اما وقد عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من المملكة العربية السعودية بعد ستة ايام امضاها في الرياض التقى خلالها كلاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين، فإن الاهتمامات منصبّة راهنا على كيفية ترجمة نتائج المحادثات ومفاعيلها على لبنان عموما وتيار المستقبل في شكل خاص لا سيما علاقاته السياسية وتحالفاته الانتخابية عشية استحقاق 6 ايار، ما دامت حصيلة الزيارة لن تتظهر في المواقف حكما بل في خطوات واجراءات عملية يفترض الا تشهد تأخيرا.
واذا كانت زيارته للرئيس فؤاد السنيورة والتمني عليه المضي في ترشحه، شكلت اول غيث هذه النتائج، لا سيما انه توجه مباشرة من المطار الى بلس، في خطوة يقرأ فيها تمن سعودي بتوجيه تحية حريرية الى رئيس الكتلة “المستقبلية” الذي اعلن اليوم عزوفه عن الترشح للانتخابات، بعد ما تردد ان شوائب اعترت علاقة الرئيسين منذ التسوية الرئاسية، وهي سهلة نسبيا للحريري قياسا بخطوات اخرى قد لا يكون في امكانه تنفيذها راهنا نظرا للاحراج الممكن ان تتسبب به، فإن ثاني الاشارات المرتقبة في هذا السياق، كما تتوقع اوساط سياسية عبر “المركزية” يفترض ان تصدر في اتجاه معراب التي توفد في الثامنة مساء اليوم الى السراي وزير الاعلام في زيارة ادرجتها مصادر قواتية في اطار استكمال المباحثات الانتخابية التي عُلقت نتيجة سفر الحريري على ان تتوضح في ضوئها معالم ولو جزئية من نتائج الزيارة الى المملكة ليبنى في ضوئها على الشييء مقتضاه، ان في الموقف السياسي او في التحالفات الانتخابية. واذ تؤكد ان لا اشارة محددة في اتجاه زعيم معراب، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حتى الساعة، تلفت الى ترقب ما قد يصدر في هذا الاتجاه ان باتصال هاتفي بين بيت الوسط ومعراب او بلقاء يجمع الحريري- جعجع، يضع حدا لحقبة توتر العلاقات التي سادت بين حليفي الامس جراء ازمة استقالة الحريري في 4 تشرين الثاني الماضي وما سبقها وتلاها من مواقف واتهامات مستقبلية للقوات.
ووسط حرص على مراعاة الامنيات السعودية المنبثقة من رحم الحرص على مشروع قيام الدولة القوية التي يمثلها ارباب التيار السيادي وتجنب توظيفها من البعض على انها املاءات من ضمن اجندة سعودية يفترض على رئيس حكومة لبنان ان ينفذها، يسير الحريري، كما تقول المصادر بتأن كبير، ضمن هامش اللعبة السياسية فيسعى من جهة لاعادة وصل ما انقطع مع حلفاء الامس في فريق 14 اذار الذي لم تظهر بعد اي ملامح لامكان احياء الذكرى السنوية للمناسبة الوطنية هذا العام، باستثناء تحديدها من معراب موعدا لحفل اعلان مرشحي الحزب وبرنامجه الانتخابي في مسرح “بلاتيا” في ساحل علما برعاية وحضور جعجع، ومن جهة ثانية لعدم العودة الى زمن الاصطفافات بين 8 و14 حفاظا على التوازن والاستقرار السياسيين والامنيين، وما بينهما البقاء في المرصاد لمشروع حزب الله التمددي ومنع اي محاولة قد يقوم بها متحديا الدولة وعمقها العربي والخليجي والسعودي.