Site icon IMLebanon

“اهتزاز انتخابي” في علاقة التيار ـ “حزب الله”

 

تشهد العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله اهتزازا حيث ظهرت نظرة مختلفة بين الطرفين ازاء مصلحة كل منهما الانتخابية.

وتشير مصادر في هذا السياق الى أن الحزب أخذ على التيار ما اعتبره مبالغة في السعي للتموضع انتخابيا الى جانب المستقبل على حساب بعض الأحزاب والشخصيات المنضوية ضمن الخط السياسي العريض

لحزب الله، بينما أخذ الأخير على الحزب تموضعه الى جانب حركة «أمل» انتخابيا، على الرغم من موقف الحركة المنافس بحدة للتيار الوطني الحر، وعدم تفهمه سعي التيار الى استعادة وتحرير المقاعد المحسوبة على المسيحيين من التبعية السياسية في مختلف الدوائر.

وفي حين يتجه الحزب والتيار الى التحالف في البقاع الغربي وبعبدا وبيروت الثانية، فإن ظاهرة الابتعاد أو حتى الانفصال الانتخابي حاصلة في دوائر أخرى ستشهد «كباشا» حقيقيا، وأبرز هذه الدوائر:

٭ بعلبك – الهرمل: معلوم أن حزب الله بادر باكرا الى الإعلان عن كل مرشحيه عن المقاعد الشيعية ومرشحه عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة، تاركا المقعد الماروني شاغرا في انتظار لقاء مع التيار الوطني الحر يفضي الى تفاهم على اسم مرشح الأخير لهذا المقعد.

لكن يبدو ان التيار ظل يغرد بمفرده، معتبرا ان الحصة التي تركت له «قسمة غير عادلة»، إذ كان يطمح ويتوقع أن يسمح له أيضا بتسمية مرشح عنه للمقعد الكاثوليكي.

لكن الطريق قطعت عليه لبلوغ هذا الهدف عندما بكر الحزب في تسمية النائب السابق ألبير منصور لهذا الموقع.

لذا تأخر التيار في تسمية مرشحه للمقعد المتروك له، فيما سرت لاحقا معلومات مفادها أن التيار يتجه جديا للانضمام الى اللائحة التي يعتزم الرئيس حسين الحسيني تأليفها، وقد حجز مقعدا شيعيا له من خلال دفع إحدى الناشطات فيه غادة عساف الى الترشح.

ويعتزم التيار أن يسمي مرشحين ماروني وكاثوليكي إن أمكن.

٭ كسروان – جبيل: وقد سارع الوزير باسيل الى توجيه رسائل الى الحزب مفادها أن على الحليف أن يحترم تمثيلنا في المناطق التي نحن فيها أكثرية، كما نحن نحترم تمثيله في المناطق التي يكون فيها هو الأكثرية.

والمقصود هنا طرح الحزب مرشحا شيعيا حزبيا عن جبيل (حسين زعيتر) من دون تنسيق مع التيار، وهو من الهرمل لا من القضاء.

وكان حزب الله واضحا بأن اختيار التيار مرشحا شيعيا في هذه الدائرة من الضروري أن يقابله تلقائيا اختيار الحزب مرشحا مارونيا عن بعلبك الهرمل، لأن الظروف متشابهة إلى حد بعيد بين الدائرتين ولو بشكل معاكس.

وبحسب مصادر متابعة، فإن الحزب تعمد الإعلان باكرا عن اختيار حسين زعيتر كمرشح في جبيل لفتح باب التفاوض بشكل جدي مع ترك خيار الانسحاب مفتوحا، كون زعيتر يتقيد بالتعليمات الحزبية لجهة الانسحاب أو المضي بالمعركة.

٭ صيدا – جزين: حيث ان الخلاف المستفحل بين الرئيس نبيه بري والوزير باسيل انعكس سلبا على الدعم الذي كان يمنحه حزب الله لمرشحي التيار الوطني الحر، وقد تموضع الحزب إلى جانب التحالف القائم بين إبراهيم عازار المدعوم من بري وأسامة سعد، الأمر الذي أسفر عن قطع الطريق على التيار لأي تحالف محتمل مع سعد، ووضعه بين خيارات تحالف انتخابي مع قوى سياسية محسوبة على الخط الآخر.

٭ النبطية – مرجعيون – حاصبيا – بنت جبيل: حيث يتصرف الثنائي الشيعي من منطلق أنها محسومة له ولا يجوز الخرق فيها.

وبين مقاعد الدائرة الـ 11، يصر الحزب وحركة «أمل» على أن يكون المقعد المسيحي الوحيد (الأرثوذكسي) للحزب القومي عبر النائب أسعد حردان.

 

وقد أسفر تموضح الحزب إلى جانب القومي عن زيادة الحساسيات الانتخابية بين التيار والحزب، وإلى تفكير التيار جديا في خوض معركة انتخابية في هذه الدائرة حتى لو ضد حزب الله.

٭ البترون – الكورة – زغرتا – بشري: هناك أهمية لموقف حزب الله.

فهو يمون على قوى فاعلة في الدائرة من 8 آذار (أبرزها القومي وزعامات مناطقية).

واختيار الحزب أن يصطف إلى جانب النائب سليمان فرنجية لا إلى جانب باسيل سيترك تداعياته على المعركة هناك.

(هناك دوائر قيد التفاوض بين التيار والحزب، كزحلة والمتن والشوف وعاليه، ولكن المهمة تبدو معقدة. فحزب الله مرتبط بتحالفات لا يمكنه التراجع عنها، خصوصا مع الحزب القومي و«المردة» في بعبدا، وهو بالتأكيد سيدعم حسب مصادر القومي مرشح القومي في المتن غسان الأشقر الذي اختاره المجلس الأعلى للحزب بالإجماع بدل الوزير السابق فادي عبود، كما سيدعم مرشحي الحزب القومي حيث يكون لحزب الله ناخبون ولا مرشحين كما هي الحال في الشمال مثلا).