اشارت صحيفة “اللواء” الى ما يُمكن وصفه بفراق وافتراق، انتخابي بين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وحزب الله، على خلفية فشل المفاوضات حول أكثر من دائرة، والتي اندلعت شرارتها من دائرة كسروان- جبيل، بعدما رشح الحزب الشيخ حسين زعيتر مسؤول حزب الله في جبل لبنان والشمال، الأمر الذي لم يهضمه التيار العوني ممثلا بباسيل، ونائب التيار الحالي سيمون أبي رميا، حيث قال رئيس التيار في لاسا (قضاء جبيل): عندما نكون أقوياء لا أحد يفرض علينا مرشحاً.
وكانت المعلومات اشارت إلى ان الحزب ربط منذ اللحظة الأولى ضم زعيتر إلى لائحة العميد المتقاعد شامل روكز، بأنه يوفّر للتيار الوطني الحر الفرصة لتسمية مرشّح في دائرة بعلبك – الهرمل، أو الإبقاء على النائب الحالي اميل رحمة.
وإذا كان الحزب لا يعتبر نفسه معنياً مباشرة بدائرة صيدا- جزّين (متروكة للرئيس نبيه بري)، فإن الفراق الانتخابي مرشّح ليشمل غالبية الدوائر في جبل لبنان وصولاً إلى بعلبك- الهرمل، وزحلة والبقاع الغربي.
وأول معطيات الصدام الانتخابي أو التنافس وجهاً لوجه، ما نقله قيادي في حزب الله، بأن لدى الحزب توجهاً برد الصاع صاعين لباسيل وذلك بتشكيل لائحة مستقلة في كسروان- جبيل وترشح النائب السابق طارق حبشي عن دائرة بعلبك- الهرمل.
وكانت معلومات خاصة بـ«اللواء»، كشفت ان حزب الله قرّر خوض الانتخابات ضد التيار في دائرة جبيل- كسروان، بتشكيل لائحة انتخابية مستقلة من شخصيات مسيحية- وازنة، قد يعلن عن اسمائهم اليوم، وكذلك تعميم هذا الافتراق في دائرة بعبدا وبعلبك- الهرمل، حيث حسم الحزب قراره بترشيح النائب السابق طارق حبشي عن المقعد الماروني الشاغر على لائحة الثنائي الشيعي.
وأكّد قيادي بارز في الحزب انه بتكليف مباشر من أمينه العام السيّد حسن نصر الله، حسم قراره بعدم التحالف نهائيا مع التيار الوطني الحر في أية دائرة انتخابية، بما في ذلك دائرة بعبدا، حيث المحسوم وفقا للقيادي توجه الحزب إلى تشكيل لائحة مستقلة بالتحالف مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي لم يُقرّر بعد تحالفاته لا في بعبدا ولا في الشوف وعاليه، في ظل فتور «عوني» للتحالف معه في الشوف.
واللافت، وفقا لهذا القيادي، ان رئيس التيار العوني الوزير جبران باسيل، هو المسؤول عن فشل المفاوضات مع الحزب على المقعد الشيعي في جبيل، ما دفع بباسيل للرد على الحزب من دون ان يسميه بقوله خلال جولته أمس في قرى قضاء جبيل: “اننا نحترم تمثيل الآخرين في مناطقهم ولا نضع يدنا على مقاعدهم»، في إشارة مباشرة لترشيح الحزب الشيخ حسين زعيتر، في جبيل، مضيفا بأن هذا ليس حساب مقاعد بل حساب شراكة وطنية تقوم على الاحترام وفهم الآخر”.