IMLebanon

3 تعديلات ضرورية لمناعة قويّة

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
صحيح أنّ موسم الإنفلونزا كان سيّئاً جداً، لكن هناك مشكلات صحّية أخرى تهدّد الحياة طوال العام كأمراض القلب، والسكري، والسرطان، والخرف، والألزهايمر. وصحيح أيضاً أنّ هذه الأمراض مُخيفة جداً ولا يمكن الاستهتار بها، إنما من المحتمَل تجنّبها. ولكن كيف؟

ابتكر الخبراء أخيراً خطّة لتعزيز الجهاز المناعي وبالتالي تحصين الصحّة ضدّ أيّ مرض. لا شكّ في أنّ المناعة تُعتبر جانباً مهمّاً من الصحّة لا يمكن غضّ النظر عنه، خصوصاً أنّ العقاقير لا تستطيع التطور بالسرعة ذاتها لتغيّر الفيروسات. لذلك يبقى الحلّ الأمثل تحسين أجهزة الجسم من خلال الإهتمام أكثر بتعزيز المناعة.

في ما يلي 3 تعديلات على نمط الحياة يمكن اعتمادها بدءاً من اليوم لمناعة أقوى:

1- تعديل القهوة

تحظى القهوة أحياناً بسُمعة سيّئة، لكنها في الواقع أساسية عندما يتعلّق الأمر بمحاربة الإلتهاب بفضل احتوائها أطناناً من مواد «البوليفينول» التي تساعد الجسم على ضمان أداء أيضي صحّي، وبالتالي معالجة أيّ شيء يدخل إليه والوقاية من الإلتهاب.

يُذكر أنّ الإلتهاب المُزمن يدمّر الجهاز المناعي، لذلك لا تتخلّصوا من القهوة إنما انتبهوا إلى ما تضعونه فيها. بدلاً من اللجوء إلى الكريما والسكر، أضيفوا مكوّنات أخرى مُحلِّية وفي الوقت نفسه تتميّز بآثارها المدعِّمة للمناعة. على سبيل المثال، يستطيع الشوكولا الأسود القيام بهذه المهمّة من خلال منح هذا المشروب مذاقاً لذيذاً يؤمّن مزيداً من الخصائص المضادة للأكسدة.

كذلك يمكن للقرفة والقرنفل معالجة أوجاع المعدة، والغثيان، وإلتهاب الفم أو الحلق، علماً أنكم بحاجة فقط إلى كمية ضئيلة جداً للحصول على نكهة ممتعة في القهوة. أظهرت مجموعة دراسات أنّ القرفة تستطيع أيضاً محاربة الألزهايمر.

2- تزامن الإيقاع البيولوجي

من المهمّ جداً جعل الجسم يعتاد على روتين معيّن من أجل مناعة قويّة. ما تفعلونه خلال اليوم يؤثر بشكل ملحوظ في ما يحدث عند النوم مساء. إذا كنتم تجلسون طوال اليوم وحركتكم تكون شبه معدومة، فمن المرجّح أن يمنعكم ذلك من النوم ليلاً. وبذلك ستدخلون حلقة مفرغة من التعب في اليوم التالي، مع طاقة منخفضة، وشعور بغياب التحفيز لإتمام المهام اليومية.

لحسن الحظ أنّ هناك مجموعة خطوات يمكن الإستعانة بها لتزامن الإيقاع البيولوجي بشكل صحيح:

– الوقوف لبضع دقائق كل ساعة، الأمر الذي سيضمن سلامة قوّة العضلات ويعزّز تدفّق الدم.

– المشي خلال دوام العمل. لا يهمّ إلى أيّ مكان ستتوجّهون، إنما الحركة هي الأساس. تساعد الرياضة على إزالة اللوحة في الدماغ المسبِّبة للألزهايمر، كما أنها تساهم في ملء خلايا عصبية جديدة فيه.

– توفير الراحة للجسم والدماغ. من المهمّ جداً الابتعاد قليلاً من الأعمال والضغوط اليومية، ما يمنح العقل فرصةً للإستراحة واستعادة التوازن الداخلي. شغّلوا المنبّه على هاتفكم لتتذكّروا بتخصيص بعض الوقت للخروج من اللحظة الحالية.

– جعل النوم ضمن أولوياتكم. الإلتزام بجدول نوم ثابت هو مفتاح الحفاظ على سلامة الإيقاع البيولوجي. النوم الجيّد يسمح للدماغ بالتخلّص من السموم المتراكمة فيه والتي رُبطت بداء الألزهايمر. أثناء النوم العميق، يتمّ أيضاً توطيد كل ما تمّ تعلّمه خلال اليوم. من دون ساعات جيدة من النوم، يمكن للدماغ والجسم على حدّ سواء التعرّض للضرر.

3- الإستعانة بـ«كبسولة الوقت»

وجدت دراسة أخيرة أنّ المشاركين الذين تذكّروا اللحظات السعيدة التي عاشوها في الماضي تمكّنوا من العيش وكأنهم أصغر بـ20 عاماً. خلُصت النتائج إلى أنّ الإنسان يستطيع إبقاء جسمه وعقله أصغر من خلال تغيير طريقة تفكيره، ما يحسّن قدراته العقلية، ومرونته، ونظره.

إنطلاقاً من هذه المعطيات، أوصى الخبراء كل شخص بإجراء اختبار «كبسولة الوقت» الخاصّ به في المنزل من خلال تذكّر كيف كان في صغره ومن ثمّ ملاحظة المشاعر التي ستظهر. تغيير العقلية يساعد على كسب مزيد من الطاقة، وعيش نمط حياة أكثر نشاطاً وصحّة، وتعزيز المناعة. لذلك لا تدعوا عمركم الزمني يدهور عافيتكم!