تطرق الوزير جبران باسيل في برنامج تلفزيوني (بث على محطة MTV، إلى موضوع علاقته مع الرئيس نبيه بري، متمسكا بما قاله عن الرئيس بري (البلطجي)، ولكنه أسف لأن يخرج كلامه الى الإعلام، وبما ألمح إليه تكرارا عن الفساد وعن خلاف مع حزب الله بشأن عملية إعادة بناء الدولة، لأن الحزب يدعم مجموعة الفساد، ومتهما بالاسم وزير المال علي حسن خليل بعرقلة تمويل مشروع دير عمار، ما أدى الى فشل خطة تأمين الكهرباء.
وعندما سئل باسيل إذا كان سيزور عين التينة، أجاب: انه مقر رسمي وليست ملكا لشخص ويأتي يوم وسنزورها بالتأكيد.
وتؤكد المعلومات أن الرئيس عون جس نبض بري بالنسبة للدخول على خط تلطيف الأجواء بينه وبين باسيل، إلا أن بري تمسك بموقفه الرافض لمصالحة باسيل الذي رفض بدوره تقديم أي اعتذار علني يوازي ما اعتبره بري ومناصروه إساءة لشخصه. وهذا الأمر طالب به باسيل كذلك عندما هاجم مناصرو بري مركز التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي في سن الفيل.
وبعد مرور أكثر من شهر على بدء علاقة التشنج بين الرجلين قرر باسيل عدم العودة الى الوراء وعدم التقدم الى الأمام، فاتخذ قرار إسدال الستارة عما يتبقى من خلافات بينه وبين بري، بالتي هي أحسن، لاسيما قبل الانتخابات النيابية. ومن أبرز هذه الخلافات: نية باسيل دمج المديرية العامة للمغتربين بدائرة الشؤون الاغترابية في الوزارة، في الوقت الذي يطمح فيه الرئيس بري الى إعادة إحياء وزارة المغتربين التي ألحقت بوزارة الخارجية وشكلت إحدى مديرياتها الـ ١٢. والصراع هنا قائم، بحسب العارفين، على إرادة باسيل باستكمال مؤتمرات الطاقة الاغترابية التي عقدها طوال السنوات الماضية وهو على رأس وزارة الخارجية والمغتربين أي منذ العام.
فبعد مغادرته وزارة الخارجية والمغتربين بعد الانتخابات المقبلة، وعدم عودته إليها، ينوي باسيل أن يبقى ممسكا بشؤون اللبنانيين المغتربين. أما كيف؟ فعن طريق جمعية «الطاقة الاغترابية اللبنانية» الـ LDE التابعة له والتي تعنى منذ سنوات بتنظيم هذه المؤتمرات في الداخل والخارج.
في الوقت نفسه، يود الرئيس بري استعادة ما يعتبره حقا أو ملكا له منذ تعيين هيثم جمعة مديرا عاما للمغتربين وحتى إحالته الى التقاعد في الأول من أكتوبر الماضي. فالجميع يعلم أن الرئيس بري رفع في مطلع الثمانينات شعار «لبنان لن يحلق إلا بجناحيه المقيم والمغترب»، وقد عمل بالفعل لا بالقول طوال السنوات الماضية على قيادة الحملة للاستثمار في موارد لبنان البشرية المقيمة والمنتشرة، توصلا الى إنشاء وزارة للمغتربين التي ألحقت فيما بعد بوزارة الخارجية. ويجد بري أن باسيل ينزع منه اليوم كل ما عمل عليه في السابق.
كما أن الخلاف بين الرجلين يقوم على خلفية التعيينات الإدارية، التي كان يقوم بها الرئيس بري عن طريق وزراء الخارجية المتعاقبين على هذه الوزارة من الطائفة الشيعية والمحسوبين على حركة «أمل». في الوقت الذي لا ينوي فيه باسيل مراضاة بري من خلال تعيين سفير على رأس المديرية التي يختارها بري.