٍ، باستثناء بعض المناطق التي يمكن أن تشهد تحالفاتٍ موْضعية سواء مع «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) أو «القوات اللبنانية». علماً انه يتوقع أن يعلن الحريري هذا الأسبوع أسماء مرشحيه في احتفالية قد تتحوّل مهرجاناً انتخابياً شعبياً.
وفي موازاة ذلك، نُقل عن أوساط سياسية مطّلعة ان الوفد السعودي الذي كان زار بيروت وضمّ نزار العلولا والبخاري سيعود الى بيروت لاستكمال جولة لقاءاته التي تؤكد «عودة» المملكة الى لبنان، فيما لم تستبعد «وكالة الأنباء المركزية» ان يترأس الوفد وزير الخارجية عادل الجبير على أن يزور بكركي حاملاً رسالة ملكية الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.