Site icon IMLebanon

هل اقتربت عودة السياح والمستثمرين العرب؟

يبدو ان العلاقات اللبنانية – الخليجية آخذة في التحسن تدريجيا وقد سلكت مسارا ايجابيا منذ وطأت قدما المستشار في الديوان الملكي الموفد السعودي نزار العلولا، مَدرج مطار رفيق الحريري الدولي أواخر شهر شباط الماضي.

فبعد ان حمل الاخير الى رئيس الحكومة سعد الحريري دعوة لزيارة الرياض، سرعان ان لبّاها، في محطة أشّرت بقوة الى فتح صفحة جديدة “نقيّة” بين الدولتين، زار سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي أمس السراي، كاشفا بعد لقائه الحريري أنه قدّم اليه “دعوة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم ولاية دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمشاركة في “الدورة السابعة عشرة لمنتدى الاعلام العربي” التي ستعقد في الثالث والرابع من نيسان المقبل في دبي.

ولم يكتف الدبلوماسي الاماراتي بنقل الدعوة، بل حرص على التأكيد ان زيارة الرئيس الحريري الى الرياض كانت ناجحة على الاصعدة كافة، وان “الرياض وابو ظبي تقفان دائما الى جانب الرئيس الحريري الذي يكّن كل احترام وتقدير للدعم الخليجي”، متمنيا له التوفيق في الانتخابات القادمة، ما يدل بحسب مصادر سياسية مطّلعة الى ان العلاقة الحريرية – الخليجية عادت الى ما قبل مطب “استقالة الرئيس من الرياض”.

غير ان مواقف الشامسي حملت ايضا علامات واضحة الى استعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية عموما، صفاءها، حيث شدد على ان “الامارات ستشارك في مؤتمر”سادر” ومؤتمر روما حيث سيكون هناك دعم اماراتي للمؤسسة العسكرية وللمؤسسات الامنية”، لافتا الى ان “السعودية والامارات من اكبر الداعمين للبنان واستقراره الذي يهمنا جدا، كما يهمنا العمل في لبنان بأجنده تنموية واضحة وليس تخريبية”.

وتقول المصادر لـ”المركزية” إن الحريري يُتوقّع ان يلبي الدعوة الاماراتية من دون استبعاد ان تصله في المرحلة المقبلة دعوات أخرى لزيارة دول عربية (كمصر) ودول مجلس التعاون الخليجي، تصب كلّها في خانة اعادة وصل ما انقطع في الأشهر الماضية بين لبنان وجيرانه. وتعتبر ان تفعيل التواصل مجددا على خط لبنان – الدول العربية، قد يشكّل مقدمة لعودة الخليجيين والعرب الى بيروت، سيّاحا ومستثمرين في الفترة المقبلة، بعد غياب ثقيل.

وبحسب المصادر، فإن مشاورات غربية – خليجية، وتحديدا فرنسية – اميركية – سعودية، حصلت في الاسابيع الماضية بعيدا من الاضواء، انتهت الى اقتناع الرياض بخيار ربط النزاع لبنانيا مع “حزب الله” في المرحلة الراهنة، كون البديل منه يعني الفوضى وهز الاستقرار السياسي والامني في بيروت. وتوصّلت المملكة بعد التدقيق والتمحيص الى ان لا ضير من العودة الى استراتيجيتها السابقة مع لبنان، لناحية رعايته واحتضانه. فالسياسة هذه تبدو الانجع حاليا، لابقاء التوازن في لبنان قائما ومنع اختلاله لصالح ايران. كما ان دعم المؤسسات الشرعية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني والقوى الامنية، يساعد، في رأي المملكة، في منع اشتداد عود “حزب الله” في الداخل اللبناني، لا سيما أن الذريعة الاساس التي يرفعها للابقاء على سلاحه، هي ضعف المؤسسة العسكرية، وقد استخدمها اخيرا في مسألة النزاع النفطي الذي نشأ بين لبنان وتل أبيب.

لهذه الاعتبارات كلّها، ستكون للدول الخليجية وعلى رأسها المملكة، مشاركة فاعلة في مؤتمرات الدعم المرتقبة، تختم المصادر.