تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل كوروستيكوف، في “كوميرسانت”، عن وصول وفد المفاوضين الكرويين الجنوبيين إلى بيونغ يانغ لأول مرة منذ 10 سنوات، في سباق مع نوايا ترامب العدوانية.
وجاء في المقال: كوريا الجنوبية، لأول مرة منذ عشر سنوات، بعثت مفاوضا إلى كوريا الشمالية. وهذه حتى الآن هي النتيجة الرئيسية للهدنة الأولمبية. وتتمثل مهمة المفاوض في تهيئة الظروف لمفاوضات مباشرة بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وهناك ما يدعو قيادة كوريا الجنوبية للتخوف من أن المحادثات إذا لم تبدأ قريبا، فإن دونالد ترامب يمكن أن يدفع إلى بدء حرب على شبه الجزير. علما بأن النافذة المفتوحة على إحراز تقدم ستغلق قريبا: فمن المقرر إجراء مناورات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، في بداية أبريل.
وفي الصدد، نقلت “كوميرسانت” عن أندريه لانكوف، البروفسور في جامعة كونمينغ، قوله للصحيفة: “من الملفت أن مهام بيونغ يانغ وسيول تزامنت فجأة: المماطلة بالوقت، وتفويت فرصة توجيه ضربة على دونالد ترامب. ذوو الرتب المتوسطة في الولايات المتحدة كلهم مقتنعون بأن مثل هذا السيناريو سيكون كارثيا، ولكنهم ليسوا أصحاب قرار. واذا اعتقد دونالد ترامب بأن كوريا الديمقراطية على وشك الحصول على صاروخ قادر على بلوغ لوس انجلوس، فإنه قد يوجه ضربة وقائية على الرغم من أن رد كوريا الديمقراطية سيكون تدمير سيول”.
وأضاف المقال: المهمة الآن هي إجراء مفاوضات هادفة بين الطرفين قبل بدء المناورات العسكرية. وترغب قيادة كوريا الديمقراطية في أن يكون طرفا المفاوضات واشنطن وبيونغ يانغ، لأن هذا يعنى الاعتراف بكوريا الشمالية شريكا على قدم المساواة مع الدولة النووية الأولى. لكن ذلك يعوقه الموقف الأميركي الذى يرفض بدء مفاوضات مباشرة مع كوريا الديمقراطية على مستوى عال قبل أن توقف برنامجها الصاروخي النووي، وهو أمر غير مقبول إطلاقا بالنسبة لكيم جونغ أون.
وجاء في المقال أيضا: بالتوازي مع محاولات التواصل مع الولايات المتحدة، فإن بيونغ يانغ لم تتخل عن عرض رؤيتها للمستقبل على سيول. فوفقا لمصدر مطلع في عاصمة كوريا الجنوبية، فإن الوفد الكوري الشمالي أثناء زيارته لسيول عرض التحرك نحو كوريا موحدة بسلاح نووي. وذلك يعني التخلي عن علاقة التحالف مع واشنطن.
وفي السياق، يقول غيورغي تولورايا، مدير مركز الاستراتيجية الروسية في آسيا بمعهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية، لـ”كوميرسانت”: ” ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها هذا الاقتراح. مثل هذا التطور للأحداث مثالي بالنسبة لذلك الجزء ذي الميول القومية من المجتمع الكوري الجنوبي، ولكن فرصة تحقق هذا السيناريو قريبة من الصفر. فنخبة البلاد كلها تقف مع الولايات المتحدة”.
وبالفعل- يقول كاتب المقال- فإن مسار الوفد الكوري الجنوبي يؤكد أفضليات البلاد: فبعد بيونغ يانغ سيتجه الوفد إلى واشنطن، لوضع القيادة الأميركية بصورة المفاوضات.