Site icon IMLebanon

“النسبي” الحافز الأبرز للـ”مرشحات” الـ111

كتبت بولا أسطيح في صحيفة “الشرق الأوسط”:

بلغ عدد المرشحات الإناث إلى الانتخابات النيابية في لبنان بعد إقفال باب الترشيح منتصف ليل الثلاثاء الماضي، 111 امرأة، وهو يُعد رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ البلاد، وإن كانت نسبة المرشحين الذكور فاقت بكثير نسبة الإناث بحيث سجل ترشيح 976 شخصا بالمجمل.

ورد خبراء انتخابيون «الحماسة النسائية»، بشكل أساسي، لقانون الانتخاب الجديد الذي يعتمد النظام النسبي، مما يرفع حظوظ المرشحين غير المنتمين للأحزاب الكبيرة في حال نجحوا بالتكتل في لوائح قادرة على تأمين الحاصل الانتخابي.

وتنوعت المواقع والوظائف التي تشغلها النساء المرشحات كما الدوائر التي ترشحن عنها، لكن اللافت كان إقدام عدد لا بأس به من الإعلاميات لخوض غمار المعركة الانتخابية، وأبرزهن راغدة درغام، وبولا يعقوبيان، وجيسيكا عازار. وانضمت الأخيرة إلى لائحة حزب «القوات اللبنانية» في دائرة المتن وهي لائحة تضم 3 نساء بإطار سعي الحزب الذي يرأسه سمير جعجع لترشيح أكبر عدد ممكن من النساء والعنصر الشبابي. وتقول عازار، المرشحة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة المتن، إنها تخوض الانتخابات سعيا وراء التغيير الذي يُطالب به معظم اللبنانيين بعدما أثبت جزء من الطبقة السياسية الحالية أنّه غير قادر على تقديم حد أدنى مما يطمح إليه اللبنانيون، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التصويت من جديد لهؤلاء الذين أثبتوا عدم جدوى، سيجرنا إلى ما يشبه التمديد الثالث». وأضافت عازار (31 عاما): «هناك أكثر من ملف سأحمله معي إلى الندوة البرلمانية في حال أعطاني اللبنانيون ثقتهم، وهي ملفات مرتبطة بهموم الناس اليومية انطلاقا من كوني جزءاً من هذا المجتمع ولست ابنة عائلة سياسية أو زعيم كبير، ولعل أبرز ما سأسعى إليه النهوض بالمدارس الرسمية والعمل على تحسين وضع المرأة اللبنانية من خلال قوانين جديدة مرتبطة بالأحوال الشخصية، إضافة لملفي الصحة والمعوقين».

وقد انحصر عدد المرشحين الإناث للانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في عام 2009 بـ12 فازت منهن فقط 4. ولا يبدو الخبراء الانتخابيون متفائلين بارتفاع لافت بعدد المرشحات القادرات حقيقة على الوصول هذا العام إلى الندوة البرلمانية، إذ يستبعد رئيس مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد أن يفوق عدد النواب الإناث عددهم الحالي بكثير، ويرجع ذلك بشكل رئيسي لكون معظم المرشحات من المستقلات، في ظل تلكؤ معظم الأحزاب الرئيسية عن ترشيح عدد كاف من النساء على لوائحهم، كما عن ترشيحهن في دوائر فوزهن فيها مضمون. لكن سعد يرى في مجرد ارتفاع عدد المرشحات ليبلغ 111، إنجاز كبير وأمر غير مسبوق في تاريخ لبنان، معتبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن قانون الانتخاب الذي يعتمد النظام النسبي شكل الحافز الأبرز للنساء على خوض المعركة الانتخابية باعتبار أنّه يرفع من احتمالات فوزهن مقارنة بالقانون السابق الذي كان يعتمد النظام الأكثري.